ضغوط الليبيين حول حكومة الوفاق الوطني "تربك" مخططات البعثة الأممية

الأحد 11/أكتوبر/2015 - 12:08 م
طباعة ضغوط الليبيين حول
 
عقب اتخاذ المبعوث الأممي لدى ليبيا برنادرينو ليون، خطوة نحو الأمام عن طريق طرح أسماء حكومة الوفاق الوطني، ارتبك المشهد مجددًا في ظل رفض الليبيين الأسماء المطروحة، معتبرين أن معظم التشكيل تابع لجماعة الإخوان المتمثلة في المؤتمر الوطني المنتهية ولايته.
ضغوط الليبيين حول
ويبحث البرلمان الليبي المعترف به دوليًا والمقيم في طبرق، غدًا الأثنين المسودة المطروحة من قبل البعثة الأممية حتي يقر ما اذا كانت متوافقة مع مطالبه أم لا.
وتتجه كافة المؤشرات إلي رفضهم لحكومة التوافق التي أعلن عنها ليون الخميس، أو إعلان رفض المصادقة عليها إلى أن يتم تعديل قائمة المسؤولين بشكل يحقق التوازن.
ويتوافق مع هذا الرفض أغلبية الشعب الليبي خاصة بعد مظاهرات بنغازي الجمعة والتي رفعت شعارات تتهم ليون بأنه يسلم ليبيا إلى تنظيم الإخوان المسلمين، وإلى قياديين بالميليشيات متهمين بالإرهاب.
ورفض الكثير من النواب هذه الحكومة الموالية معظمها لجماعة الإخوان، وللأجندات الخارجية وفق متابعون، وأنها ستمس من قيادة الجيش وتعطل حربه على المجموعات المتشددة في الشرق، وكأن ثمة نية للتطبيع مع وجود هذه المجموعات وأغلبها مرتبط بداعش والقاعدة.
في مؤشر جديد على تخبط بعثة الامم المتحدة في ليبيا، أعلن ليون،  في بيان جديد إن قائمة أسماء المرشحين الستة الذين تمت تسميتهم لمجلس رئاسة حكومة التوافق الوطني، سيتم إدراجها في الملحق رقم 1 للاتفاق السياسي الليبي.
وأضاف  ليون أنه"خلال المناقشات، قام المشاركون من الجنوب من جميع الانتماءات السياسية، بما في ذلك البلديات، بتقديم رسالة مشتركة مفادها أن الجنوب يريد أن يكون جزءًا من الحل، واقترحوا نائبًا إضافيًا لرئيس مجلس الوزراء وسموا مرشحهم التوافقي وحظي مقترحهم بقبول واسع النطاق".
وفي غموض حول موقف البعثة الأممية قالت إنه بعد تلقي عدد من الاستفسارات بخصوص قائمة أسماء مرشحي حكومة الوفاق الوطني الليبية، يكرر ليون ما قاله بشكل واضح في الصخيرات في المغرب في 8 أكتوبر الجاري وهو أنه سيتم إدراج الأعضاء الستة الذين تمت تسميتهم لمجلس الرئاسة في الملحق رقم 1 للاتفاق السياسي الليبي.
أما قائمة الأسماء الأخرى التي ذكرها كأعضاء محتملين في الحكومة وغيرها من مؤسسات الدولة هي مقترحات قدمها المشاركون في الحوار السياسي الليبي للتأكيد على رسالة الشمول. وحده مجلس الرئاسة الذي سيقرر ما إذا كان سيتم قبول هذه المقترحات أم لا. 
ضغوط الليبيين حول
أكد ليون أن مناقشات أسماء مرشحي مجلس الرئاسة كانت مناقشات شفافة، وأعطت الفرصة لكل من مجلس النواب والمؤتمر الوطني العام لكي يقترح كل واحد منهما نائباً لرئيس مجلس الوزراء. 
وخلال المناقشات، قام المشاركون من الجنوب من جميع الانتماءات السياسية، بما في ذلك البلديات، بتقديم رسالة مشتركة مفادها أن الجنوب يريد أن يكون جزءاً من الحل، واقترحوا نائباً إضافياً لرئيس مجلس الوزراء وسموا مرشحهم التوافقي.
