بعد اختراق السوخوي أجواء أنقرة.. موسكو تختبر الموقف التركي

الإثنين 05/أكتوبر/2015 - 09:46 م
طباعة بعد اختراق السوخوي
 
بعد نحو أسبوع من بدء المقاتلات الروسية تنفيذ طلعات جوية في سورية لاستهداف معاقل تنظيم "داعش"، بدا وبحسب مراقبين أن روسيا تجس نبض أنقره، التي أعلنت رفضها الطلعات الجوية الروسية في سورية، بعدما قامت مقاتلة من طراز "سوخوي 35" اختراق الأجواء التركية.
ومن المرجح أن تستمر موسكو في اختبار أمريكا وحلفائها، على مدى إصرارهم على المضي قدما في دعم المعارضة المسلحة، فضلاً عن الحديث عن مناطق حظر الطيران في سوريا، وتحديد قواعد الاشتباك، فيما شددت الرئاسة الروسية اليوم الاثنين 5 أكتوبر 2015 على أن العمليات الجوية الروسية في سوريا لن تؤثر على علاقاتها مع أنقرة، وأشار  دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي إلى أن التعاون الروسي التركي متعدد المجالات ويملك أساسا متينا ويأتي بالمنفعة لكلا الجانبين.
كما نفى رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو نشوب توتر في العلاقات التركية-الروسية على خلفية اختراق المجال الجوي التركي، وأكد أن الجانب الروسي أبلغ أنقرة بأن الاختراق وقع عن طريق الخطأ، معربا عن أمله في عدم تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل.
بعد اختراق السوخوي
تركيا التي أكدت العديد من التقارير المتخصصة دعمها للجماعات الإرهابية في سورية وتقديم لهم أشكال الدعم والمعونة فضلاً عن علاجهم في مستشفيات ميدانية في المنطقة الحدود مع سورية، احتجت بشدة لدى موسكو، اليوم الاثنين وقالت إن مقاتلة تابعة لها من طراز (إف 16) اعترضت طائرة حربية روسية انتهكت مجالها الجوي عند الحدود السورية.
وقالت الخارجية التركية إنها استدعت السفير الروسي في أنقرة وأبلغته "احتجاجها الشديد" على هذا الخرق فوق محافظة هاتاي (جنوب شرق) بحسب بيان، وأرغمت الطائرة على العودة إلى أدراجها، وطلبت أنقرة من روسيا "تفادي تكرار الحادث"، مشيرة إلى أن "روسيا ستعتبر مسؤولة عن أي حادث مؤسف قد يقع.
من جانبه، أجرى وزير الخارجية فريدون سينرلي أوغلو اتصالاً هاتفياً مع نظيره الروسي سيرغي لافروف ونقل له وجهة النظر ذاتها، بحسب البيان، على أن يبحث وزير الخارجية المسألة أيضاً مع الأمين العام للحلف الأطلسي، كما دان السفير البريطاني لدى تركيا ريتشارد مور الخرق الروسي على تويتر، وكتب أن "الخرق الروسي للمجال الجوي التركي غير مسؤول ومقلق، وتقف بريطانيا وحلفاؤها في الحلف الأطلسي إلى جانب تركيا".
كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قال أمس الأحد إن الضربات الروسية في سورية "غير مقبولة"، معتبراً أن موسكو ترتكب "خطأ جسيماً" بهذا التدخل، فيما أكدت روسيا على أن ضرباتها لا تستهدف إلا "الإرهابيين" في سورية لكن أنقرة وحلفاءها الغربيين يتهمون موسكو بتركيز هجماتها على القوات السورية المعتدلة.
بعد اختراق السوخوي
وتتواجه روسيا وتركيا العضو في الحلف الأطلسي والمشاركة في الائتلاف الدولي الذي يشن ضربات على تنظيم "داعش" في سورية والعراق، حول الملف السوري منذ اندلاع النزاع عام 2011، وتدعو أنقرة إلى رحيل الرئيس السوري بشار الأسد المدعوم من موسكو التي تقدم له مساعدة عسكرية كبيرة.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الطائرات الحربية الروسية "سو - 34" و"سو - 24 أم" و"سو - 25" نفذت 25 طلعة خلال الساعات الـ24 الماضية من قاعدة "حميميم" الجوية، ووجهت خلالها ضربات إلى 9 مواقع تابعة لـ"داعش" في سوريا، وأوضحت الوزارة، في بيان، أن سلاح الجو الروسي شن 6 غارات على قاعدة يستخدمها الإرهابيون في ريف إدلب، ودمر 30 آلية هناك، كما دمرت المقاتلات الروسية موقعا للمدفعية يستخدمه الإرهابيون في جسر الشغور.
ونفذ سلاح الطيران الحربي الروسي غارات على 3 مواقع لـ"داعش" في محافظة حمص، ما أدى إلى تدمير مستودعين للذخائر تابعين للإرهابيين، كما قصفت المقاتلات الروسية مركز قيادة تابعا لـ "داعش" في ضواحي الرستن بمحافظة حمص، ما أدى إلى تدميره بالكامل نتيجة الإصابة المباشرة، وذلك في إطار ضربات نفذت في المنطقة المذكورة على 9 مواقع لـ "داعش"، كما تم تدمير مركز قيادة تابع للتنظيم في إحدى المناطق بمحافظة اللاذقية.
بعد اختراق السوخوي
الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية، الجنرال إيغور كوناشينكوف، أعلن اليوم الاثنين، أن جميع الضربات الجوية الروسية في سوريا موجهة لتعطيل منظومة الإدارة والإمداد المادي التقني لتنظيم "داعش"، بينما أكد دميتري بيسكوف، السكرتير الصحفي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في تصريح أدلى به، اليوم الاثنين، أن الغاية من الطلعات الجوية التي تنفذها الطيران الحربي الروسي في سوريا تتمثل في دعم العمليات الهجومية للجيش السوري في كفاحه ضد المتطرفين والإرهابيين.

شارك