روسيا توطد نفوذها في المنطقة بحلف استخباراتي مع إيران والعراق وسورية

الإثنين 28/سبتمبر/2015 - 10:55 م
طباعة روسيا توطد نفوذها
 
في خطوة جديدة، تكشف مدى هيمنة النفوذ الروسي في منطقة الشام، (سورية والعراق)، اتفقت الأخيرة مع كل من روسيا وإيران وسورية على تشكيل لجنة مشتركة لتبادل المعلومات الاستخباراتية بهدف ملاحقة تنظيم (داعش) الذي يسيطر على مساحات واسعة من الأراضي العراقية والسورية.
وتلعب طهران دورًا كبيرًا في البلدين اللذين يشهدان عنفًا مسلحًا منذ سنوات دون بصيص لحل قضيتهم، حيث يشهد البلدان انتشاراً للجماعات الإرهابية، التي تسيطر على مساحات واسعة من الأراضي البلدين، والنفوذ الإيراني مهد الطريق لموسكو لتلعب دور بارز في تلك البلدان.
روسيا توطد نفوذها
سعد الحديثي، المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، قال إن هناك لجنة مشتركة ستشكل بين ممثلي الدول الأربع، وسيكون هناك ممثل عن الاستخبارات العسكرية العراقية ممثلا فيها، وتقوم بعملها على أساس متابعة خيوط الإرهاب ومتابعة الإرهابيين، وأكد أن هناك ضرورة لجهد مشترك لتنسيق وتعاون يصب في النتيجة في مصلحة العراق ومسعى الحكومة لتحقيق الانتصار في الحرب على الإرهاب.
وأوضح الحديثي أن المركز المعلوماتي عبارة عن لجنة تنسيقية مشتركة بين الدول الأربع، من خلال ممثلين لهذه الدول على المستوى الاستخباري العسكري، لتداول المعلومة وتبادلها وتحليلها بشكل مشترك.
ودافع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عن التعاون الاستخباراتي مع كل من  سوريا وروسيا وإيران، وقال إن بلاده بحاجة لجهود كل الاستخبارات العالمية للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على ثلث مساحة العراق.
روسيا توطد نفوذها
وفي خطاب متلفز بث قبل مغادرته إلى نيويورك للمشاركة بأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال العبادي إن بلاده بحاجة لتبادل المعلومات الاستخبارية مع موسكو وطهران ودمشق لكي تتمكن من هزيمة تنظيم الدولة، موضحاً أن العراق يرحب "بالاهتمام الذي أبدته موسكو مؤخرا" لمحاربة تنظيم الدولة وإنشائها خلية استخبارية لهذا الغرض تضم إيران وسوريا.
وحاولت أمريكا إبداء تفهمها، بالإجراء الأخير، فبعد ساعات من هذا الإعلان، قال الناطق باسم حملة التحالف الدولي ستيف وارن إن أمريكا تتفهم حاجة العراق لتبادل المعلومات مع دول أخرى بشأن التنظيم، لكنها ترفض مشاركة النظام السوري في هذه الجهود لكونه ارتكب جرائم وحشية بحق مواطنيه.
وتطورت العلاقات العراقية الروسية خلال الفترة الماضية، وقد قام رئيس وزراء العراق، حيدر العبادي، بزيارة رسمية إلى موسكو، مايو الماضي، بحث خلالها العلاقات الثنائية، وكيفية دعم روسيا للعراق في مجال التسليح والمعلومات الاستخبارية، وتعزيز قدرات المؤسسة الأمنية والعسكرية.
وعول العبادي وقتها على روسيا في دعم الجيش العراقي في الحرب ضد الإرهاب، وأكد أن الاوضاع الحالية في البلاد تفرض البحث عن مصادر متعددة للسلاح، وأشار إلى أن بلاده لديها الكثير من عقود التسلح مع روسيا وسيجري تفعيلها خلال الزيارة.
روسيا توطد نفوذها
وبحسب المتحدث باسم رئيس وزراء العراق سعد الحديثي، فإن العبادي ناقش في موسكو ثلاثة محاور رئيسية: الاستثمارات الروسية في العراق، والتعاون العسكري والتقني بين البلدين، بالإضافة إلى التعاون على الساحة الدولية فيما يتعلق بأهم القضايا الدولية، فيما أملح وقتها إلى الدعم العسكري والمعلوماتي للعراق، ومسائل إمدادات الأسلحة إلى قوات الأمن العراقية، وهو ما تم بلورته بشكل أساسي بالحلف الرباعي (روسيا – إيران – العراق – سورية) القائم على تبادل المعلومات.
روسيا توطد نفوذها
ويبدو أن أمريكا لم تكن راضية عن هذا التعاون، حيث قال العبادي إنه توجه إلى موسكو بغض النظر عن توصيات قوى لم يسمها، إلا أنه كان يقصد بها أمريكا،  تدعوه للتخلي عن هذه الزيارة.
في السياق، قال عضو لجنة العلاقات الخارجية في برلمان العراق عباس البياتي، اليوم (الاثنين)، إن أبرز ملفات زيارة رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى نيويورك، تتمثل في الحصول على مزيد من الدعم الأمني والعسكري للقضاء على الإرهاب.
وقال البياتي في تصريحات صحافية، إن رئيس الوزراء حيدر العبادي سيطالب في كلمته ولقاءاته مع رؤساء الدول ونظرائه الحاضرين في اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، بتعاون أكبر في محاربة تنظيم "داعش"، كما ُركز رئيس الحكومة العراقية في مباحثاته، أيضاً، على التعاون مع العراق اقتصادياً في ظل انخفاض سعر برميل النفط، الذي أثر سلباً على الاقتصاد العراقي.

شارك