مع زيادة نفوذه في أفغانستان.. "داعش" يهدد عرش "طالبان"

الأحد 27/سبتمبر/2015 - 10:38 ص
طباعة مع زيادة نفوذه في
 
يبدو أن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، أصبح متمكنًا من فرض نفوذه داخل الدول العربية والأوروبية، فمازال حتى الآن التحالف الدولي بقيادة أمريكا عاجز عن مواجهة التنظيم الإرهابي، بل أصبح الأخير يتوسع ويتمدد يومًا بعد الآخر، يأتي ذلك في ظل الاستراتيجية الخاطئة التي تتبعها الدول للتصدي للتنظيم.
مع زيادة نفوذه في
ومع مواصلة داعش في التمدد داخل الدول العربية كسوريا والعراق وليبيا والمغرب والسعودية والكويت، بدأت كذلك رقعة التنظيم تتوسع في أفغانستان على حساب حركة "طالبان"؛ حيث كشف تقرير لجنة "القاعدة وطالبان" التابع للأمم المتحدة أن أعداد الملتحقين بـ "داعش" في البلاد تتزايد بطريقة لافتة.
ويذكر أن أفغانستان تشكل قاعدة رئيسية لداعش في جنوب آسيا، والتي يتخذها التنظيم كمعقل لتجارة المخدرات التي تعتبر من أهم مصادر تمويله؛ حيث قدرت تقارير سابقة أن عائدات التنظيم من تجارة المخدرات بلغت حوالي مليار دولار سنة 2014.
وأضاف تقرير اللجنة أن نفوذ داعش بأفغانستان اتسعت بشكل كبير متجاوزة قواعده في كل من سوريا والعراق، حيث ينشط داعش بحسب التقرير في 25 ولاية أفغانية من أصل 34؛ الأمر الذي أصبح يشكل تهديدًا مباشرًا لتواجد حركة طالبان بالمنطقة.
وذكر التقرير، استنادًا إلى تقديرات لقوات الأمن الأفغانية، أن حوالي 10% من حركة طالبان باتوا يؤيدون تنظيم داعش، مشيرًا إلى أن هذا العدد ليس ثابتًا؛ لأن الولاءات تتبدل خلال فصل المعارك الجاري حاليًا، والذي تقول المؤشرات إنه قد يميل لصالح التنظيم الإرهابي، الذي يشتغل الاستياء السائد صفوف أنصار طالبان بعد إخفاء القيادة وفاة الزعيم التاريخي للحركة الملا محمد عمر لأكثر من عامين.
وأشار التقرير إلى أن المجموعات الموالية لـ داعش دائمًا ما تقاتل القوات الحكومية، إلا أنها نادرًا ما تشن عمليات على التنظيمات المسلحة الأخرى.
من جانبها نفت حكومة "كابل" توسع نفوذ التنظيم بالمنطقة؛ الأمر الذي يتنافى تمامًا مع التقارير الأممية والاستخباراتية، والتي باتت تدق ناقوس الخطر من تزايد عدد مسلحي التنظيم في أفغانستان.
وجاء في التقرير أن عدد المجموعات والأفراد الذين يعلنون صراحة إمّا ولاءهم أو تأييدهم لتنظيم داعش في تزايد متواصل في عدد من الولايات في أفغانستان.
ومعظم المنضمين حديثا إلى التنظيم الجهادي عناصر سابقة في المجموعات المتمردة الناشطة في أفغانستان وبعضهم على خلاف مع القيادة المركزية لحركة طالبان ويسعون لإعلان هوية مختلفة بالابتعاد عن عناصر طالبان "التقليديين".
وانضمّ مقاتلون أجانب من باكستان وأوزبكستان بعضهم كان على ارتباط وثيق بتنظيم القاعدة انضموا إلى داعش بعد الفرار من بلادهم وبدّلوا ولاءهم خلال الأشهر الأخيرة، لكن النواة الصلبة لفرع التنظيم في أفغانستان يشكلها، وفق تقرير الأمم المتحدة، حوالي 70% من مقاتلي داعش الذين قدموا من العراق وسوريا.
مع زيادة نفوذه في
