رئيس أساقفة حلب: "داعش" يدمر الآثار ليستعرض قوته

الأربعاء 07/أكتوبر/2015 - 12:19 م
طباعة رئيس أساقفة حلب:
 
"تدمير الآثار التاريخية استعراض للقوة. ونريد الحفاظ على بقاء المسيحيين بالشرق ولا نملك وسيلة للحفاظ على أرواحهم .الغرب لا يهتم بنا". ثلاث رسائل قاسية وقوية أعلنها مطران حلب للكلدان أنطوان أودو في حواره مع وكالة "آسيا نيوز" الكاثوليكية للأنباء، فقد اعتبر المطران أنطوان أودو أن الدمار الذي يُلحقه تنظيم داعش في آثار تدمر التاريخية لا يشكل رسالة لسورية وحسب، إنما للجماعة الدولية بأسرها، لا سيما الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية، التي تعير اهتماماً مميزاً بالتراث الثقافي والآثار.
رئيس أساقفة حلب:
وجاءت هذه الكلمات تعليقاً على قيام التنظيم الإرهابي بتفجير القوس الروماني الذي يتوسط مدينة تدمر الأثرية، ورأى المطران أنه من خلال هذه الممارسات يريد أن يُظهر هؤلاء الأشخاص للعالم الخارجي قوتهم وعنفهم وسيطرته على العالمين العربي والإسلامي، واصفاً ما جرى بالحملة الدعائية الكبيرة.
وذكّرت وكالة آسيا نيوز بأن المديرة العامة لهيئة اليونسكو إيرينا بوكوفا وصفت ما يجري من تدمير للآثار بـ"جرائم الحرب" وطلبت مساعدة الجماعة الدولية وحثتها على رص الصفوف في وجه منظمة إجرامية تحرم الشعب السوري من المعرفة والهوية والتاريخ، كما قالت المسئولة الأممية.
وتحدث المطران أودو في مقابلته مع آسيا نيوز عن وجود وضع مأساوي في سورية يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، وقال: إن المواطنين السوريين باتوا فقراء ويعانون من الأمراض ويحتاجون إلى المال من أجل شراء المواد الغذائية التي ارتفعت أسعارها. واعتبر أن الميليشيات الإسلامية تريد أن تُظهر قوتها للجميع وتبين أنها تملك الأدوات اللازمة لترهيب الأشخاص، مؤكداً أن الغرب ليس بمنأى عن تهديدات هذه المجموعات المتطرفة. ولفت أيضاً إلى أن تنامي أعمال العنف والإرهاب يزيد من صعوبة الأوضاع التي تعيشها الجماعات المسيحية التي تواصل نزوحها عن سوريا.
وأوضح رئيس أساقفة حلب للكلدان أن الكنيسة المحلية تعمل من أجل الحفاظ على الحضور المسيحي في الشرق الأوسط وفي سوريا كعلامة للتعددية والكرامة، ورأى في الوقت نفسه أن الغرب لا يبدي اهتمامه بهذه الناحية، مشيراً إلى أن غياب المسيحيين يشكل خسارة لا للكنائس الشرقية وحسب إنما للإسلام أيضاً. وختم المطران أودو حديثه بالقول: إن الكنيسة في سوريا تسعى قدر المستطاع إلى توفير مستقبل للعائلات والشبان من خلال تقديم التربية والطعام والرعاية الصحية والدعم النفسي، لكن بدون سلام وبدون حل سياسي ستستمر الحرب وأعمال العنف.

شارك