"طالبان" تَفقد "قندوز" بعد أسبوعين من السيطرة
الإثنين 05/أكتوبر/2015 - 08:48 م
طباعة
بدا أن القوات الأفغانية بدأت تستعيد قوتها مرة أخرى، وتلملم أوراقها بعدما فقدت مدينة "قندوز" التي تقع في الجانب الشمالي من أفغانستان، وسيطرت حركة "طالبان الإرهابية" عليها، حيث قالت الشرطة إن القوات الأفغانية استعادت السيطرة على معظم مدينة قندوز اليوم الاثنين، وإن بعض المتاجر في وسط العاصمة الإقليمية فتحت أبوابها للمرة الأولى منذ سقطت المدينة في يد مقاتلي حركة طالبان قبل 10 أيام.
ويقوم الجنود بعمليات تفتيش من منزل لمنزل فيما يواصلون طرد المتشددين الاسلاميين من مناطق شهدت قتالا عنيفا في الوقت الذي تبادل فيه الجانبان السيطرة على بعض الجيوب في المدينة عدة مرات.
ونقل شهود عيان، بينهم أحد سكان المدينة ويدعى عبد الغفور، إن الأمور عادت إلى طبيعتها في وسط المدنية، لكنه أضاف أن التغلب على ما حدث سيحتاج وقتا، وقال إن رائحة المدينة "بشعة" لأن جثث القتلى ما زالت ملقاة على الأرصفة أو في الصرف الصحي، ويجب على الحكومة المحلية أن تفعل شيئا.
ونفَذت حركة "طالبان" هجومين دمويان في أفغانستان على مدار الأيام الماضية، حاولت من خلالهما دحض مزاعم المراقبين أن الحركة في طريقها للانهيار على خلفية الصراع الداخلي الذي تسبب فيه تنصيب الملا أختر منصور زعيماً للحركة في أعقاب إعلان وفاة الملا عمر.
واشتعلت المعارك حول قندوز وهي مدينة استراتيجية يسكنها 300 ألف نسمة مع سعي القوات الحكومية لاستعادة المدينة من ايدي طالبان بمساعدة من الضربات الجوية الأمريكية.
وبعد نحو أسبوعين من سقوط مدينة "قندوز" الأفغانية الاستراتيجية، في يد تنظيم "طالبان" الإرهابي، أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، فتح تحقيق كامل لمعرفة الحقائق بشأن سقوط المدينة التي تقع في الجانب الشمالي لأفغانستان، فضلاً عن الحادث المأسوي لقصف مستشفى منظمة "أطباء بلا حدود" في مدينة قندوز، في وقت أعلنت المنظمة سحب موظفيها من المدينة التي تعرضت لهجوم عنيف من "طالبان" الأسبوع الماضي.
كان الجيش الأمريكي، قال إنه نفذ غارة جوية "في محيط" مستشفى "أطباء بلا حدود" لاستهدف مقاتلي طالبان الذين كانوا يطلقون النار مباشرة على أفراد الجيش الأمريكي، ولم يعترف الجيش الأمريكي بقصف المستشفى.
ويبدو أن أمريكا التي تشير العديد من التقارير ضلوعها بشكل أساسي في قصف المستشفى، وأدى القضف إلى إعلان مقتل 19 شخصا، بعد اعتقادهم وجود مسلحين من التنظيم يستخدمون المستشفى مركز قيادة لهم، قال أوباما في بيان إن "وزارة الدفاع بدأت على الفور إجراء تحقيقات كاملة حول الحادث المأسوي ومعرفة أسبابه بالتعاون مع الحكومة الأفغانية"، فيما ذكرت الحكومة الأفغانية أمس أنها ستتعاون مع شركائها في "التحالف الدولي" لإجراء تحقيق مشترك.
وتعرض المستشفى، الذي تديره منظمة "أطباء بلا حدود" الدولية الخيرية، لسلسلة من الغارات الجوية على مدار أكثر من ساعة قبل أيام، ما أسفر عن مقتل 19 شخصاً، في غارة يعتقد ان الجيش الأمريكي نفذها، ولقي 12 شخصا من العاملين بالمستشفى حتفهم، إضافة إلى سبعة مرضى على الأقل بينهم ثلاثة أطفال.
ونفت "أطباء بلا حدود" ما تردد حول إطلاق مسلحين من "طالبان" للنار على القوات الأفغانية والدولية من المستشفى قبل القصف، وجاء نفي المنظمة بعدما قالت وزارة الدفاع الأفغانية إن مسلحي طالبان هاجموا المستشفى واستغلوا المبنى "كدرع بشري". وكان المفوض الأعلى لحقوق الانسان في الأمم المتحدة، زيد الحسين، اعتبر الغارة الجوية "غير مبررة" و"إجرامية".
وتواصلت المعارك أمس في شوارع مدينة قندوز بين القوات الأفغانية وعناصر طالبان، ما أجبر سكان المدينة على البقاء داخل منازلهم بدون طعام ولا كهرباء.