"داعش" و"مجاهدو درنة".. صراع الميليشيات في ليبيا

الثلاثاء 29/سبتمبر/2015 - 03:34 م
طباعة داعش ومجاهدو درنة..
 
في خطوة معتادة منه ومواصلة لتوسعه وانتشاره في الدول العربية، نشر تنظيم "داعش" الإرهابي في تونس تسجيلات صوتية لعدد من قياداته أكد فيها إرساله أكثر من 750 مقاتلا إلى مدينة درنة في ليبيا.
يأتي ذلك بالتزامن مع انتشار عناصر داعش داخل الأراضي الليبية في ظل حالة الفوضى العارمة والصراعات التي تشهدها البلاد الآن.
داعش ومجاهدو درنة..
كان أعلن مجلس شورى مجاهدي درنة الموالي لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي في وقت سابق، عن تنفيذ حكم الإعدام في 6 ليبيين من قادة تنظيم "داعش".
وعقب اغتيال زعيم "مجلس درنة"، اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات "مجلس شورى مجاهدي درنة"، وبين تنظيم "داعش" مطلع يونيو، وانتهت بمقتل المئات في صفوف الطرفين، وسيطرة "المجلس" على معظم مدينة درنة وطرد عناصر التنظيم منها.
ونشر المجلس بيانًا بشأن عملية إعدام القادة الـ6 في تنظيم "داعش"، دون تحديد الطريقة التي نفذ بها حكم الإعدام، كما قدم "المجلس" لائحة بأسمائهم وذكر أنهم قادة في التنظيم متهمون بارتكاب جرائم تراوحت بين القتل وتفخيخ السيارات بهدف تفجيرها، والخطف، إضافة إلى ذلك أعدم "المجلس" أجنبيين إلا أنه لم يذكر اسميهما.
وقال أحد عناصر شورى مجاهدي درنة وضواحيها محمد العبيدي: إن التسجيلات الصوتية المنسوبة لبعض قادة التنظيم في تونس أبو بصير التونسي وأبو ماريا الأندلسي توعدوا خلالها عناصر المجلس بالذبح والقتل، مضيفًا أن ما يعرف بـ"أبو ماريا الأندلسي" توعد بتحويل مدينة درنة إلى رماد تحت أقدامهم، وأن نساء عناصر المجلس سوف يكنَّ سبايا لعناصر تنظيم الدولة الإسلامية.
وأشار إلى أن أبو ماريا الأندلسي، أكد أن من وصفهم برجال الدولة الإسلامية قادمون بالتفجيرات والمفخخات.
ودارت معارك طاحنة، مساء الأحد الماضي، في منطقة الفتائح بمدينة درنة وأجبر التنظيم على ترك مواقعه أمام كثافة نيران مجلس شورى مجاهدي درنة والقصف الجوي من قبل سلاح الجو.
داعش ومجاهدو درنة..
كان داعش تعهد بالعودة إلى المدينة والانتقام ذبحًا من هذه الجماعات، ونشر التسجيل المصور الصادر عن "المكتب الإعلامي لولاية برقة" في تحت عنوان "صبرا صحوات درنة، إنما جئناكم بالذبح".
وتحدث في بداية التسجيل المصور رجل جالس في منطقة صخرية ويرتدي ملابس عسكرية، وقد جرى تعريفه على أنه انتحاري يدعى "أبو سليمان السوداني"، حيث قال في حديث موجه إلى عناصر الجماعات المسلحة التي قاتلت "داعش": "إن تبتم إلى الله فأنتم إخواننا، وإن أبيتم فإننا نرى رءوسكم قد أينعت وقد حان وقت قطافها".
وأضاف المتحدث أن عناصر "داعش" لن تترك تلك الجماعات المسلحة لحالها، مؤكدا أنه سيتم استهدافها بالسيارات المفخخة والذبح.
يذكر أن هذا التسجيل جاء بعد خسارة مقاتلي داعش في درنة وفقدانهم لمواقع حيوية في المدينة خلال المعارك التي اندلعت في شهر يوليو الماضي وطرد التنظيم خلالها من المدينة وتمركز في ضواحيها.
وكان "مجلس شورى درنة" الذي يضم عدد كبير من أعضاء القاعدة والسلفية الجهادية وعلى رأسهم المصري "عمر رفاعي سرور"، زعيم جماعة "أبو سليم"، على تهديدت "داعش" بإعلان النفير العام في ليبيا لقتالهم.
وقال المجلس في بيان له أغسطس الماضي، "بعد طرد تنظيم داعش من مدينة درنة اضطر إلى اللجوء إلى نوع آخر من الحرب القذرة أطلق شائعات يستجلب بها القوى الخارجية ويحرض على التدخل الأجنبي ضد المجاهدين، ونؤكد على وجود تحالف بين قوى الشر المتكونة من التنظيم وقوات حفتر".
وأكد المجلس على وجود تحالف بين قوات اللواء خليفة حفتر، قائد الجيش الليبي، عن طريق تقدم قواته نحو تمركز المجلس في منطقة "أبو ضحاك"، وتقدمهم من الجهة الغربية للمدينة أثناء اشتباكات قوات المجلس مع داعش، واستهداف الطيران لنقاط الحراسة في أحد معسكرات المجلس والذي يضم أكثر من مائتي سجين من عناصر التنظيم، الالتفاف على مقاتلي المجلس بعد سيطرتهم- بحسب بيانهم.
داعش ومجاهدو درنة..
الجدير بالذكر أن مقتل سالم دربي، أمير كتيبة شهداء بوسليم والقيادي في مجلس شورى مجاهدي درنة كان هو نقطة التحول بين التنظيمين الإرهابيين، والذي كشف حقيقة الصراع بين أتباع تنظيم القاعدة فكريًّا وتنظيميًّا وأتباع داعش.
وحسبما رأى مراقبون أنه كان صراع "خفي" انطلق منذ منتصف العام الماضي، يوم أن أعلن تنظيم مجلس شورى شباب الإسلام مبايعته لزعيم داعش أبو بكر البغدادي، وإعلان فرع التنظيم بليبيا تحت مسمى ولاية برقة.
فيما يرى محللون أن الصراع كذلك فكريًّا بين أبو بكر البغدادي الخليفة الداعشي، وأيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة، ويواليه في سوريا أبو محمد الجولاني، أمير جبهة النصرة، الذي اعتبر أن "داعش" خوارج في حواره الأخير.
انتقل الصراع بين الطرفين حسبما يرى متابعون، إلى الساحة الليبية مبكرًا متأثرًا بالاقتتال الذي جرى في الساحة السورية. 
ووفق محللون فإنه مع استقطاب داعش الكثير من الأنصار، قد أصبحت الساحة الجهادية المغاربية في الآونة الأخيرة تعيش حالة من التململ على وقع الصراع بين القاعدة وداعش؛ الأمر الذي ألقى بظلاله على ولاء العناصر الشبابية نحو داعش؛ حيث لا يختلف أتباع داعش والقاعدة في جوهر المشروع وهدفه فاختلافهم الدامي، لا يتجاوز التكتيك والطرق، بينما توجههم المسلح يتشابه بل ويتفقان عليه في معظم عملياتهم الإرهابية.

شارك