حيرة اللاجئين السوريين مستمرة.. وحرب الشائعات تضاعف المتاعب

السبت 10/أكتوبر/2015 - 09:06 م
طباعة حيرة اللاجئين السوريين
 
تتواصل معاناة اللاجئين السوريين في القارة العجوز بالرغم من المحاولات الألمانية لتخفيف الأعباء الملقاة على الدول الأوروبية واللاجئين والنازحين أيضا، في الوقت الذى تنتشر فيه شائعات هنا وهناك لتضليل اللاجئين وتقديم معلومات مضللة لهم، واستغلال حالتهم الإنسانية الصعبة من أجل انعاش سوق السماسرة في الاتجار في البشر وعمليات التهريب الجماعي للاجئين والفارين من جحيم الحروب في الشرق الأوسط.

حيرة اللاجئين السوريين
من جانبها نفت الحكومة الألمانية ما تداول مؤخرا بشأن دراسة ألمانيا والمفوضية الأوروبية فرض ضريبة لمكافحة أزمة اللاجئين،  وصرح شتيفن زايبرت المتحدث باسم الحكومة الألمانية  بقوله "إننا لا نريد رفعا للضرائب في ألمانيا، ولا نريد تطبيق ضريبة على مستوى الاتحاد الأوروبي".
كانت صحيفة "زود دويتشه تسايتونج" الألمانية ذكرت في وقت سابق أن الحكومة الألمانية والمفوضية الأوروبية تجريان محادثات غير رسمية بشأن تمويل إجراءات لمكافحة أزمة اللاجئين، وأشارت الصحيفة إلى أن الضريبة التي يتم دراستها يمكن إضافتها على ضريبة الزيوت المعدنية أو على ضريبة القيمة المضافة بحيث يتم تحويلها إلى ميزانية الاتحاد الأوروبي.
بينما اعترف وزير المالية الألماني فولفجانج شويبله خلال اجتماع مالي دولي في ليما عاصمة بيرو بالحاجة إلى موارد مالية أوروبية إضافية من أجل دعم تأمين الحدود الخارجية للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي التي تمثل حدود التكتل ولتحسين الظروف المعيشية بالنسبة للاجئين في أوطانهم الأصلية.
ويرى محللون أن أوروبا تستعد لموجة تدفق هائلة تبلغ نحو ثلاثة ملايين لاجئ يتدفقون من سوريا فارين من الهجوم الجوي والبري "المدمر" للقوات السورية والروسية

حيرة اللاجئين السوريين
من جانبه حذر رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك أعضاء البرلمان الأوروبي من أنه طبقا للتقديرات التركية، فإن هناك ثلاثة ملايين لاجئ سوري محتمل قد يأتون من حلب ومن المناطق المجاورة لها".
ونشرت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية استطلال للرأى حول الأزمة السورية فى المانيا، أشارت فيه أن معظمهم  طردوا من البلاد عن طريق سياسة "الأرض المحروقة" للرئيس السوري، بينما فر آخرون بسبب الفزع من تنظيم داعش الإرهابي.
نوهت الصحيفة إلى انه وسط أسوأ أزمة للمهاجرين في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، تضع المفوضية الأوروبية خططا جديدة لاحتجاز وترحيل مئات الآلاف من طالبي اللجوء الذين رفضت طلباتهم.
على الجانب الآخر كشفت شبكة "يورونيوز" أن أكثر من نصف اللاجئين السوريين في ألمانيا لن يعودوا إلى بلدهم إلا إذا رحل بشار الأسد، أما 8 في المئة منهم فهم يفضلون البقاء إلى أجل غير مسمى.
جاء ذلك بعد أن الشبكة مع ثلاثة سوريين يقيمون بالمجر، ضمن حلقة نقاش عامة نظمتها الجامعة الأوروبية المركزية، من أجل تحليل حالات اللاجئين السوريين.
ونقلت الشبكة عن معن أبو ليلى ، انه بعد أن أنهى دراسته في سوريا وجد نفسه مضطرا للانضمام إلى الجيش النظامي، لكنه ما كان يرغب في ذلك فعزم على المغادرة، كان يحي أستاذا جامعيا سابقا وهو يطمح إلى تحقيق مشروع يعنى بتعليم اللاجئين، ويقول: أنا بصدد التخطيط لإنجاز مشروع تربوي للسوريين، ثم إن السوريين ممن يعيشون في سوريا هم بأمس الحاجة إليه، لكن للأسف الشديد لا أعتقد أن ذلك ممكنا في الوقت الحالي، ولو أن الأمر كان كذلك لكنت توجهت فورا إلى هنالك بكل تأكيد.

حيرة اللاجئين السوريين
ومع تنامى معاناة اللاجئين، واستمرار توافد كثير من اللاجئين إلى اوروبا عبر دول البلقان،  تعهد الاتحاد الأوربي بمساعدة كل من دول غرب البلقان والبلدان المجاورة لسوريا التي يصلها آلاف اللاجئين السوريين يومياً، والتعهد بتقديم المزيد من المساعدات المالية ويساعد بإقامة المزيد من مراكز تسجيل اللاجئين.
من جانبها أكدت  فيديريكا موجيريني وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي  بقولها "أعتقد أن رسالة بلدان البلقان ، سواء الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أو غير الأعضاء، تتمثل بالرغبة بالتعاون بشكل أفضل. من الواضح أن هذا أمر يشجعه الاتحاد الأوروبي جداً ويرحب به بشدة، فسألة الهجرة تسببت بتوتر بين بلدان الاتحاد الأوروبي، والمجر أعلنت عن إرسال كل من بولندا والتشيك وسلوفاكيا دوريات مراقبة لمساعدتها في ضبط حدودها مع وكرواتيا، أمر مرفوض كلياً بالنسبة لكرواتيا.
بينما قالت وزيرة الخارجية الكرواتية فيسنا بوسيتش " إنها فكرة مريعة بالنسبة لي، أعتقد أن علينا العمل معاً كما فعالنا طوال الوقت، العمل معاً وإيجاد حل بشكل مشترك، لأن المشكلة تمسنا جميعاً، ولا يمكن أن نتملص منها".
ويرى مراقبون أن العدد الأكبر من اللاجئين السورين يتواجدون في دول الجوار، يفوق عدد اللاجئين في تلك البلدان الثلاثة أربعة ملايين شخص.

شارك