تفجير أنقرة وتساؤلات حول استهداف الضحايا قبل الانتخابات المقبلة

الإثنين 12/أكتوبر/2015 - 10:07 م
طباعة بعض متعلقات شخصية بعض متعلقات شخصية لاحد الضحايا
 
الشرط التركية تحيط
الشرط التركية تحيط بمكان التفجير
تسعى السلطات التركية الصاق تهمة تفجير أنقرة الأخيرة لتنظيم داعش، بالرغم من عدم تبني التنظيم هذه العملية حتى الآن، على عكس كثير من العمليات التي يفخر بتبنيها فور حدوثها.
ربما هناك محاولات لاتهام التنظيم بارتكاب هذه العملية، في إطار المسلسل التركي للهروب من اتهامات عديدة بشأن تعاونها مع داعش خلال فترة ماضية، ونقل ضريح سليمان شاه من سوريا إلى مكان أخرى بعلم التنظيم ، والحصول على بترول سوريا بأسعار بخسة من التنظيم، وعدم الاشتباك مع عناصر التنظيم على الحدود السورية التركية لفترة طويلة لمنع دعم تأسيس الحلم الكردي.
جانب من ضحايا انقرة
جانب من ضحايا انقرة
ويرى متابعون أن خطورة تفجير أنقرة لا تتوقف في أنه سجل أكبر حصيلة للضحايا لهجوم إرهابي في البلاد فقط، بل وفي الظروف الداخلية والإقليمية الراهنة التي يمكن وصفها بأنها استثنائية، إذ عادت الحرب بين الدولة التركية وحزب العمال الكردستاني إلى الاشتعال مجددا بعد انهيار وقف إطلاق النار الساري بين الجانبين منذ عام 2013، إضافة إلى الحرب الشرسة المتواصلة منذ أكثر من 4 سنوات في سوريا المجاورة وتداخلاتها المربكة على أكثر من صعيد، وربط محللون هذا الحادث وبين  تفجير سوروج الذي وقع في 20 يوليو الماضي وأدى إلى مقتل 33 شخصا، ودفع بأنقرة إلى بدء حرب ضد الإرهاب، متمثلا، بحسب رأيها، في حزب العمال الكردستاني وتنظيم "داعش"، حيث استهدف تفجير سوروج بولاية شانلي أورفا الحدودية مع سوريا  باحة مركز ثقافي كان يجتمع به 300 شخص من أعضاء جمعيات الشباب معظمهم من الأكراد بهدف التحضير للتوجه إلى مدينة عين العرب "كوباني" في سوريا للمشاركة في إعادة البناء هناك.
من جانبه قال رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، إن السلطات تمكنت من تحديد كيفية وصول الانتحاريين الاثنين إلى موقع "هجوم أنقرة" العاصمة، وكيف تمكنا من نقل المتفجرات إلى المنطقة، وأن التحقيقات اقتربت كثيرًا من تحديد اسم "يشير إلى تنظيم معين"، دون أن يسميه.      
شدد على أن الهجوم المذكور لا يحوّل تركيا إلى سوريا، فهو هجوم ضد بلد متقدم وديمقراطي، تمامًا كما حصل في الحادي عشر من سبتمبر في نيويورك، أو في لندن ومدريد وباريس لاحقًا"، في إشارة إلى الهجمات التي استهدفت المدن المذكورة في أوقات متفرقة سابقًا.
نفي أوغلو أن يكون للسياسة الخارجية التي تتبعها تركيا أو علاقتها بالشرق الأوسط هي السبب في التفجيرات الانتحارية، معتبرا أن منظمة بي كا كا استخدمت التفجيرات الانتحارية في الكثير من الأماكن، وحدثت هجمات انتحارية في تركيا  قبل الربيع العربي في الشرق الأوسط بكثير"
هل يتبدد الحلم الاردوغانى؟
هل يتبدد الحلم الاردوغانى؟
ويرى محللون أن كل التصريحات الصادرة عن مسئولى الحكومة تسعى لاستغلال الحوادث الاخيرة لضرب حزب الشعوب الديمقراطية، والمدعوم من الأكراد لمنع تصويت المواطنين له في الانتخابات البرلمانية القادمة، بعد أن حقق المفاجأة في الانتخابات السابقة وكسر حاجز الـ 10% ونجح في دخول البرلمان، وحرم العدالة والتنمية "الحزب الحاكم" من الأغلبية التي اعتاد عليها خلال عشر سنوات مضت.
واليوم قال نائب رئيس الوزراء التركي، "طغرل تركيش"، إن حزب الشعوب الديمقراطي هو الجناح السياسي لمنظمة "بي كا كا" الإرهابية، وهى محاولة مستمرة للربط بين الحزب وزعيمه الشاب صلاح الدين دميرطاش.
حزن واسي
حزن واسي
أضاف نائب رئيس الوزراء التركي  بقوله "قيادة حزب الشعوب الديمقراطي تشكل مظهرًا حسنًا في الواجهة، حيث يبدو أشخاص بمظهر أناس طيبين، لكن في الحقيقة، فإن كادر الجبال منظمة بي كا كا هو من يدير هذا الكيان السياسي".
شدد على ان  مقولات الأشخاص الموجودين في الواجهة عن السلام والديمقراطية لا تمت، للأسف، إلى الحقيقة بصلة".
وردًّا على سؤال حول هجوم أنقرة، أجاب تركيش أن السلطات تحقق فيما إذا كان هناك إهمال، معربًا عن اعتقاده أن عدم اتخاذ تدابير أمنية في موقع التفجير لم يكن تقصيرًا أمنيًّا، موضحا  أن ميدان التجمع يبعد عن موقع الهجوم بحوالي 2-3 كم، والناس ينزلون من الحافلات والقطارات ووسائل النقل العامة هناك للتوجه إلى الميدان، فضلًا عن وجود أشخاص قدموا من المحطة لقضاء أعمالهم، مضيفًا أنه في حالة التجمعات العادية لا يتم ضبط المداخل والمخارج المؤدية إلى ساحة التجمع.
وربط مراقبون  بين العمليات الارهابية الأخيرة وبين الانتخابات القادمة، على امل إحياء الحلم الأردوغانى، في السيطرة على البرلمان، وتعديل الدستور، والتحول بتركيا لدولة ذات نظام رئاسي، بدلا من البرلماني المعمول حاليا، حتى يواصل أردوغان سيطرته على كل مؤسسات الدولة وابعاد معارضيه، بعد ان تعرض لأزمات عديدة خلال الأشر الماضية، وإذا فشل في تحقيق هذه الأحلام ستكون نهاية مؤسفة له، إذ خسر الأغلبية واضطر لتشكيل حكومة ائتلافية أو أقلية، سيتم الكشف عن علاقته بالجماعات الارهابية وقضايا الفساد المتورط بها وزراء في حكومته السابقة وعدد من أفراد اسرته، وتبديد أحلام السلطان العثماني إلى الأبد!

شارك