مجددًا.. استقطاب الشباب المغربي أداة "داعش" لاختراق المملكة

الخميس 15/أكتوبر/2015 - 12:56 م
طباعة مجددًا.. استقطاب
 
مع مواصلة عملية استقطابه للشباب، بدأ التنظيم الإرهابي "داعش" يتبع أسلوب جديد لضم نسبة كبيرة إلى صفوفه، ويتمدد التنظيم في عدة دول وأبرزها دول المغرب الإسلامي؛ حيث تمكنت فرقة من الشرطة المغربية المتخصصة في مكافحة الإرهاب من القبض على عنصر خطير ينشط تحت لواء تنظيم داعش في مدينة قصبة تادلة وسط المغرب.
مجددًا.. استقطاب
وتأتي المخاوف من تصاعد قيام التنظيم المتشدد بعمليات نوعية في المغرب، وسط تحذيرات من تمكن عناصر داعش من تجنيد عشرات الشبان المغاربة إلى جانب تدريبهم على صناعة المتفجرات، وهو ما يتطلب درجة عالية من اليقظة والحيطة.
وشهدت الآونة الأخيرة انتشار عناصر تنظيم داعش في المغرب؛ حيث تمكنت القوات بالقبض على عدة خلايا إرهابية تحت غطاء تنظيم "داعش".
وقامت القوات الأمنية المغربية بتوجيه ضرباتها الاستباقية ضد الكتائب والمجموعات الموالية لتنظيم داعش؛ خاصة بعد ورود معلومات عن عزم التنظيم الإرهابي تنفيذ مخططات إرهابية داخل المملكة المغربية.
وقامت قوات الأمن بمداهمة منزل هذا العنصر وعثرت على تسجيل فيديو يتوعد من خلاله بتنفيذ عمليات إرهابية بالمملكة المغربية باسم هذا التنظيم الإرهابي، حسب بلاغ لوزارة الداخلية.
وحسب البلاغ أسفرت هذه العملية أيضًا عن مداهمة ورشة داخل مبنى سكني بحي مولاي بوعزة بمدينة قصبة تادلة أعدت من طرف المعني بالأمر لتحضير وصناعة المتفجرات؛ حيث تم اكتشاف كميات هامة من مواد مشبوهة يحتمل استعمالها في أعمال إرهابية.
وتشير كافة الدلائل التي أعلنت عنها وزارة الداخلية أن هذا الإرهابي هو شقيق أحد المقاتلين المنتمين إلى صفوف تنظيم الدولة، وقد قُتل خلال إحدى المواجهات الدامية بالساحة السورية العراقية.
وخلال بيانها أكدت وزارة الداخلية المغربية على أن تقديم المشتبه به أمام العدالة سيجري فور انتهاء البحث الذي يتم معه على أيدي محققي المكتب المركزي للأبحاث القضائية، تحت إشراف النيابة العامة.
وتحرص المملكة في الفترة الأخيرة على متابعة الأمن بطريقة دقيقة لكشف العناصر الإرهابية المتوغلة على أراضيها عن طريق البلاد التي تشهد فوضى أمنية في الوقت الراهن، خاصة بعد تفكيك عشرات الخلايا الإرهابية.
من جانبهم أكد عدد من الخبراء أن الأمر لا يتوقف عند القبض على الموالين لداعش، بل يجب تتبع الأشخاص المحيطين بهم ودائرة معارفهم باعتبار أن التنظيم أصبح يعتمد على خطة جديدة للاستقطاب والتجنيد.
وذكرت مصادر أمنية أن عناصر داعش أصبحوا حريصين في استقطاب العناصر، خوفًا من اعتقالهم؛ لذلك يقومون بتدريب أربعة عناصر على الأقل، أي أن كل فرد ينشئ شبكته الخاصة للتجنيد، والقائمة على تحديد هويات الشبان الذين يترددون على المساجد ورصد تحركاتهم ومواقفهم وتعليقاتهم في شبكات التواصل الاجتماعي، ثم تبدأ عملية الاستقطاب لصالح تنظيم "داعش".
مجددًا.. استقطاب
وفي توالي لحرص الأمن على تفكيك الشبكات الإرهابية، كانت الداخلية المغربية أعلنت في شهر سبتمبر الماضي عن تفكيك خلية من خمسة أفراد في عدد من المدن، يتبنى أعضاؤها فكر تنظيم داعش وبحوزتهم أسلحة كانت ستستعمل لتنفيذ عمليات بالمملكة قبل الالتحاق بمعسكرات التنظيم المتطرف.
