بعد هدوء استمر لنحو شهر، عاد تنظيم "بوكو حرام" تنفيذ عمليات إرهابية دموية مرة أخرى، حيث قتل 37 شخصا على الأقل، اليوم السبت، إثر ثلاث تفجيرات عنيفة تبناها التنظيم الإرهابي، في مدينة (باغا سولا) التشادية الواقعة قرب الحدود مع نيجيريا على ضفة بحيرة تشاد، بحسب مصادر أمنية.

وكشفت التقارير الأمنية عن أن عدد المصابين بلغ 37 قتيلا و52 جريحا، حيث وقع الانفجار الأول في سوق السمك في "باغا سولا" والانفجاران الآخران في مخيم للاجئين عند أطراف المدينة، ويتقاسم بحيرة تشاد كل من نيجيريا والنيجر والكاميرون وتشاد، وتضم عددا كبيرا من الجزر الصغيرة التي يقيم فيها صيادون وتحوطها نباتات كثيفة ما يسهل تسلل عناصر "بوكو حرام" إلى الأراضي التشادية لشن هجمات.

كان الجيش التشادي بدأ منذ بداية العام تنفيذ عملية عسكرية ضد الجماعات الإرهابية، الذين تجاوزت هجماتهم شمال شرق نيجيريا نحو تشاد والنيجر والكاميرون، وقد أدت الضربات الأمنية والعسكرية التي يقوم بها قوات الاتحاد الأفريقي إلى تكبيد التنظيم الإرهابي خسائر كبيرة، الأمر الذي توقع معه خبراء أن تنحصر قوة التنظيم.

وتقف "بوكو حرام" وراء معظم الهجمات الدموية التي شهدها المنطقة، منذ تصاعد نشاطاتها في عام 2009، وقد أسفرت هجماتها المنتظمة عن مقتل أكثر من 13 ألف شخص واضطرار أكثر من 1.5 مليون شخص، بينهم 743 ألف طفل، إلى مغادرة منازلهم، وتركزت هجمات "بوكو حرام" مؤخرا على ولاية بورنو شمال شرق نيجيريا، وفي الأجزاء الشمالية من ولاية أداماوا المجاورة، وتحول الجماعة المتشددة مهاجمة أهداف صغيرة مثل الأسواق ومحطات الحافلات وأماكن العبادة خاصة في ولاية بورنو شمال شرق نيجيريا، منذ أن فقدت معظم الأراضي التي سيطرت عليها العام الجاري، وهو ما يجعل عدد ضحايا عملياتها في زيادة مستمرة.

وبدأت "تشاد" منذ نحو شهر محاكمة مجموعة من مسلحي جماعة "بوكو حرام" المتطرفة بتهمة تنفيذ عمليات إرهابية في العاصمة التشادية نجامينا، ومن المتوقع أن ينالوا أحكاما بالإعدام، وذلك إثر استئناف العمل بهذه العقوبة بقرار من البرلمان التشادي صدر في 30 يوليو الماضي لـ "معاقبة المتورطين في الأعمال الإرهابية"، بحسب مصدر قانوني تشادي. وقال النائب إن "المحكمة الجنائية الخاصة ستنظر في قضية المشاركين والمتورطين في العمليات الإرهابية من قبل شبكة بوكو حرام في عاصمتنا منذ حوالي الشهرين".

إلى ذلك، قرر الرئيس الأمريكي باراك أوباما تقديم دعم مالي بقيمة 45 مليون دولار لخمس دول أفريقية لدعم قدرتها على التصدى لتنظيم بوكو حرام الإرهابى الآخذ في التمدد في منطقة جنوب غرب الصحراء الكبرى.

وقال نيد بريك الناطق باسم مجلس الأمن القومى الأمريكي أن جمهورية بينين والكاميرون وتشاد والنيجر ونيجيريا ستحصل على الدعم الأمريكي وجميعا تتشارك في الحوض التشادى العظيم بغرب أفريقيا، ويستهدف الدعم كذلك دعم القدرة الحركية لقوات مكافحة الإرهاب لتلك الدول من خلال التدريب وتنفيذ مهام العمليات المشتركة. 

وكان رئيس نيجيريا الجنرال محمدو بوهارى قد انتقد الموقف الأمريكي الداعم "بالأقوال فقط" لجهود تصدى الأفارقة لتنظيم "بوكو حرام" الذي يتخذ من شمال نيجيريا مركزا له، وطالب بوهارى خلال مباحثات قمة عقدها الشهر الماضى في واشنطن أن تقترن الأقوال الأمريكية بالأفعال وبخاصة بعد إعلان زعيم "بوكوحرام" الملقب بأبو بكر شيكو، في سبتمبر الماضى بيعة الولاء لتنظيم "داعش" متوعدا بتوسيع نطاق عمليات التنظيم تحت لواء "داعش" بعد أن كانت "بوكو حرام" بمثابة ذراع الغرب الأفريقى لتنظيم "القاعدة".