تقدم "داعش" في حلب يُجدد التلاسن الغربي على الروس

السبت 10/أكتوبر/2015 - 07:03 م
طباعة تقدم داعش في حلب
 
في تطور لافت لمجريات الأحداث في سورية، التي تشهد حرباً طاحنة بين الجماعات الإرهابية من جهة، والجيش السوري من جهة آخر، تدور رحاها منذ نحو أربعة سنوات، ومع دخول روسيا مباشرة على خط الازمة، بتنفيذها طلعا جوية ضد معاقل تنظيم "داعش"، أحرز التنظيم الإرهابي فجر اليوم ، تقدماً سريعاً باتجاه مدينة حلب في شمال سورية، في وقت قالت فيه وزارة الدفاع الروسية إن مقاتلاتها هاجمت 55 هدفا تابعاً لتنظيم (داعش) في الأراضي السورية خلال 24 ساعة.
مراقبون برروا التقدم الداعشي نحو حلب، أن المقاتلات الروسية تعطي الأولوية لمساندة النظام السوري، حيث تمهد الطلعات الجوية، تحرك عناصر الجيش المدعوم من تنظيم (حزب الله) اللبناني، ضد ما يسمونه الفصائل المعتدلة والإسلامية في وسط وشمال غرب البلاد حيث لا وجود للتنظيم المتطرف.
ويبدو أن المرصد السوري، يناهض بقوة الطلعات الجوية الروسية، حيث قال إن "داعش" استغل تشتت الفصائل المقاتلة بسبب العملية البرية ضدها والغارات الروسية في محافظات ومناطق عدة للتقدم ميدانياً، موضحاً أن ما يحصل هو بمنزلة  "أكبر تقدم للتنظيم باتجاه حلب"، وقال المرصد إنه إثر معارك عنيفة استمرت يومين قتل فيها العشرات، وقام التنظيم المتطرف بطرد الفصائل المقاتلة من بلدات عدة في ريف حلب تسيطر عليها منذ عام 2012 بينها تل قراح وتل سوسين وكفر قارص، فضلاً عن قاعدة مدرسة المشاة ذات "الأهمية الاستراتيجية".

تقدم داعش في حلب
التحرك والتقدم الميداني لـ"داعش" عقب سيطرته على تلك البلدات، جعلته لا يبعد عن وسط حلب سوى 20 كيلومتراً فقط، ليصبح أيضاً على خطوط التماس مع مناطق وجود قوات النظام السوري وخصوصاً قرب مدينة الشيخ نجار الصناعية، بحسب المرصد، الذي أكد أنه "وصل إلى أقرب نقطة له من مدينة حلب"، فيما تشهد مدينة حلب معارك مستمرة منذ صيف 2012، وتتقاسم قوات النظام وفصائل المعارضة السيطرة على أحيائها، ويستهدف مقاتلو المعارضة الأحياء الغربية التي تقع تحت سيطرة قوات النظام بالقذائف في حين تستهدف قوات النظام الأحياء الشرقية تحت سيطرة الفصائل أو الجهاديين بالبراميل المتفجرة التي حصدت آلاف القتلى.
روسيا حاولت الدفاع عن تحركاتها، بالقول إن القوة العسكرية لتنظيم "داعش" في سوريا جراء الضربات التي وجهتها طائرات تابعة لسلاح الجو الروسي لمواقع التنظيم في الأراضي السورية، انحسرت، وأعلن ذلك المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال إيغور كوناشينكوف، اليوم 10 أكتوبر، وقد قامت الطائرات الروسية بـ64  طلعة في الساعات الـ24 الماضية هاجمت فيها 55 هدفًا.
وأوضح المتحدث أنه تم خلال الساعات الـ24 الماضية تدمير نقطتي قيادة للإرهابيين، ومستودع يحتوي على الذخيرة، و29 معسكرا ميدانيا للإرهابيين، و23 منشأة محصنة تحتوي على الأسلحة والآلات العسكرية.
واستخدمت المقاتلات قاذفات من طراز "سو-24إم"، وقنبلة "بيتاب 500" لتدمير منشأة محصنة تابعة للإرهابيين في محافظة حلب، وأسفرت الضربة التي استهدفت هذه المنشأة عن تدمير ما يزيد على 10 آليات عسكرية منها 2 دبابة و5 آليات بي إم بي، وحسب معلومات وزارة الدفاع الروسية فإن مقاتلي "داعش" يعانون من نقص كبير في الأسلحة والذخائر، واضطر بعضهم إلى مغادرة ساحة القتال.

تقدم داعش في حلب
كان الجيش النظامي السوري بدأ قبل يومين عملية برية واسعة في وسط سورية وشمال غربها مدعوماً للمرة الأولى بغطاء جوي من الطائرات الروسية، وبحسب المرصد، فإن الحملة البرية تهدف بالدرجة الأولى حماية مناطق سيطرة النظام في محافظتي حماة واللاذقية، لتشن قوات النظام بعد ذلك هجوماً مضاداً لاستعادة محافظة إدلب (شمال غرب).
الكرملين أكد "الجمعة"، أن الجيش الروسي سيواصل ضرباته العسكرية طوال الفترة التي سيستغرقها هجوم الجيش السوري البري، وأن الطلعات الجوية الروسية تم تنفيذها من مطار حميميم العسكري في اللاذقية، وأن الغارات الروسية أسفرت عن تدمير 17 معسكراً وقاعدة لتدريب الإرهابيين، و6 مراكز قيادة وعقدة اتصالات، و6 مخازن للذخيرة والوقود، و3 مخابئ تحت الأرض في محافظة اللاذقية، وانها دمرت مقر لتنظيم "لواء الحق" وأصابته إصابة مباشرة بواسطة قنبلة "كاب 500 إس"، ما أدى إلى مقتل قياديين في "داعش" وقرابة 200 مسلح.


شارك