وقالت بعثة الامم المتحد إن الممثل الخاص للأمين العام يأمل أن يفهم الليبيون هذه الرسالة القوية بشأن الوحدة التي عبر عنها الجنوب ويدعموها.
من جانبه عبّر حزب العدالة والبناء عن تحفظه على مخالفات ليون  بخصوص مقترح حكومة الوفاق الوطني، وقال الحزب التابع إلى جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، يسجل الحزب تحفظه على المخالفات التي قام بها المبعوث الأممي أثناء إعلان حكومة الوفاق الوطني، بتقديمه مقترح بأسماء وزراء لتتولى حقائب في حكومة الوفاق الوطني، متعديا بذلك على صلاحيات مجلس رئاسة الحكومة، بجانب قيامه بتسمية رئيس للمجلس الأعلى للدولة، والذي يُعد من صلاحيات مجلس الدولة ذاته .
وأكد الحزب عدم تقدمه بأي أسماء أو ترشيحات من طرفه لحكومة الوفاق الوطني  ودعا كافة الأطراف المشاركة في الحوار السياسي الليبي للعودة إلى طاولة الحوار في أقرب فرصة، لتلافي الثغرات واستدراك التحفظات وخاصة  المتعلقة بالتوازن في تشكيل الحكومة، التي يجب أن تحظى بأكبر قدر من التوافق.
ويعتبر أن هذه الأسماء هي مقترح من المجتمع الدولي وليس من فريق الحوار مما يؤكد أن " ليون " قد خالف كل النصوص التي تم الاتفاق عليها في المسودة الموقعة بالأحرف الأولى من قبل أطراف الحوار الليبي باستثناء وفد المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته والذي لم يقدم أي أسماء لمرشحيه بالحكومة.
وأعلن أبو بكر بعيرة عضو برلمان طبرق، رفضه لهذه الحكومة لأنها تحتوي على أشخاص وعناصر غير مقبولة، حتى من الشعب الليبي، وهو ما أدى إلى حصول ردود فعل واحتجاجات معارضة لها في الشّرق الليبي.
ويتفق مع بعيرة كافة النواب إلي جانب الشارع الليبي أيضا، معتبرين أن ليون لديه أجندة خارجية يعمل على إقناع طرفي الأزمة بها، ثم مر إلى جعلها أمرا واقعا وسط تلويح غربي بمعاقبة أيّ رافض للحكومة.
ضغوط الليبيين حول
وترك المبعوث الأممي قائمة الأسماء التي رشحها البرلمان لرئاسة الحكومة مثلما تقتضي ذلك مسودة الحل التي تم الاتفاق عليها في الصخيرات، واختار رئيس الحكومة ورئيس مجلس الدولة ورئيس مجلس الأمن القومي استجابة لحسابات خارجية تقف وراء الإخوان والميليشيات المرتبطة بهم.
وانضم تحالف القوى الوطنية أكبر التجمعات الحزبية إلى قائمة المعارضين على حكومة ليون، وقال في بيان له إنه ليس شريكاً في حكومة الوفاق الوطني التي أعلن عنها المبعوث الأممي، وإنه لا يزال متمسكاً بموقفه من أن التوافق يجب أن يكون على برنامج عمل وطني متكامل.
وتجمع مئات المحتجين مرددين الهتافات وملوحين بالأعلام في مظاهرة جابت الجمعة شوارع بنغازي ورفع المتظاهرون صور الفريق خليفة حفتر قائد جيش الحكومة المعترف بها دوليا.
ويتوقع المراقبون أن تفشل حكومة الوفاق التي أعلنها ليون في ظل السخط الشعبي والرفض التام من جانب البرلمان الليبي المعترف به دوليًا، كذلك يتوقع أن تزداد الاحتجاجات الشعبية على الأسماء المطروحة من جانب البعثة الأممية معتبرين أن تنحاز للإخوان انحيازا تاما.
وتدخل ليبيا في حالة ارتباك مجددًا ما بين الاستقرار والفوضى مع تزايد الشكوك حول مخططات ليون بأن التشكيلة المطروحة وفق أجندات خارجية.

شارك