سقوط خلايا "داعش" بالسعودية.. هل تنجح الحرب الاستباقية في مواجهة التنظيم؟

الثلاثاء 29/سبتمبر/2015 - 02:20 م
طباعة سقوط خلايا داعش بالسعودية..
 
ضربات استباقية تقوم بها الأجهزة الأمنية في السعودية، ضد خلايا تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في المملكة، لإجهاض وإفشال أي تحرك من هذه الخلايا ضد أهداف بالسعودية.

مقتل عناصر "داعش"

مقتل عناصر داعش
وفي إطار الحرب علي تنظيم "داعش" وتوجيه ضربات استباقية ضد التنظيم في المملكة، الجهات الأمنية السعودية في كشف خلية إرهابية مكونة من خمسة أشخاص في أربعة مواقع، ثلاثة منها بالرياض، والرابع بالدمام في المنطقة الشرقية.
وأسفرت العمليات عن مقتل المطلوبين عبدالعزيز بن زيد الوبيري الشمري، وعقيل بن عميش عقيل العقيلي المطيري، واستسلام المطلوب فيصل بن حامد أحمد آل حامد الغامدي، بالإضافة إلى القبض على اثنين من بينهم فهد بن فلاح سليمان الحربي، وهو الشخص الذي استأجر وكر المونسية الإرهابي، والذي فر منه قبل مداهمته من قبل رجال الأمن في العملية الاستباقية السابقة والتي أسفرت عن ضبط إرهابيين هما الشقيقان أحمد سعيد الزهراني، ومحمد سعيد الزهراني.
في أقل من 48 ساعة، من انتشار فيديو يظهر أحد أتباع تنظيم داعش وهو يقتل ابن عمه امتثالاً لأوامر زعيم التنظيم أبوبكر البغدادي، أعلنت وزارة الداخلية السعودية عن القبض على الشاب الداعشي ومقتل شقيقه الذي تولى تصوير الفيديو.
وكانت "العربية. نت" قد نقلت عن مصادر خاصة نبأ القبض عليه، وتواصلت مع والدهما الذي عبر عن صدمته من هذه الحادثة.

خلايا "داعش"

خلايا داعش
كما أعلنت السعودية، السبت الماضي، القبض على أكبر خلايا داعش في المملكة، والمكونة من 431 شخصا، أغلبيتهم من السعوديين بينما البقية متوزعين ما بين يمنيين ومصريين وأردنيين وجزائريين، ونيجيريين وتشاديين، إضافة إلى آخرين غير محددي الهوية.
وقال بيان من وزارة الداخلية: إن تلك الخلايا نفذت خمسة حوادث وهي "استهداف المصلين في قرية الدالوة بداية العام الحالي، وإطلاق النار على دورية للأمن العام شرق العاصمة الرياض واستشهاد قائدها ومرافقه، وحادث إطلاق النار على دورية لأمن المنشآت أثناء تأديتها عملها بمحيط موقع الخزن الاستراتيجي جنوبي مدينة الرياض واستشهاد قائدها والتمثيل بجثته وحرقها، وحادث استهداف المصلين بمسجد الإمام علي بن أبي طالب في بلدية القديح، وحادث استهداف المصلين في مسجد الحسين بن علي بحي العنود".
وأشارت الوزارة في بيانها إلى أن 190 موقوفاً كونوا 4 من خلايا داعش واستهدفوا مسجدي القديح والعنود بقيادة الموقوف هادي قطيم الشيباني، وأن خلية ضمت 5 عناصر وتولت تجهيز الانتحاريين، بينما خليتان ضمت 10 عناصر وتولت رصد المواقع. وأوضحت أن الخلية التي نفذت تفجير مسجد القديح عادت إلى الموقع لتصوير الحادثة.
وأوضحت الداخلية أنه تم القبض على 144 شخصا بتهمة دعم خلايا داعش. ونشرت الوزارة صور عناصر هذه الخلايا، وتنشرها "العربية. نت" أدناه.

هجمات "داعش"

