بحثاً عن الدعم العسكري.. الأكراد يغازلون "واشنطن" بـ"قوات الديمقراطية"

الإثنين 12/أكتوبر/2015 - 06:48 م
طباعة بحثاً عن الدعم العسكري..
 
في تطور ميداني جديد للأوضاع في سورية التي تشهد منذ 2011 حرباً ضروسًا بين الجماعات الإرهابية المدعومة من قطر وتركيا من جهة والجيش السوري الوطني من جهة أخرى، أعلنت وحدات "حماية الشعب" الكردية، ومجموعة من الفصائل المسلحة، توحيد جهودها العسكرية خلال المرحلة ، وذلك في إطار تدشين قوة عسكرية مشتركة باسم "قوات سورية الديمقراطية".
ورغم أن قوات "وحدات الشعب الكردية" خاضت معارك عنيفة مع تنظيم "داعش" إلا أن التحالف الجديد يبدو أنه لم يتم تدشينه لمواجهة "داعش" في الوقت الحالي، إنما يستهدف مغازلة الأمريكان الذين قالوا في وقت سابق إنهم يبحثون عن قوات معتدلة لتسليحها، وتقديم معدات وأسلحة لهم، وقالت عدد من التقارير إن الأمريكان سُموا حرفياً مجموعة "حماية الشعب الكردية"، لتنفيذ هجمات منسقة في مناطق تخضع لسيطرة تنظيم "داعش"، تمهيدا لاقتحام مدينة الرقة، معقل التنظيم في سورية.
بحثاً عن الدعم العسكري..
كانت القوات الكردية، قد خاضت حرباً شرسة مع تنظيم "داعش" بعد محاولات التنظيم الإرهابي السيطرة على مدينة "عين العرب" كوباني، وبالفعل نجحت في تحرير المدينة، والسيطرة على الاوضاع هناك، بعدما دعمتهم السعودية وقطر، ووفرت لهم العتاد المناسب،  إلا أنها تكبدت خسائر فادحة وهو ما دفعها إلى البحث عن حليف لتأمين المدينة.
اللافت أن من بين الفصائل التي تحالفت معها قوات "حماية الشعب" الكردية، عناصر من  "جيش الثوار" و"غرفة عمليات بركان الفرات" و"قوات الصناديد" و"تجمع ألوية الجزيرة"، بالإضافة إلى المجلس العسكري السرياني، المسيحي، ووحدات حماية المرأة.
وقد أشارت تقارير إلى أن فصيل "بركان الفرات" و"المجلس العسكري السرياني"، قد قاتل إلى جانب قوات "وحدات الشعب الكردية"، في معاركها ضد داعش، وتحديدا في شمال شرق البلاد، عند تحرير مدينة "كوباني" عين العرب.
بحثاً عن الدعم العسكري..
وقالت هذه التشكيلات في بيان مشترك أن "المرحلة الحساسة التي يمر بها بلدنا سورية وفي ظل التطورات المتسارعة على الساحتين العسكرية والسياسية تفرض بدورها أن تكون هناك قوة عسكرية وطنية موحدة لكل السوريين تجمع بين الكرد والعرب والسريان وكافة المكونات الأخرى".
ويأتي هذا البيان بعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية أنها ستقدم معدات وأسلحة "لمجموعة مختارة من قادة الوحدات" حتى يتمكنوا من تنفيذ هجمات منسقة في مناطق سيطرة تنظيم "داعش"، وذلك بعد فشل برنامج تدريب خمسة آلاف معارض سوري معتدل.
وأثبتت الوحدات الكردية التي طردت التنظيم المتطرف من مناطق عدة في شمال البلاد إنها القوة الأكثر فاعلية في التصدي له في سورية، وفق محللين، كما يعتبر كون قوات "حماية الشعب" حليفاً رئيسياً للائتلاف الدولي بقيادة أميركية، عزز من موقفها من أن تكون تلك القوات هي التي تنتوي واشنطن تدريبها.
بحثاً عن الدعم العسكري..
وقد تعاونت قوات "حماية الشعب الكردية" مع التحالف الدولي، الذي وفّر لها غطاءً جوياً في معاركها ضد الجماعات الإرهابية، ما أثار استياء الفصائل المعارضة التي لم تحظ بدعم مماثل، وقد تصاعد نفوذ الأكراد في سورية بعدما ظلوا لعقود مهمشين مقابل تقلص سلطة النظام الذي انسحبت قواته تدريجياً من المناطق ذات الغالبية الكردية مع اتساع رقعة النزاع عام 2012.
وظهرت وحدات حماية الشعب إلى العلن وحملت السلاح للدفاع عن مناطق الأكراد في مواجهة فصائل مسلحة وتنظيم "داعش"، وقد أعلن الأكراد عام 2013، إقامة إدارة ذاتية في مناطقهم، وقد وشكّل تصاعد نفوذ الوحدات التي تعد الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي، مصدر قلق رئيسي لتركيا التي تعتبر هذا الحزب فرعاً لحزب العمال الكردستاني وتخشى إقامة حكم ذاتي على حدودها.

شارك