في أكبر هجوم منذ 2011.. "طالبان" تسيطر على نصف مدينة "قندوز" الاستراتيجية

الإثنين 28/سبتمبر/2015 - 09:02 م
طباعة في أكبر هجوم منذ
 
وسط حديث عن تلقي تنظيم "طالبان أفغانستان"، دعماً مالياً وعسكرياً من تنظيم "القاعدة"، الذي سارع في الاعتراف ومبايعة زعيم التنظيم أختر منصور، الذي يلقى رفضاً واسعاً من القيادات التاريخية في الحركة، وهو الأمر الذي يُهدد شرعيته، أعلن الناطق باسم شرطة ولاية (قندوز) سيطرت عناصر تنظيم "طالبان" على نصف المدينة التي تعتبر من المدن الاستراتيجية الكبرى في شمال أفغانستان إثر هجوم كبير بدأ فجر اليوم الاثنين.
اللافت أنه على الرغم من الخلافات الداخلية في الحركة، إلا أن هجوم اليوم يعتبر الثاني للتنظيم، حيث تبنى التنظيم هجوم على أحد السجون العمومية في الدولة، خلال الأيام الماضية، وتمكن من تحرير نحو 400 من عناصره المعتقلين في السجن.
في أكبر هجوم منذ
وهجوم "طالبان" هو الأكبر والأول منذ سقوط نظام طالبان عام 2001، حيث قام فيها عناصر التنظيم التوغل في مدينة افغانية كبرى ويلحقون بذلك نكسة بالحكومة التي لا تزال تسيطر على النصف الآخر من المدينة بحسب الشرطة المحلية، وهو ما يعزز الحديث عن تلقي التنظيم دفعة معنوية ومادية من تنظيم "القاعدة" الذي يرى في "طالبان" الأمل الأخير في حفظ ماء وجهه، بعدما نكثت الكثير من تلك الحركات في بيعتها لـ"القاعدة".
وقال شهود عيان إن مقاتلي حركة طالبان، شنوا هجوما من ثلاثة اتجاهات على مدينة قندوز عاصمة الإقليم - التي يقطنها 300 ألف شخص - ورفعوا علمهم في الميدان الرئيسي في المدينة، فيما قال نائب الحاكم بعد فراره إلى مطار المدينة إن معارك بين قوات الحكومة وطالبان مندلعة على بعد نحو 500 متر من مجمع الحاكم.
في أكبر هجوم منذ
كما أفاد شهود وقوات أمنية بأن مقاتلي طالبان شقوا طريقهم إلى وسط مدينة قندوز، وأصبحوا على بعد مبان من مجمع حاكم المدينة، في أسوأ اختراق لمدينة رئيسية في الحرب المستمرة منذ حوالي 14 عاما.
وقال مصدر أمني حكومي طلب عدم نشر اسمه إن حركة طالبان تقترب من مجمع الحاكم، فيما أرسلت تعزيزات من أقاليم مجاورة على أمل الحيلولة دون سقوط المدينة تماما في أيدي طالبان.
وكان المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد، قد أعلن في وقت سابق، أن مقاتلي الحركة سيطروا الاثنين على مستشفى يضم 200 فراش في المدينة، وهو الأمر الذي أكده مسؤول من الشرطة، أن المستشفى الحكومي سقوط في يد المتطرفين، من دون ذكر المزيد من التفاصيل.
وقال مراسل فرانس برس في المدينة: "سيطرت طالبان على حينا وهو جزء من مدينة قندوز ويمكنني رؤية مقاتليهم في كل مكان"، وقال شيخ إحدى القبائل إن مقاتلي طالبان سيطروا على أحد أحياء المدينة، وأضاف الآخر أنهم باتوا على بعد 100 متر من منزله، لكن مسؤولين حكوميين نفوا هذه التقارير، وقالوا إن الجيش الأفغاني يحارب المتمردين على مشارف المدينة.
وسيمثل اختراق عاصمة أحد الأقاليم تطوراً مهماً في التمرد الذي تشهده أفغانستان منذ 14 عاماً، رغم أن القوات الأفغانية طردت طالبان من معظم الأراضي التي كانت قد سيطرت عليها في موسم القتال خلال الفترة الماضية.
في أكبر هجوم منذ
وشُنت الهجمات المنسقة، صباح اليوم (الاثنين)، وكان يُسمع دوي المدفعية الثقيلة وإطلاق النار وسط مدينة قندوز، وقال سيد حسين وهو متحدث باسم شرطة قندوز: "الآن يدور قتال عنيف في خان آباد وتشاردارا، وفي إمام صاحب وهي المداخل الرئيسية للمدينة.. لدينا قوات كافية وسنطردهم قريباً"، لكن إذا هزمت طالبان القوات الأفغانية في أي من المداخل الثلاثة سيكون من الصعب على الحكومة الحفاظ على السيطرة.
كانت لجنة أممية أصدرت تقريراً يحمل اسم "القاعدة وطالبان"  قالت فيه إن نفوذ تنظيم "داعش" في أفغانستان يتسع على حساب حركة "طالبان"، وأن التنظيم تجاوز حدود قواعده في سوريا والعراق، ويهدد بذلك وجود "طالبان" المسيطرة على أجزاء من البلد منذ عام 1996.
وكشف التقرير أن عدد المنضوين تحت لواء والمبايعين للتنظيم يزداد في عدة ولايات أفغانية، وجاء في التقرير نقلا عن مصادر حكومية أفغانية أن هناك على ما يبدو توسع كبير لتنظيم "داعش"، موضحا أن المجموعات المرتبطة بالتنظيم تنشط في 25 ولاية بأفغانستان من أصل 34
في أكبر هجوم منذ
ومعظم المنضمين الجدد هم أفراد تم تجنيدهم من مجموعات مسلحة، بعضهم على خلاف مع القيادة المركزية لحركة "طالبان" أو يسعون إلى هوية مختلفة من خلال ابتعادهم عن حركة طالبان "التقليدية"، وأشار التقرير أيضا إلى أن بين المنضمين أنصار لتنظيم "القاعدة" و"عدد قليل" من غير الأفغان قدموا مباشرة من العراق وسورية، ويشكلون حسب حكومة كابل النواة الصلبة لتنظيم "داعش" في هذا البلد.

شارك