مع التدخل الروسي.. إيران نحو مزيد من التورط في الصراع السوري

الخميس 15/أكتوبر/2015 - 02:38 م
طباعة مع التدخل الروسي..
 
رغم سقوط العديد من قيادات الحرس الثوري الإيراني في سوريا، إلا أن المسئولين في طهران يصرون على الاستمرار في التورط في الصراع السوري والذي أخذ أبعادًا دولية.

بروجردي في دمشق

بروجردي في دمشق
أبدى رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي اليوم (الخميس) من دمشق، استعداد بلاده لدرس إرسال قوات برية إلى سوريا في حال طلبت منها ذلك.
ورد بروجردي على سؤال حول دعم إيراني جديد يتضمن إرسال مقاتلين إلى سورية، خلال مؤتمر صحافي، قائلاً: "عندما يكون ذلك عبارة عن طلب من سورية، فإننا سندرسه ونتخذ القرار، ونحن جادون في التصدي للإرهاب".
وأضاف: "قدمنا مساعدات من أسلحة ومستشارين لكلا البلدين، سورية والعراق، وطبعاً أي طلب آخر (منهما) سيتم درسه في إيران".
وكانت مصادر عسكرية سورية تحدثت عن وصول آلاف المقاتلين الإيرانيين أخيراً إلى مطار حميميم العسكري في جنوب مدينة اللاذقية (غرب).
وأكد بروجردي أن "العمليات العسكرية" الدائرة حالياً في سورية تعتبر "داعمة للحل السياسي والسلام"، في إشارة إلى الحملة الجوية الروسية منذ 30 (سبتمبر).
واعتبر بروجردي الذي أنهى زيارة استمرت ثلاثة أيام إلى سورية، أن التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سورية "فشل على رغم كلفته الباهظة التي بلغت بلايين الدولارات".
والتقى بروجردي، الخميس، الرئيس السوري بشار الأسد، وأكد أن زيارته تأتي "لإعلان الدعم مرة أخرى من حكومة إيران إلى الحكومة السورية التي تقف في الصف الأول للمقاومة".
والتقى بروجردي خلال زيارته أيضاً كلاً من وزير الخارجية السوري وليد المعلم ومدير مكتب الأمن الوطني علي مملوك.

تدخل عسكري متصاعد

تدخل عسكري متصاعد
فيما قالت وكالة رويترز، مساء أمس الأربعاء: إن الجيش السوري وقوات إيرانية، بالإضافة إلى مقاتلين من حزب الله يستعدون لهجوم بري على المعارضة في حلب بدعم من الضربات الجوية الروسية.
أحد المسئولين المقربين من الحكومة السورية قال للوكالة: إن "القرار بخوض معركة حلب اتخذ والتنفيذ قريب جدًا"، مردفًا: "لم يعد خفيًّا أن الإيرانيين أصبحوا بالآلاف في سوريا وأن دورهم الأساسي هو المشاركة في معركتي إدلب والغاب وحلب".
كما أفادت مصادر إيرانية بأن القوات الروسية والإيرانية تنفذ عمليات مشتركة في سوريا، بعد وصول 1700 جندي من الحرس الثوري الإيراني من ألوية مختلفة، خلال اليومين الماضيين.
وبحسب وكالة "سحام نيوز": تتهيأ القوات الإيرانية وعناصر حزب الله اللبناني لتنفيذ عمليات برية تحت إمرة القيادة الروسية، التي تنفذ ضربات جوية مكثفة ضد قوات المعارضة السورية.
وقالت الوكالة: إن "ثلاثة ألوية من قوات النخبة في وحدة "صابرين" التابعة للحرس الثوري الإيراني و1500 عنصر من عناصر حزب الله اللبناني، وصلت إلى دمشق خلال الأيام الثلاثة الماضية، وتنتظر الأوامر لتنفيذ عملياتها البرية بغطاء جوي روسي".
ويتولى الحملة البرية لقوات الحرس الثوري الإيراني، اللواء سيد مرتضى ميريان، الذي سيقود 1700 جندي إيراني و1500 عنصر من حزب الله، خلال الهجوم البري.
ونقلت وكالة "سحام نيوز" عن مصادر مطلعة في طهران قولها: إن أولوية طهران ودمشق في محاربة قوات المعارضة تتطابق مع أولوية الروس؛ حيث تنص الخطة على استعادة سيطرة النظام على المحافظات المركزية (دمشق وحمص وحماة) والمحافظات الساحلية (اللاذقية وطرطوس). كما ستقوم القوات الروسية بمهاجمة "جيش الفتح" في محافظة إدلب أيضًا.
وكانت قوات الأسد بدأت عملية عسكرية في محوري سهل الغاب في ريف حماة الغربي وجب الأحمر في ريف اللاذقية. وتسعى لاستعادة السيطرة على سهل الغاب والتقدم باتجاه مدينة جسر الشغور في ريف إدلب، بعد سيطرتها على بلدة البحصة إثر الهجوم الذي بدأته الخميس الماضي.
وتداول نشطاء سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي، صورًا للجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني، زعموا التقاطها للجنرال خلال جولة أجراها بريف اللاذقية، وتحديدًا في مناطق تشهد محاولة جديدة من النظام وإيران وحزب الله للتقدم في المناطق المحررة.
وأظهرت الصور سليماني بين حشد من المقاتلين الشيعة التابعين لحزب الله، ووفقًا للنشطاء، فإن سيلماني يعمل على شرح الخطوات للمقاتلين الذي يشاركون في المعارك هناك.

ارتفاع الخسائر

ارتفاع الخسائر
ويقاتل الآلاف من الإيرانيين وعناصر حزب الله اللبناني إلى جانب قوات الأسد على العديد من الجبهات في سوريا، وقتل مئات من عناصر الحرس الثوري الإيراني خلال المعارك الدائرة في سوريا خلال الأعوام الثلاثة الماضية.
وفي مارس ذكرت وسائل إعلام إيرانية، أن عدد قتلى العناصر المنتسبين لـ"الحرس الثوري الإيراني" الذين يساندون جيش نظام الأسد في سوريا بلغت 186 شخصاً.
وأوردت وسائل الإعلام أسماء وجنسيات العناصر المنتسبة لـ"الحرس الثوري" الذين لقوا مصرعهم في معارك ضد قوات المعارضة، في الحرب الدائرة منذ 5 أعوام، وهم: (19 قائدًا من رتب مختلفة، و167 عنصرًا بينهم 14 أفغانيًّا، و5 باكستانيين).
وخلال الأشهر الماضية استقبلت طهران العديد من جثامين القائدة والجنود الذين قتلوا في سوريا، كان أبرزهم نائب قائد فيلق القدس ومسئول عمليات الحرس الثوري العميد حسين همداني، و"فرشاد حسوني زادة" القائد السابق لفيلق "صابرين" التابع للحرس الثوري في سوريا، الذي قتل في معارك كفرنبودة شمال حماة، وحميد مختار بند المعروف باسم "أبو زهراء" من قادة الحرس الثوري في محافظة الأهواز العربية.
يبدو أن سوريا إلى مزيد من التدخل العسكري، واستمرار الصراع في ظل تدفق مقاتلين من دول مختلفة في الصراع المتصاعد، وهو ما يشير إلى أن المعركة سوف تستمر لفترة أطول.

شارك