رئيس أساقفة بسوريا: "داعش" تحارب المسلمين المعتدلين وليس المسيحيين فقط

الخميس 15/أكتوبر/2015 - 04:16 م
طباعة رئيس أساقفة بسوريا:
 
يتسبب استخدام مصطلحات غربية على الواقع الشرقي في الكثير من الكوارث التي يدفع ثمنها في الغالب مسيحيو الشرق الأوسط . ومؤخرًا تسببت مباركة الكنيسة الروسية الأرثوذكسية للضربات الجوية الروسية في روسيا ووصفها بالحرب المقدسة بمشكلات نتيجة لعدم فهم المصطلح لدى الجماعات الجهادية التي تتخذ من هذه التصريحات دليلًا على صدق أفكارها، بأنها في حرب دينية، وبالتالي من حقها استهداف المسيحيين، وهو الأمر الذي استفز بصورة كبيرة المطران جاك بهنام هندو، رئيس أساقفة الحسكة ونصّيبين للسريان الكاثوليك بسوريا فقال: "سمعت أن كبار مسئولي بطريركية موسكو باركوا العمليات العسكرية الروسية ضد الميليشيات الجهادية في سوريا على أنها حرب مقدسة"، وأردف: "أريد أن أقول بوضوح بأنها وسيلة حمقاء لوصف ما يجري في سوريا"، كما "أرى أن هذه الكلمات يمكن أن تكون لها عواقب وخيمة".
وفي تصريحات لوكالة أنباء "فيدس" الفاتيكانية للأنباء، لفت المطران هندو إلى أن الأمر يتعلق "بصيغ كلامية مستخدمة من قبل رجال دين لا يعيشون في الشرق الأوسط"، والتي "غالباً ما تلصق تفسيرات سياسية أو أيديولوجية بمعاناة المسيحيين في منطقتنا"، مشيراً إلى أنه "بدلاً من ذلك، يجب التأكيد على أن الحرب خطيئة دائماً، وبالتالي لا يمكن أن تكون هناك أي حرب مقدسة".
وأكد الأسقف السرياني: "علينا أن نوضح دائماً بأن الجهاديين ليسوا ضد المسيحيين وحسب، بل ضد الجميع، بدءاً من المسلمين الذين لا ينصاعون لعقيدتهم أو يخضعون لسيطرتهم"، منوهاً إلى أن "اللجوء إلى تعبير الحرب المقدسة يجازف بتأكيدها الصور النمطية لدى الجهاديين التي تصف الغربيين بالصليبيين، مستخدمين تعبيراً مضللاً بحد ذاته"، فقد "كان المستشرقون الغربيون هم من ابتكر عبارة الحملات الصليبية".
وأشار إلى أن "تقديم تبرير ديني لتدخلات عسكرية ضد الجهاديين غير صحيح ومضلل ولعدة أسباب"، لافتاً إلى أن "الجهاديين هم الذين يتحدثون عن الحرب المقدسة"، وإن "كنا نستخدم كلماتهم، فما هو الفرق بيننا وبينهم؟"، فمع "تعابير مماثلة، ينتهي بنا الأمر لتأكيد أيديولوجيتهم الدموية فقط"، وإذا "كان ما يجري حرب مقدسة حقاً، فسيصبح بالإمكان تبرير كل الشر الذي يرتكب ضد المسيحيين هنا أيضاً، واعتبارهم طابوراً خامساً للعدو الذي يشن الهجوم".

شارك