هجمات داعش
ونفذ "داعش" عددًا من العمليات داخل المملكة، ففي 6 أغسطس الماضي، قتل 15 شخصًا على الأقل، من بينهم 12 رجل أمن، وأصيب نحو ثلاثين في هجوم انتحاري تبناه تنظيم "داعش" على مسجد في مدينة أبها السعودية في منطقة عسير.
وقالت قناة "الإخبارية" التلفزيونية السعودية: إن المسجد تابع لوحدة أمنية تسمى قوات الطوارئ الخاصة.
وصرح الناطق الأمني في وزارة الداخلية السعودية لوكالة الأنباء السعودية الرسمية "أنه أثناء قيام مجموعة من منسوبي قوات الطوارئ الخاصة في منطقة عسير أداء صلاة الظهر في مسجد مقر القوات حدث تفجير في جموع المصلين".
كما أعلن "داعش" مسئوليته عن هجومين على مسجدين للشيعة في شرق السعودية في شهر مايو الماضي، أسفر الأول عن مقتل 21 شخصًا، بينما فشل المهاجم في الوصول إلى الهدف في الهجوم الثاني، وفجر نفسه خارج المسجد موديًا بحياة أربعة أشخاص.
وشهدت السعودية هجمات متفرقة استهدفت رجال أمن منذ بداية العام الحالي، وردت السلطات بشن حملة اعتقالات واسعة شملت المئات ممن تصفهم بأنهم عناصر في خلايا "داعش".

قوة خليجية

قوة خليجية
المساعي الأمنية السعودية في مواجهة الإرهاب وتنظيم "داعش" ليس مقتصرة علي الجهود داخل المملكة، بل تقود السعودية دول الخليج لإنشاء قوة ضخمة تواجه تنظيم "داعش" وإيران واضطرابات اليمن، من خلال قوة عسكرية وتنسيق أمني قوي لمواجهة أي خلايا إرهابية واضطر ابات في الخليج.
وقال كبير مستشاري إدارة التأمين ضد المخاطر في دبي الدكتور تيودور كاراسيك: إن دول الخليج تسعى لإنشاء "قوة منسجمة، قابلة للعمل المتبادل وبقيادة مشتركة للعمليات"، مضيفاً أن التركيز الآن منصبّ على العمليات الدفاعية.
وأضاف الخبير: "القوة مكونة من مئات الآلاف من الجنود المؤهلين بشكل عالٍ، وسوف تُسهم المملكة العربية السعودية بمائة ألف جندي على الأقل"، مضيفاً أنه يمكن استخدام مجموعات من القوة المشتركة في العمليات الهجومية الخاصة ضد المتطرفين الذين يتمتعون بقدر عالٍ من الذكاء.
وتشير تقارير بأن آلافاً من السعوديين يقاتلون في صفوف داعش في سوريا والعراق، ونفذ العشرات منهم هجمات انتحارية في البلدين. كما نفذ التنظيم مؤخرًا هجمات دامية بواسطة انتحاريين في كل من تركيا والكويت أودت بحياة العشرات.
 قال وزير خارجية البحرين الشيخ خالد آل خليفة: إن دول الخليج سوف تقوم بإطلاق قوة عسكرية مشتركة، سيكون مقرها في المملكة العربية السعودية؛ لمواجهة التهديدات من الجهاديين المتشددين وإيران والاضطرابات في اليمن.
وأضاف وزير خارجية البحرين، خلال مقابلة مع صحيفة "الفاينانشيال تايمز" البريطانية، أن القيادة لهذه القوة سوف تكون مشتركة.
وأوضحت الصحيفة أن المحللين في نهاية المطاف يتوقعون انخراط مئات الآلاف من الجنود تحت سيطرتها؛ حيث من المقرر أن تبدأ العمليات العسكرية لهذه القوة بعد قمة مجلس التعاون الخليجي المقرر عقدها في وقت لاحق من هذا الشهر في قطر.
واوضحت الصحيفة أن الأمر الجديد في هذه القوة هو التركيز على العمليات الدفاعية، وسوف تنسق هذه القوة مع القيادة البحرية المشتركة لدول مجلس التعاون الخليجي في البحرين، بينما ستكون القيادة الجوية لهذه القوة في المملكة العربية السعودية.
وبحسب الصحيفة فإن إنشاء قيادة عسكرية مشتركة جديدة يأتي وسط مخاوف في دول الخليج؛ بسبب صعود ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، والتي تسيطر على أجزاء من العراق وسوريا، ولديها أنصار بين السكان في الخليج.
للمزيد عن "خطورة تمدد داعش بدول التعاون الخليجي.. اضغط هنا

الحرب الاستباقية

الحرب الاستباقية
تخوض السعودية حربً استباقية ضد تنظيم داعش عبر كشف والقبض المبكر على التنظيم في المملكة، فالسلطات الأمنية السعودية أصبح لديها تمرس واسع على مواجهة المخططات الإرهابية، من خلال الضربات الاستباقية بعد الحوادث التي تعرضت لها من القاعدة التي قامت بتنفيذ عمليات تفجير وإطلاق نار في المملكة اعتبارًا من مايو 2003م؛ مما دفعها إلى تطوير استراتيجيتها الأمنية التي بدأتها بالإعلان عن اعتقال 172 شخصًا في أبريل 2007 م، ومنذ ذلك الوقت ورءوس الإرهاب تتساقط في المملكة السعودية.

شارك