وأطلق الأعضاء الخمسة على خليتهم اسم "جند الخلافة في المغرب" أسوة بالجماعة التي تحمل التسمية نفسها بالجزائر والموالية لتنظيم داعش.
وأكدت السلطات الأمنية آنذاك أنها ضبطت مع عناصر الخلية أربعة مسدسات ورشاشًا وسبع قنابل مسيلة للدموع وثلاث عصي كهربائية وكمية من الذخيرة الحية وأسلحة بيضاء، بالإضافة إلى مواد تبين من خلال الخبرة المنجزة أنها تدخل في صناعة المتفجرات.
وكشف مسئول أمني مغربي أن الأسلحة التي ضبطتها السلطات مع هذه الخلية دخلت من الحدود الشرقية للمغرب مع الجزائر، وأن أفراد هذه الخلية كانوا ينتظرون وصول خبير سوري لتدريبهم على صناعة المتفجرات.
وكانت أكدت العديد من التقارير الصادرة عن معاهد دولية أن المملكة المغربية نجحت في دحر مخاطر الإرهاب، وكان آخر هذه التقارير ذلك الصادر عن المعهد الملكي الإسباني "الكانو" تحت عنوان التطورات الأخيرة للإرهاب في المغرب العربي.
يأتي ذلك فيما تشهد المنطقة عمومًا اضطرابات أمنية في ظل انتشار حالة الفوضى في بعض دول المغرب العربي على رأسها ليبيا، والتي سمحت للتنظيمات الجهادية بالانتشار والتوغل.
واعتبر أحد التقارير أن المغرب بلد استثنائي بامتياز في منطقة يرتفع فيها عدد الهجمات الإرهابية وتغرق في الدماء يومًا بعد يوم، حيث استطاع المغرب ما بين 2011 و2014 احتواء التهديدات والهجمات الإرهابية التي ارتفعت في المنطقة بعد الربيع العربي بشكل صاروخي وفق التقرير، باعتباره البلد الوحيد الذي شهد اعتداء إرهابيًّا في هذه الفترة والمعروف بالاعتداء الإرهابي على مقهى "أركانة" بمراكش يوم 28 أبريل 2011.
ووفق ما جاء في التقرير أن الاعتداءات الإرهابية التي عرفها المغرب تمثل 6.8% من تلك التي عرفتها المنطقة سنة 2011، ونسبة 0.1 % من مجموع الاعتداءات التي حصلت ما بين 2011 و2014، مقارنة مع جارتها الجزائر التي شهدت 10 اعتداءات سنة 2011 وتمثل 66% من الاعتداءات في المنطقة في نفس السنة، و39 اعتداء سنة 2012 وتمثل 43%، و21 اعتداءً سنة 2013 تمثل 7%، و12 هجومًا سنة 2014 1.7 %.
مجددًا.. استقطاب
والجدير بالذكر أن مكتب محاربة الإرهاب والجريمة المغربي، كان أكد في وقت مسبق على أنه تم القبض على عدة خلايا إرهابية كانت تخطط لتنفيذ عمليات تخريبية نوعية داخل المغرب، وتنشط في مدن بني ملال وسيدي علال البحراوي، في وسط المغرب، وفي قرية في ضواحي مدينة زاكورة في جنوب شرق المغرب وقد تبنى 3 أفراد من الشبكة، النهج الدموي لتنظيم داعش.
وتدارك الحكومة المغربية خطورة التنظيم الإرهابي على أراضيها، لذلك فهي تقوم باتخاذ الحذر دائمًا، ولكن هل تنجح في ظل اكتشافها خلية جديدة داخل البلاد يوما بعد الآخر، وكان أعلن محمد حصاد وزير الداخلية المغربي أن عدد المقاتلين المغاربة في صفوف تنظيم داعش بالعراق وسوريا يقدر بحوالي 1350، من ضمنهم 220 من السجناء السابقين، وأن العديد منهم يتولون مسئوليات داخل المنظمات الإرهابية، وأن هؤلاء المقاتلين غالبًا ما يجندون أقارب لهم عبر الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، وأن عملية التمويل تتم عبر تحويلات داخلية للأموال إلى الشبكات، وأن 286 من ضمن هؤلاء المقاتلين لقوا حتفهم في مناطق النزاع، فيما التحق 156 آخرون بالمغرب.
ويسعي تنظيم داعش الإرهابي دائمًا لاتخاذ العناصر الشبابية كأداة لاختراق الدول التي ينشط بها، والتي كان آخرها مملكة المغرب.

شارك