بعد انضمامها للحلف الأمريكي.. تونس تنتظر الغيث المعلوماتي لمواجهة "داعش"

السبت 03/أكتوبر/2015 - 09:55 م
طباعة بعد انضمامها للحلف
 
في خطوة اعتبرها كثير من المراقبين بالمفاجئة، وبعد نحو عام من تدشين التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، أعلن رئيس وزراء تونس، الحبيب الصيد، اليوم السبت، انضمام تونس إلى التحالف الدولي الذي يخوض حرباً ضد "داعش" للقضاء عليها، موضحاً شكل مشاركة بلاده في تلك الحرب، بأنها ستكون عبر "تبادل المعلومات" الاستخباراتية التي تساعد في محاربة الإرهاب في تونس.
وشهدت تونس خلال الفترة الماضية، العديد من العمليات الإرهابية التي أودت بحياة العشرات، والتي كان آخرها الهجوم الإرهابي على المنتجع السياحي في مدينة سوسة، وهو ما دفع الدولة التونسية إلى تكثيف الإجراءات التي اعتبرها الكثير من المراقبين تساعد على التصدي للجماعات الإرهابية، بينها تصديق البرلمان التونسي، 24 يوليو الماضي 2015، على قانون جديد لـ"مكافحة الإرهاب وغسيل الأموال"، وجاءت هذه المصادقة بعد جدالات سياسية وحقوقية، استمرت قرابة العامين، حتى دفع تواتر العمليات الإرهابية في تونس جميع النخب السياسية حكومة ومعارضة إلى استعجال المصادقة على القانون.
بعد انضمامها للحلف
وألغى القانون الجديد، القانون 75 لعام 2003 والمؤرخ في الـ10 من ديسمبر 2013، والمتعلق بدعم المجهود الدولية لمكافحة الإرهاب ومنع غسيل الأموال، وكان قد أصدره نظام الرئيس الأسبق بن علي، وأودع بمقتضاه آلاف الشبان وخصومه السياسيين في السجون بتهمة الانتماء إلى "مجموعات إرهابية".
الصيد أعلن في مؤتمر صحافي "انضمام تونس الى هذه المجموعة (التحالف) التي تكونت لمحاربة داعش والتطرف العنيف، قائلا: "المشاركة ستكون أساسا في تبادل المعلومات التي تهم تونس، خاصة ونحن في حرب ضد الارهاب"، فيما أعلن الرئيس الاميركي باراك أوباما، في 29 سبتمبر الماضي، انضمام ثلاث دول هي تونس وماليزيا ونيجيريا، إلى التحالف الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم الدولية الاسلامية، إلا أنه لم يعلن وقتها عن تفاصيل إضافية للقاء.
وأضاف الحبيب الصيد ان "الانضمام الى هذا التحالف سيمكن تونس من الحصول على كل المعلومات التي تهم محاربة الارهاب في تونس"، وقال أيضا "هناك دول عندها معلومات (استخباراتية) أكثر منّا وفي اطار الانضمام (الى التحالف) سيقع وضع كل المعلومات على ذمة تونس لمحاربة الارهاب".
وردا على سؤال عما إذا كانت تونس ستشارك عسكريا في التحالف، اجاب الصيد "هناك حالات يمكن أن يطلبوا فيها من بلد ان يساهم عسكريا في عملية من العمليات، وفي هذه الحالة علينا العودة الى الفصل 77 من الدستور التونسي"، حيث يعطي هذا الفصل رئيس الجمهورية صلاحية "إرسال قوات الى الخارج بموافقة رئيسيْ مجلس نواب الشعب (البرلمان) والحكومة، على ان ينعقد المجلس للبت في الأمر خلال أجل لا يتجاوز ستين يوما من تاريخ قرار ارسال القوات".
بعد انضمامها للحلف
كان "داعش" قد تبنى هجومين داميين في تونس وقعا يومي 18 مارس و26 يونيو الماضيين، واسفرا عن مقتل 59 سائحا أجنبيا، حيث استهدف الهجوم الأول متحف باردو الشهير وسط العاصمة، وقتل فيه شرطي تونسي و21 سائحا أجنبيا، فيما استهدف الثاني فندقا بولاية سوسة (وسط شرق) وقتل فيه 38 سائحا بينهم 30 بريطانيا.
اللافت أن العديد من التقارير الصادرة من الأمم المتحدة، أن أكثر من 5500 تونسي يقاتلون مع تنظيمات جهادية متطرفة في سوريا وليبيا والعراق، كما قالت تقارير أمنية أن تونس تعرضت خلال الفترة الماضية إلى اختراق للعناصر الإرهابية المتواجدة بقوة في ليبيا وسعت تلك العناصر إلى تنفيذ عمليات إرهابية في تونس.
اللافت أن الرئيس الباجي السبسي يبدأ زيارة غداً الخميس إلى القاهرة، يلتقي فيها الرئيس عبدالفتاح السيسي، ويبحث الرئيسان سبل تعزيز العلاقات، فضلاً عن مناقشة كافة القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب.

شارك