مباراة "دعم" أطراف الصراع الأمريكية الروسية على الأرضي السورية

الثلاثاء 13/أكتوبر/2015 - 01:01 م
طباعة  مباراة دعم أطراف
 
 بعد الضربات الروسية المتتالية للقوات الروسية والتي حققت نتائج إيجابية لصالح النظام السوري على حساب أطراف من المعارضة السورية تعتبرهم الولايات المتحدة الأمريكية حلفاء لها بدأت   واشنطن   في دعم حلفاءها من خلال إسقاط  ذخائر لهم عبر  الجو.
 مباراة دعم أطراف
وكشف الكولونيل باتريك رايدر المتحدث باسم قيادة القوات الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم)،  أن الولايات المتحدة ألقت جوا، ذخائر في شمال سوريا لمقاتلين من المعارضة يتصدون لتنظيم "داعش". وإن هذه العملية الجوية "الناجحة" باسم التحالف "وفّرت ذخائر لمجموعات عربية سورية خضع المسؤولون عنها لعمليات تدقيق ملائمة من جانب الولايات المتحدة وقام  بالعملية طائرات شحن من طراز "سي-"17 تابعة للقوات الجوية الأميركية شملت 50 طنا من الذخائر.
 هذه العملية أكد عليها ايضا أبو معاذ، المتحدث باسم "جبهة ثوار الرقة"  أحد التجمعات  التى تضم مقاتلين من عشائر عربية أغلبهم من منطقة الرقة  وهم جزء من تحالف جديد يضم قوات وحدات حماية الشعب الكردية تحت اسم "قوى سوريا الديمقراطية "  " أن الولايات المتحدة أبلغت المعارضة بأن أسلحة جديدة في طريقها إليهم لمساعدتهم في شن هجوم مشترك مع حلفائهم الأكراد على مدينة الرقة التي يسيطر عليها تنظيم "داعش". واننا اجتمعنا مع الأميركيين في وقت سابق  وتمت الموافقة على هذا وأبلغونا أن الأسلحة الجديدة، ومنها أسلحة نوعية، في الطريق".
 مباراة دعم أطراف
وتعكس هذه العملية التوجه الجديد لإدارة باراك أوباما  بعد أن وضعه الروس في موقف حرج بدعمهم لبشار الأسد وضرب معاقل الجماعات الارهابية وعلى رأسها داعش والنصرة في نفس الوقت  ويهدف  من خلال هذا التوجه الى تحقيق هدفين :
1- التصدي للمتطرفين في سوريا وعلى رأسهم داعش والنصرة 
2- تزويد مجموعات منتقاة  من المعارضة السورية المعتدلة بالأسلحة وتأمين دعم جوي لها لتكون قادرة على شن هجمات منسقة على المتطرفين.
3- تعزيز نجاحات هذه القوى  لطرد" تنظيم "داعش" من الأراضي السورية. 
و تعتزم واشنطن تفعيل  دعمها  للمجموعات المعتدلة في المعارضة السورية  والتي تعاني من سوء التجهيز وقد اضعفتها المواجهات التي تخوضها على جبهتين ضد تنظيم  داعش  وقوات نظام بشار الاسد ومن  ابرز هذه  المجموعات التي ستستفيد من المساعدة  الامريكية  "جبهة ثوار سوريا" التحالف ذو التوجه العلماني الذي أنشأ في 2013 ردا على انشاء "الجبهة الاسلامية" التي تمثل عددا كبيرا من القوى الاسلامية، وتضم خصوصا اكبر ثلاثة فصائل اسلامية تحارب في سوريا: "لواء التوحيد" و"حركة احرار الشام" السلفية و"جيش الاسلام" ومجموعات اخرى بالإضافة الى مجموعة اخرى علمانية تدعمها واشنطن وتدعى "حركة حزم" تأسست في 2014 وعدد مقاتليها  حوالى 15 الف مقاتل الى  مجموعات صغيرة اخرى وكذلك هيئة اركان الجيش السوري الحر وغالبية هذه المجموعات متمركزة في شمال سوريا وخصوصا في محافظتي حلب وادلب لكن بعضها يقاتل ايضا في حماه  في وسط سوريا  ودرعا  في الجنوب. 
وقال جون كيري وزير الخارجية الاميركي  " هناك عشرات الاف المقاتلين" بينهم "علمانيون واسلاميون" يشكلون "قوة شرعية ولهم ماض ثابت" في محاربة تنظيم داعش .
 مباراة دعم أطراف
ويؤكد ابراهيم الادلبي الناشط من ادلب ان "ايا من هذه المجموعات لا ينوي اعلان خلافة او دولة اسلامية" على غرار "الدولة الاسلامية" او جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة وانهم يريدون دولة مدنية بدون عقيدة دينية. وهدفهم اسقاط النظام ووقف الطغيان  وفي مناطق محاصرة من قبل النظام  من المستحيل ايصال المساعدة العسكرية. وبالتالي فان كل المقاتلين يحاربون معا شاءوا ام ابوا وفي زمن الحرب، يجب التحالف مع عدو عدوك".
التوجه الأمريكي والذى سيحول سوريا الى ارض للمباراة   الامريكية السورية عبر عنه  العديد من المحليين السياسيين  الأمريكيين حيث   أعتبر  المحلل السياسى الأمريكي كينيث بولاك  أن  الإدارة الامريكية تعتبر أن القوات المعتدلة  المقاتلة الموجودة في سوريا  غير مؤهلة ولذلك  تعمل الولايات المتحدة على إنشاء جيش سوري معارض جديد ومن المفترض أن يكون هذا الجيش غير مسيس  وغير طائفي ومتكامل إلى أقصى غاية و عندما يكون جاهزا  فإنه سوف يحرر ويسيطر على أراض من كل من نظام الأسد والجماعات السنية الجهادية المختلفة وسوف تكون النتيجة حكومة جديدة شاملة مع حماية كاملة لجميع الأقليات". 
 مباراة دعم أطراف
 وقال آرون لاند المتخصص في شؤون المعارضة السورية  "هذا الامر مرهون بكيفية تحديد كلمة "معتدلة"  وتساءل "هل يتعلق الامر بعقيدتهم، بواقع انهم لا يرتكبون تجاوزات لحقوق الانسان او مجرد لانهم مجموعات مستعدة للعمل بتعليمات من الخارج؟ والتمييز يبقى غامضا بسبب التعاون المحلي بين "المعتدلين" و"الجهاديين مثل النصرة التي تصنفها واشنطن "منظمة ارهابية" لمواجهة عدوهم المشترك المتمثل بتنظيم الدولة الاسلامية.
 مباراة دعم أطراف
 مما سبق نستطيع أن نؤكد أن سوريا تحولت بعد مرور 5سنوات من الثورة  أصبحت ساحة لمباراة أمريكية روسية ومنطقة لإدارة صراع الفعل ورد الفعل من بين  اوباما وخصمه  بوتين .  

شارك