رفض بيعة القيادات التاريخية في "طالبان" لـ"أختر" يُشكك في شرعيته
الإثنين 21/سبتمبر/2015 - 05:14 م
طباعة
عاد التوتر إلى حركة "طالبان" مجدداً، بعد التشكيك مرة أخرى في شرعية زعيمه الجديد الملا أختر منصور، رغم بوادر الانفراجة التي حدثت في صفوف التنظيم خلال الأيام الماضية بعد إعلان يعقوب نجل الملا عمر أن والده توفي وفاة طبيعية، بعد الحديث عن ضلوع قيادات في التنظيم في قتله، وهو ما اعتبره الكثير من الخبراء أن ذلك الإعلان جزء من الصلح التاريخي داخل أقدم الحركات الإرهابية في العالم.
التوتر الجديد عاد عندما رفض عدد من قيادات "طالبان" الاعتراف بشرعية انتخاب الملا أختر منصور، الذي جاء خلفاً لمؤسسها الراحل الملا محمد عمر، وهو الأمر الذي زاد من التوقعات بإعلان انشقاق رسمي بين الطرفين المتصارعين على قيادة الحركة.
ويبدو أن الأمل الأخير، لإنقاذ الحركة من الانشقاق تبدد، حينما أعلن الملا عبد المنان نيازي الناطق باسم المعسكر المناوئ لأختر منصور، أن الحوار بين ممثلي الطرفين فشل في إقناع قادة ميدانيين وعدد من قيادات "طالبان" بالموافقة على انتخاب منصور زعيماً.
ويواجه الملا أختر منصور، انتقادات العديد من القادة الميدانيين والقادة التاريخيين للحركة، حيث كان أختر هو النائب الأول للملا عمر، وقد أخفى خبر وفاته لأكثر من سنتين، وهو الأمر الذي جعله محل انتقاد، كما ينتقدونه في التسرع في انتخاب نفسه من قبل مجموعة من قيادات "طالبان" وعلى الأرض الباكستانية، ويطالبون بعقد اجتماع موسع لعلماء وقادة الحركة لانتخاب زعيم لها.
الجناح المعارض للملا أختر منصور، طالبه بالتنحي عن الزعامة أولاً وإتاحة الفرصة لـ"المجلس الأعلى لشورى طالبان" لانتخاب زعيم جديد، سواء كان منصور أو غيره. غير أن رفض منصور التنحي أقنع المعارضين بعدم إمكان التفاهم معه وأتباعه، وهو ما عمق الخلاف بين الطرفين، وأصبح التفاهم بينهم محالاً.
ورجح خبراء أن منصور ربما يكون عزّز مكانته في قيادة "طالبان" الأسبوع الماضي، حين أعلنت عائلة الملا محمد عمر دعمها الكامل له وناشدت كل كوادر الحركة بالامتثال لأمره والتعاون معه حرصاً على وحدة الصف في الظروف الحالية.
ويبدو أن تمسك أختر بعدم تجديد البيعة له من قبل مجلس الأعلى للعلماء عمق الخلاف، حيث أعلن عبد المنان نيازي الناطق باسم المعارضين لمنصور أنه "طالما تمسك منصور بالقيادة وبصورة غير شرعية فإننا نعلن عدم ولائنا، وسنكون جناحاً مجاهداً يقاتل القوات الحكومية والأجنبية المساندة لها في أفغانستان"، في وقت وصف القادة الميدانيين والمقاتلين الموالين لأختر منصور بأنهم "غير جهاديين"، وهو ما يعني اتهاماً مبطناً لمنصور وأتباعه بأنهم حادوا عن منهج الحركة ومسيرتها.
وفي حين رجح خبراء أن الفرع المناهض لأختر، ربما يتجه إلى "داعش أفغانستان"، قال نيازي: إن المعارضين لمنصور يضمون عدداً من القيادات التاريخية لـ"طالبان" من بينهم الملا عبد القيوم ذاكر، والملا محمد حسن حاكم قندهار السابق، والملا عبدالرزاق وزير دفاع الحركة السابق، والملا محمد رسول، وعدد من قيادات "طالبان" التي أفرج عنها العام الماضي من معتقل جوانتانامو، وتم ترحيلهم إلى قطر.
غير أن الملا عبد المنان الذي شغل منصب المسئول العسكري في هيرات ووزير داخلية "طالبان" قـبل سقـــوط حكومة الحركة في (نوفمبر) 2001، شدد على أن المعارضين لملا منصور لن يخوضوا أي اشتباكات مع الموالين له، وسيكتفون بمعارضة سياسته علناً.
وبين نيازي حقيقة أسباب تغير سرة الملا عمر موقفها من أختر، حيث انتقد موقف عائلة الملا محمد عمر بالقول: إن شقيقه الملا عبد المنان ونجله الملا يعقوب كانا جالسين في المنزل حين كانت الحركة تخوض معاركها، وإن عائلة الملا محمد عمر وافقت على بيعة منصور بعدما هدد بقطع مساعدات الحركة عنها.
ورجح خبراء في الحركات الأصولية أن يُتيح الانشقاق في صفوف "طالبان" الفرصة لتنظيم "داعش" لكسب مواقع في الأراضي الأفغانية واستقطاب العديد من المعارضين، كما تسعى الحكومة الأفغانية جاهدة منذ الإعلان عن وفاة الملا عمر إلى إقناع عدد من كوادر الحركة بإعلان السلام.