"الضربات الروسية" بين المؤشرات والنتائج

الأحد 11/أكتوبر/2015 - 08:55 م
طباعة الضربات الروسية بين
 
مع مرور ما يقارب 10أيام منذ بدء الضربات الجوية الروسية لمواقع الجماعات الارهابية  المسلحة في سوريا  بدأت تظهر عدة مؤشرات  تحمل دلالة خاصة للتحديد الروسي لمدة الأربعة الأشهر،  وهي العمر  الافتراضي لحملتهم العسكر في سوريا.
الضربات الروسية بين
الروس تعلموا من التجربة الأمريكية التي رسمت  خريطة زمنية  للحرب تصل إلى عشر سنوات لمحاربة "داعش" مر عليها أكثر من عام،  ولم تظهر نتائج عملية لا في ضرب بنية تنظيم "داعش" ولا في الحد من تمدده، في الوقت الذي شلت فيه مقاتلات روسية قدرة تنظيمات مسلحة عدة في سوريا خلال ساعات فقط وخاصة في مناطق إدلب وريفها والرقة ودير الزور.
 وذلك من خلال عدة خطوات تتدرج فيها موسكو كما يلى :
أولا:  استهداف مراكز المسلحين نهائيا، مع ما تحويه من معدات وبرامج سياسية واجتماعية وبنيوية وتخطيطية.
ثانيا: استهداف تحركاتهم في كل المناطق، ما يعني منع الإمدادات العسكرية
 ثالثا:  التركيز على مراكز التدريب ومخازن الأسلحة وضرب المؤن العسكرية.
 محاصرة المسلحين ضمن مناطق معزولة عن بعضها البعض ومراقبة حركة اتصالاتهم وشلها عند الحاجة.
رابعا : التمهيد للعمليات البرية المحددة ضمن نطاقات جغرافية، التي سيخوضها الجيش السوري وحلفاؤه.
الضربات الروسية بين
ومن أبرز المؤشرات على "نجاعة" الضربات الروسية ما يلي: 
1- انسحاب  "جبهة النصرة" و جيش "الفتح" و"أحرار الشام" نحو الحدود التركية،  في مناطق محدودة في الشمال السوري نحو الحدود السورية التركية لمحاولة تلقى مزيد من الدعم  التركي العربي.
2- زيادة الضربات الجوية  الروسية  مما يعنى ادراك موسكو لجدوى هذه الضربات  وما تحققه من نتائج لصالح النظام السوري 
3- رصد العديد من الخبراء العسكريين ارتفاع معنويات الجيش السوري التابع للنظام وهو ما يعد مؤشرًا جيدًا على توسيعه لعملياته ضد هذه الجماعات.
4-   رصد  هروب "داعش"  من بعض المناطق  في دير الزور أو الرقة، خوفا من تنامي الضربات الروسية على مناطقهم .
5- نمو "الخلايا النائمة" التابعة للنظام داخل مناطق الجماعات وتقديمه معلومات عن تواجد المسلحين وإعدادهم ونوعية أسلحتهم.
الضربات الروسية بين
و يحاول الروس استغلال هذه المؤشرات في تحقيق ما يلي خلال الشهور الثلاث القادمة:
1- القيام بعمليات انزال برية  في الرقة ودير الزور و جسر الشغور ثم ادلب  ومحيط الطريق إلى حلب  لمنع التواصل بين الجماعات المسلحة . 
2- منع الإمدادات ووصول الأسلحة والمعدات عبر الأراضي التركية والعراقية الى داعش وباقي الجماعات المسلحة 
3-   محاولة السيطرة على الخط الواصل بين  ادلب وصولا إلى منبج وجرابلس 
4- محاولات السيطرة على مناطق من محافظة الرقة  لقطع منطقة  الوصل الجغرافي  السورية  العراقية التي تستحوذ عليها داعش .
5- التنسيق مع الجانب الإيراني  والعراقي  لإعادة فتح المعابر وتأمين الطرق الى الداخل السوري.
6- تحديد  هويات المسلحين الشيشان والأيجور الصينيين وغيرهم في شمال سوريا  وضربهم ومنع عودتهم إلى بلادهم. 
 وبالنظر الى خريطة العمليات على الارض نجد أن الضربات الروسية استطاعت دفع قوات النظام  السوري وحزب الله  الي التقدم  مجدداً في بلدة البحصة بسهل الغاب في ريف حماه الشمالي الغربي،  وسط قصف  للطائرات الحربية الروسية لمناطق  الجيسات بالقرب من بلدة كفرنبودة بالريف الشمالي لمدينة حماه، ومناطق في بلدة كفرزيتا  وكفرن نبودة بريف حماه الشمالي وهى المناطق  المرشحة  للتقدم البرى من قبل قوات النظام فيها .
الضربات الروسية بين
هذا التقدم وهذة النتائج قيمها  الرئيس الروسي فلاديمير بوتين  خلال لقاءه مع وزير الدفاع سيرجي شويجو  قائلا "من السابق لأوانه تلخيص نتائج العملية، لكن ما تم إنجازه حتى الآن يستحق تقييما عاليا وأنه على  الولايات المتحدة التي تزعم أنها تعرف الوضع الميداني في سوريا أفضل من أية جهة أخرى،  تسليم وزارة الدفاع الروسية معطيات عن مواقع تمركز مسلحي "داعش" في الأراضي  السورية .
 وأكد على مهمة سلاح الجو الروسي المتمثل في تنسيق عملياته مع الجيش السوري وأنه وفيما يخص مهمتنا المستقبلية، فإنني أعول على تنسيق هذا العمل مع أنشطة الجيش السوري على الأرض، لكي تساهم خطوات قواتنا الجوية في دعم العملية الهجومية للجيش السوري بصورة فعالة  معربا عن شكره الخاص للطيارين الذين يعملون في سوريا وبحارة أسطول بحر قزوين الذين ضربوا مواقع لـ"داعش" في سوريا على مسافة قرابة 1500 كلم باستخدام أسلحة عالية الدقة، وأصابوا بنجاح جميع الأهداف.
الضربات الروسية بين
وكشف وزير الدفاع أن العسكريين الروس الذين يواصلون تنفيذ المهمات المطروحة المتعلقة بضرب تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة" وجماعات إرهابية أخرى في سوريا، أصابوا حتى اليوم 112 موقعا للإرهابيين وأن أن كثافة الغارات الروسية تزداد، إذ تمكنت الوحدات الاستطلاعية خلال اليومين الماضيين من الكشف عن عدد كبير من منشآت تابعة لـ"داعش" ومنها مركز قيادة ومخزن للذخيرة والمعدات الحربية وقواعد تدريب.
مما سبق نستطيع أن نؤكد أن الضربات الروسية مازالت في مرحلة المؤشرات التي قد تؤدى الى نتائج قد تكون  إيجابية او سلبية وذلك وفقا للمعطيات الى سوف تفرزها هذه الضربات على الارض .

شارك