بعد صد هجوم "قندوز".. "طالبان" تعزز وجودها بالسيطرة على "واردوغ"

السبت 03/أكتوبر/2015 - 06:13 م
طباعة بعد صد هجوم قندوز..
 
تمسَكت حركة "طالبان"، أقدم الحركات الأصولية في التأسيس، والتي تبايع تنظيم "القاعدة" الذي يقوده الإرهابي أيمن الظواهري، بالمكاسب الميدانية التي حققتها الحركة بعد اقتحامها مدينة "قندوز" الاستراتيجية، الأحد الماضي، والسيطرة على أكثر من نصف المدينة، حيث أبدت الحركة مقاومة كبيرة، أمس (السبت)، في مواجهة القوات الأفغانية، في المدينة الاستراتيجية.
كان التنظيم الإرهابي قد واجه صراعًا داخليًا، بعدما أعلنت الحركة وفاة قائدها الملا عمر، ونصَّبت دون أخذ رأي مجلس الشوري، الملا اختر منصور، زعيمًا جديدًا عليها، الأمر الذي رفضته القيادات التاريخية للحركة، واعتبروا بيعته غير شرعية، ما دفع العديد من المراقبين التوقع بأن الحركة ربما تتجه إلى الحل قريباً، نتيجة تلك الأزمة، إلى جانب توسع تنظيم "داعش أفغانستان" في نفوذه داخل الحركة، واتجاه العديد من عناصر الحركة إلى مبايعة زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي.
بعد صد هجوم قندوز..
الأمر لم يقف على صد "طالبان" محاولة القوات الأفغانية تحرير المدينة، بل تبنى التنظيم مسئولية إسقاط طائرة عسكرية في مدينة جلال أباد، أدت إلى مقتل 11 جنديًا كانوا على متنها، إلا أن القيادة العامة الأمريكية، قالت إن المروحية كانت تُقل 11 جندياً، وأن سبب سقوط الطائرة خلل فني، وأن الحادث ليس ناتجًا عن نيرانٍ معادية.
ويبدو أن مدينة "قندوز" ذات أهمية استراتيجية للتنظيم الإرهابي، حيث حرص التنظيم على التمسك بها، وذكر ناويد فوروتان، وهو متحدث باسم حاكم إقليم بدخشان بشمال شرق أفغانستان أن "طالبان" سيطرت على منطقة "واردوغ" بالإقليم في وقت متأخر أمس الأول بعد قتال عنيف.
بعد صد هجوم قندوز..
وفي إشارة إلى الصعوبات التي تواجهها القوات الحكومية في سعيها لاحتواء تهديد المتشددين المتنامي، حققت "طالبان" مكاسب على الأرض في أنحاء أخرى بالبلاد، وإن كان على نطاق أصغر من استيلائها على قندوز لفترة وجيزة، وأشار فوروتان إلى سقوط منطقة واردوغ في بدخشان قائلا: "لم تحصل قواتنا على تعزيزات في الوقت المناسب، كانت أعداد مقاتلي طالبان كبيرة، لذا تراجعت قواتنا".
من جانبها، قال المتحدث باسم "طالبان"، ذبيح الله مجاهد، إن مقاتلي الحركة قتلوا 50 جنديا وسيطروا على 28 نقطة تفتيش في منطقة بإقليم بدخشان يدور حولها قتال منذ سنوات، وأفاد بيان صادر عن مكتب الرئيس الأفغاني، أمس، أن "طالبان" متهمة بارتكاب عمليات قتل واغتصاب وتعذيب ونهب وإحراق مبان حكومية أثناء سيطرتها على المدينة مدة ثلاثة أيام.
وقال متحدث باسم وزارة الصحة إن 60 شخصا على الأقل قتلوا في الاشتباكات حتى أمس، مضيفا أن مستشفيات قندوز عالجت نحو 466 مصابا، ووصف حمد لله دانيشي القائم بأعمال حاكم إقليم قندوز العاصمة بأنها هادئة، وقال إنه لا يوجد "قتال كبير"، لكنه أقر بأنه لم يتم طرد المقاتلين بالكامل من قندوز، وتابع: "لايزال هناك مقاتلون من طالبان في منازل ومبان مدنية، إنهم يستخدمون المدنيين كدروع بشرية".

شارك