وألقى التقرير الضوء على المقاتلين عبدالرءوف خادم، وهو مستشار سابق لقائد حركة طالبان السابق الملا عمر، الذي زار العراق في أكتوبر 2014 وشكّل بعد ذلك مجموعة خاصة به في ولايتي هلمند وفرح.
ووفق بعض المراقبين فإن تزايد توسع التنظيم في أفغانستان سيفرض على واشنطن مراجعة قرار انسحابها العسكري من هذا البلد بحلول 2016.
يأتي ذلك بالتزامن مع تزايد القلق الأمريكي والدولي من توسع نفوذ التنظيم، الذي أصبح يمتلك شبكات دعم كبرى، في أبرز المناطق الساخنة في العالم، توفّر له الدعم المادي والبشري.
وأكد مسئولون أن قادة في الجيش الأمريكي يعتقدون أن القوات الأفغانية لن تكون قادرة على تأمين بلادها دون مساعدة غربية، ومن المرجح أن تكون الأعداد المتزايدة لمقاتلي "داعش" في شرق أفغانستان خلال العام الماضي، قد أثارت المخاوف حول الانسحاب الكامل.
كانت الجنرالات ويلسون شوفنر، نائب رئيس هيئة الأركان للاتصالات في كابول قال إننا نلاحظ تطورًا في مستوى عمليات تنظيم داعش في أفغانستان وهي تزداد خطورة. ونحن نأخذ ذلك على محمل الجد، كذلك أكد الجنرال جون كامبل، قائد القوات الأمريكية في أفغانستان، في يوليو الماضي لقد اعتدنا أن نسميها عمليات ناشئة، لكننا الآن يمكننا أن نعتبرها عمليات ظاهرة.
وذكرت تقارير أمريكية أن التهديد الذي يشكله تنظيم داعش في المنطقة يشكل مبررا لإبقاء القوات الأمريكية في أفغانستان، وقد بدأ القادة العسكريون وكبار المسئولين في وضع خطط لإبطاء الانسحاب.
ويؤكد مراقبون أن داعش سيجبر إدارة أوباما على عدم الوفاء بالتزامها بالانسحاب الكامل بنهاية 2016، مثلما أجبرها على العودة إلى العراق.
مع زيادة نفوذه في
ويزداد تنظيم "داعش" نفوذًا في أفغانستان على حساب حركة "طالبان"، ويسعى "داعش"، الذي يسيطر على مناطق شاسعة من سوريا والعراق، لترسيخ وجود له في أفغانستان متحدياً حركة "طالبان" في موطنها، وفق مراقبين.
فيما تسعى حركة "طالبان"، التي اتهمت بالممارسات الهمجية خلال تمردها المستمر منذ 14 عاماً، للظهور بمثابة سد في وجه وحشية "داعش" وفي موقع مجموعة تخوض حرباً مشروعة ضدّ السلطة، حسبما يرى محللون.
وندّدت الحركة، في وقت سابق، بـ"وحشية" فيديو ظهر فيه مقاتلون يُعتقد أنهم من أعضاء التنظيم في أفغانستان، وهم يفجرون أسرى أفغاناً معصوبي العيون وموثقين إلى بعضهم البعض.
الجدير بالذكر أن حركة "طالبان" نشأت في ولاية قندهار الواقعة في جنوب غرب أفغانستان على الحدود مع باكستان عام 1994 على يد الملا محمد عمر، حيث رغب في القضاء على مظاهر الفساد الأخلاقي وإعادة أجواء الأمن والاستقرار إلى أفغانستان، وساعده على ذلك طلبة المدارس الدينية الذين بايعوه أميرا لهم عام 1994، ومنذ عام 1996 بسطت الحركة سيطرتها فعليا على أجزاء واسعة من أفغانستان، وأعلنت الاستخبارات الأمريكية عن مقتل زعيم الحركة الملا عمر منذ شهرين.
وبدأ تنظيم "داعش" يتوغل، ويوسع نفوذه في أفغانستان، بعد ارتكابه أبشع المجازر في المدن السورية والعراقية تحت شعار إقامة دولة الخلافة.
ويرى مراقبون أن "داعش" بدأ بالفعل بإرباك حركة طالبان في ظل تمدده وفرض نفوذه داخل مقر إقامته، ما يهدد عرش الحركة بالدمار أو السقوط.

شارك