"داعش" و"أنصار الشريعة".. صراع إرهابي يهدد استقرار ليبيا

الأحد 27/سبتمبر/2015 - 12:47 م
طباعة داعش وأنصار الشريعة..
 
في خطوة متوقعة، وفي ظل توسع وتمدد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام المعروف بـ"داعش" في ليبيا، تواردت أنباء عن مبايعة تنظيم أنصار الشريعة لداعش؛ الأمر الذي نفاه تنظيم أنصار الشريعة المقيم مدينة بنغازي شرق ليبيا.
داعش وأنصار الشريعة..
جاء ذلك في بيان لأنصار الشريعة ردًّا على ما ذكرته مجلة دابق التابعة لتنظيم داعش، وقال البيان: إن أفراد أنصار الشريعة بمدينة سرت المبايعين لتنظيم الدولة لم يكونوا قيادات في التنظيم ببنغازي ولم يبايعوا الجماعة من الأساس.
وأكد تنظيم أنصار الشريعة عدم ارتباطه بما يعرف حكومة الإنقاذ الوطني التي وصفها بالمرتدة، والتي تتخذ من العاصمة طرابلس مقراً لها وعدم تلقيه أي إعانات مادية أو عسكرية.
ورأى تنظيم أنصار الشريعة بنغازي أن البرلمانات والمجالس التشريعية محاربة لله ورسوله وهذا هو الكفر المبين المخرج من الملة، بحسب ما جاء في البيان، مشيرًا إلى أن قادة أنصار الشريعة لن يتخلوا عن محاربة ما وصفوهم بالمرتدين عن الدين ويرجون الشهادة في سبيل الله أو نصرة دين الله بحسب ما ذكر البيان.
ويشن الجيش الليبي التابع للحكومة المؤقتة المعترف بها دوليًّا في طبرق عمليات تطهير لمدينة بنغازي من تنظيم أنصار الشريعة وداعش والجماعات الإرهابية، والتي كان آخرها عملية "حتف" والذي استعاد من خلالها أغلبية المواقع التي سيطر عليها تنظيم "داعش" في بنغازي.
في ذات الوقت نشرت صفحة تنظيم داعش ليبيا صورًا لاستعراض قام به عناصر التنظيم أمام مصنع الإسمنت في بنغازي احتفالًا بما قال إنه خسائر كبيرة كبدها للجيش الليبي خلال اليومين الماضيين في عدة محاور.
وظهر عناصر التنظيم وهم في استعراض شبه عسكري على ظهور الخيل حاملين علم داعش الأسود متوعدين الجيش الليبي بالمزيد من الخسائر.
وتبنى التنظيم أمس السبت قتل 4 أفراد من الجيش الليبي في المعارك العنيفة الدائرة منذ أيام في بنغازي.
داعش وأنصار الشريعة..
وتشهد ليبيا منذ الإطاحة بمعمر القذافي حالة فوضى عارمة في ظل الصراع المستميت على السلطة ما بين المدنيين والإسلاميين، فمن جانبها تسعى جماعة الإخوان المتمثلة في المؤتمر الوطني المنتهية ولايته المقيم في طرابلس والذي يواليه ميليشيات فجر ليبيا إلى السيطرة على البلاد والظهور في الحياة السياسية بشكل أساسي، وفي المقابل ترفض الحكومة المعترف بها دوليا والتي تقيم في طبرق ويواليها الجيش الليبي.
وتتخذ الحكومة المؤقتة ومجلس النواب المعترف بهما دوليًّا من طبرق مقرًّا لهما فيما تتخذ حكومة الإنقاذ المنبثقة عن المؤتمر الوطني العام البرلمان المنتهية ولايته من طرابلس مقرًّا لها.
وتتوغل الجماعات الإرهابية في أنحاء ليبيا، في ظل الحالة التي تشهدها من فوضى؛ ما أدى إلى حذر دول الجوار من فرار تلك الجماعات إلى أراضيها وجعل البعض يبني جدران عازلة لمنع توغل العناصر الإرهابية والتي أصبحت تهدد دول المغرب العربي بأكملها.
ويشكل تنظيم داعش خطرًا جسيما في ليبيا؛ حيث إن الجماعات الإرهابية المتوغلة في البلاد أصبحت ترى أن التنظيم الإرهابي هو الملاذ الأخير لها؛ ما جعل معظمها يبايع التنظيم ويخترق صفوفه لضمان استمرارها في ظل قوة التنظيم التي تتزايد يوما بعد الآخر، مع انضمام العديد والعديد بين صفوفها.
ويعتبر تنظيم أنصار الشريعة من التنظيمات الإرهابية التي تهدد أمن واستقرار ليبيا، حال الوصول إلى حل وتشكيل حكومة وفاق وطني؛ حيث يقف التنظيم عائقًا أمام استقرار البلاد، ما جعل بعض عناصره ينشق للالتحاق بتنظيم داعش الإرهابي.
داعش وأنصار الشريعة..
ويواصل داعش تمدده في مناطق ليبيا، وبالأخص في مدينة بنغازي، رغم تصدي الجيش الليبي للتنظيم، إلا أنه حتى الآن عاجز عن القضاء عليه تمًاما، بل أصبح التنظيم ينتشر بصورة كبيرة داخل بنغازي، وفي ظل عملية حتف التي قام بها الجيش بقيادة اللواء خليفة حفتر، والتي أعلن خلالها أنه نجح في التصدي لداعش، إلا أن التنظيم الإرهابي ما زال يستعرض عضلاته داخل المدينة.
ومن المعروف أن التنظيمين يتصارعان للسيطرة على مدينة بنغازي، حيث أعلن في وقت سابق زعيم جماعة أنصار الشريعة في ليبيا، محمد الزهاوي، أن الجماعة الإسلامية تأمل في إحكام سيطرتها على مدينة بنغازي بشرق ليبيا من القوات الموالية للحكومة في الأيام المقبلة، لكنها لن تسعى للسيطرة على مدن أخرى.
وأضاف: "بنغازي صبرت كثيراً جداً ولكن قريبا ينتهي هذا النزيف وتعود بنغازي كما عهدناها وأفضل في ظل أبناء يحمونها، لا نريد أن تنقل هذه المعارك إلى مدن أخرى".
ويبدو أن تنظيم أنصار الشريعة، بدأ يتخوف من سيطرة داعش على مدينة بنغازي منفردًا، فيسعي للوصول إلى حلمه عن طريق انضمام عناصر منه لداعش والتي لم يسعَ لاستقطاب عناصر من الشباب فقط، بل تطرق الأمر إلى استقطابه للتنظيمات الإرهابية الأخرى؛ ما أصبح يهدد العالم بصورة لافتة، على الرغم من شن التحالف الدولي هجماته ضد التنظيم إلا أنه لم يستطع تحقيق أي نتائج تُذكر حتى الآن.

شارك