تفجيرات أنقرة الانتحارية.. هل تربك مسيرة الانتخابات التركية المقبلة؟

السبت 10/أكتوبر/2015 - 04:29 م
طباعة تفجيرات أنقرة الانتحارية..
 
في حادث إرهابي مفاجئ ومروع، قتل نحو 86 شخصا فيما أصيب نحو 186 آخرين في تفجيرين وقعا قرب محطة القطارات الرئيسية وسط أنقرة، بحسب ما أعلنته السلطات التركية.
تفجيرات أنقرة الانتحارية..
وأظهرت صور نشرتها وسائل إعلام تركية عددا من الجثث في الشارع قرب موقع الانفجارين الذين وقعا بفارق عدة دقائق فقط.
يأتي ذلك التفجيران بالتزامن مع مسيرة للمئات من النشطاء اليساريين والموالين للأكراد أمام محطة القطارات الرئيسية في أنقرة.
وكانت تنظم كونفدرالية الاتحادات المهنية لموظفي الدولة مسيرة وتظاهرة تطالب بحل النزاع المستمر بين حزب العمال الكردستاني المحظور والسلطات التركية تحت عنوان "رغم أنف الحرب، السلام الآن، السلام.. العمل.. الديمقراطية"، وذلك في ساحة محاذية لمحطة القطارات المذكورة.
كان حزب الشعوب الديمقراطي وهو أكبر الأحزاب الكردية في تركيا دعا للمشاركة في المسيرة، وكانت مسيرة دعا لها الحزب نفسه في مدينة ديار بكر التي تقطنها أغلبية من الأكراد قبيل الانتخابات العامة الأخيرة قد استهدفت بتفجير مشابه.
ووفق صحيفة "حريت" التركية، أعرب النائب العام عن قلقه من ارتفاع حصيلة الضحايا في الساعات القادمة، مضيفا: "نعمل ما في وسعنا ساعين إلى إتمام التحقيق في الحادث بأسرع ما يمكن"، وذكرت وزارة الداخلية التركية أن الانفجارين وقعا تحت جسر يؤدي إلى محطة القطارات في أنقرة.
وبحسب شهود عيان بأن التفجير كان انتحاريا ومزدوجا وألحق خرابا ودمارا شديدين، من جانبه ذكر ديوان الرئاسة الروسية أن الرئيس فلاديمير بوتين بعث ببرقية تعزية لنظيره التركي رجب طيب أردوغان عبر فيها عن تعازي روسيا والشعب الروسي لتركيا حكومة وشعبا بضحايا التفجيرين.
من جانبه الملحق الإعلامي في سفارة روسيا الاتحادية لدى أنقرة أكد أن السفارة لم تتلق أي أنباء حول إصابات أو قتلى بين مواطني روسيا هناك.
 وأشارت وكالة الأناضول إلى انتشار أعداد كبيرة من الجثث والمصابين عند المدخل المؤدي الى محطة القطارات التي توافد عليها المواطنون للمشاركة في المظاهرة.
وردا على هذين التفجيرين ألغى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان زيارة تفقدية إلى اسطنبول في إطار عمله كانت ستستغرق ثلاثة أيام وقرر العودة إلى أنقرة لمواكبة الحادث، متقدما بالتعازي لضحايا التفجيرات، مؤكدًا على وحدة الصف التركي.
وقال أردوغان في تغريدة عبر حسابه بـ تويتر: "أدين بشدة الهجوم الإرهابي الشنيع في أنقرة، وأؤكد على قوة البلاد وتضامنها تحت راية واحدة".
تفجيرات أنقرة الانتحارية..
ودعا إردوغان في بيان صدر عن مكتبه إلى الرد على التفجيرين "بالتضامن والإصرار" وقال إن هذا الرد هو الأكثر جدوى في مواجهة الإرهاب، حيث أراد المرتكبون بث الفرقة بين قطاعات المجتمع.
وعقد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، اجتماعا طارئا ضم عددا من المسؤولين في الأمن والصحة في مقر رئاسة الوزراء على خلفية التفجير.
وذكر بيان، صادر عن رئاسة الوزراء، أن داود أوغلو دعا إلى الاجتماع كلا من نائبه يالتشين آقدوغان، ورئيس جهاز الاستخبارات، هاكان فيدان، ومدير الأمن العام، جلال الدين لكه سيز، ومسؤولين في وزارتي الداخلية والصحة.
وكان داود أوغلو أجرى اتصالين هاتفيين بوزيري الداخلية، سلامي ألطن أوق، والصحة، محمد مؤذن أوغلو، للاستعلام عن تفاصيل الحادث، وحالة الجرحى.
من جانبه دعا حزب العمال الكردستاني اليوم السبت 10 أكتوبر، مقاتليه إلى وقف أنشطتهم في تركيا إلا إذا تعرضوا لهجوم، وذلك بعد ثلاثة أشهر من قرار الحزب إنهاء وقف لإطلاق النار دام عامين.
فيما ذكرت وكالة الفرات للأنباء عن رئيس حزب العمال الكردستاني قوله إن القرار اتخذ استجابة لدعوات من داخل وخارج تركيا وإن مقاتلي الحزب سيتجنبون التصرفات التي قد تمنع إجراء انتخابات نزيهة وعادلة.
في سياق متصل أفاد حزب الشعوب الديمقراطي التركي المعارض بأن أعضاء ينتمون لحزبه استهدفوا بشكل خاص في الانفجارين أثناء تجمع حاشد بأنقرة، حيث قال الحزب في بيان "بمجرد بدء المسيرة صباحا وقع انفجاران وسط موكب أعضاء الحزب، ولهذا السبب نعتقد أن الهدف الرئيسي من الهجوم كان حزب الشعوب الديمقراطي التركي"، مشيرا إلى أن عدد القتلى قد يرتفع لكثرة المصابين بجروح خطيرة. 
فيما ادانت مصر التفجيرين في العاصمة التركية أنقرة، واللذين أسفرا عن سقوط عدد كبير من القتلي والمصابين، مؤكدة علي وقوفها بجانب الشعب التركي في هذه اللحظة الحرجة.

تفجيرات أنقرة الانتحارية..
وجددت وزارة الخارجية المصرية في بيانها اليوم السبت، إدانة مصر لكافة أشكال الإرهاب وصوره، حيث أن الإرهاب ظاهرة عالمية ولا توجد دولة بالعالم بمنأي عن هذا الخطر الداهم، ما يتطلب تكاتف المجتمع الدولي لمواجهة التنظيمات الإرهابية كافة، والتي تستقي أفكارها من منبع فكري واحد يحض علي العنف والكراهية، ويستهدف النيل من جهود الاستقرار والتنمية حول العالم.
وكان قتل المئات من الأشخاص  بينهم أفراد من قوات الأمن ومسلحون ومدنيون في تركيا منذ يوليو الماضي عندما بدأ إطلاق النار بين الدولة وحزب العمال الكردستاني.
 وتتجه تركيا لإجراء انتخابات مبكرة نوفمبر المقبل بعدما أسفرت الانتخابات في يونيو عن برلمان معلق وفشل حزب العدالة والتنمية الحاكم في تأمين أغلبية للمرة الأولى منذ تولى السلطة في 2002.

شارك