مخاوف روسية من تسلل "داعش" لأراضيها عبر شمال القوقاز وأفغانستان

السبت 17/أكتوبر/2015 - 11:43 م
طباعة مخاوف روسية من تسلل
 
رغم إعلان موسكو المتكرر قدرتها على حفظ أمنها القومي، وأن ما قامت به روسيا من بدء تنفيذ طلعات جوية ضد البؤر الإرهابية لتنظيم "داعش" في سورية، يستهدف حماية مصالحها القومية في سورية، وليس من أجل الرئيس السوري بشار الأسد، إلا أنها تكشف من حين لآخر قلقها من احتمالية وصول الجماعات المتشددة إلى أراضيها حال سقوط الدولة السورية في أيدي العناصر الإرهابية، حيث تكون منطقة القوقاز الروسية هي أقرب الأماكن التي من المحتمل أن تصل من خلالها العناصر الإرهابية إلى روسيا.   
وتعزز روسيا إجراءات الأمن خوفا من تهديدات المتشددين وخصوصا من منطقة شمال القوقاز المضطربة بعد عودتهم إلى بلدانهم من الشرق الأوسط أو أفغانستان واحتمال سعيهم للانتقام من التدخل العسكري الروسي ضد الجماعات المعارضة السورية.

مخاوف روسية من تسلل
الرئيس الروسي فلاديمير بوتن قال إن أكثر من ألفي مقاتل من دول الاتحاد السوفيتي سابقا يقاتلون في سوريا، كما أوضح جهاز الأمن الاتحادي أن المعتقلين عادوا إلى روسيا قبل فترة طويلة من بدء الحملة الجوية الروسية دعما للرئيس السوري بشار الأسد في أواخر سبتمبر.
رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف قال اليوم (السبت) 17 أكتوبر، إن بلاده لا تُقاتل من أجل قادة معينين، بل تُدافع عن مصالحها القومية، وإن تدخلنا كان بطلب من السلطات الشرعية في سورية، ولفت مدفيديف عن الموقف الروسي حيث قال إن موسكو تدافع عن نفسها في سورية ضد تهديد قدوم المتطرفين إلى أراضيها، موضحاً أن الرئيس قال إذا لم ندمر الإرهابيين هناك، فإنهم سيأتون إلى روسيا، وأنه ليس من المهم بالنسبة لروسيا من سيرأس سورية في المستقبل، طالما أنه ليس "داعش".
كانت موسكو أعربت هذا الأسبوع عن غضبها لرفض الولايات المتحدة استضافة وفد روسي بقيادة مدفيديف لمناقشة المسألة السورية، وقال مدفيديف: "أعتقد أن هذا سلوك غبي فالأمريكيون يكشفون عن ضعفهم عندما يتخذون قرارات كهذه، أو يرفضون إجراء محادثات، مشيراً إلى أن العملية التي تقودها الولايات المتحدة في سورية لم يكن لها تأثير مطلقاً على "داعش"، وأن  "التدخل الروسي هو فقط الذي غير الوضع".

مخاوف روسية من تسلل
من جانبه، أعلن نائب وزير الدفاع الروسي، أناتولي أنتونوف، أن "داعش" قد تقوم بنشر نشاطاتها في أوروبا وروسيا وجنوب شرق آسيا وأنها قد تستخدم أفغانستان لاختراق بلدان رابطة الدول المستقلة وشمال الصين، مؤكداً إن لدى "داعش" مصدر دخل ثابت، وجيش مجهز بشكل جيد، ولفت إلى أن طريق الإرهابيين إلى رابطة الدول المستقلة وشمال الصين قد يكون عبر أفغانستان، والتي لا يزال الأمن والاستقرار غير مستقران فيها حتى اليوم: فالوضع يتدهور في المحافظات الشمالية من البلاد، والهجمات الإرهابية تزداد، ويقتل عدد كبير من السكان المدنيين.
وأضاف أنتونوف: "في الآونة الأخيرة، ازداد نشاط الإرهابيين الذين ينتمون إلى "داعش" في  الأراضي الأفغانية، وقد يستخدم داعش أفغانستان لتوسيع نفوذه في جمهوريات آسيا الوسطى ورابطة الدول المستقلة وشمال الصين".

مخاوف روسية من تسلل
كانت أجهزة أمن روسية، أعلنت خلال الأيام الماضية، إن مجموعة من الروس اعتقلوا وبحوزتهم قنبلة كانوا يعدون لمهاجمة شبكة النقل العام في موسكو وإن من بينهم أشخاصا دربهم داعش في سورية، وذكرت اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب أنها اعتقلت حوالي 10 أشخاص بحوزتهم معدات لصنع القنابل وعبوة ناسفة بدائية.
ونقلت وكالة نترفاكس الروسية للأنباء عن جهاز الأمن الاتحادي قوله: "بعض هؤلاء الأشخاص تلقوا تدريبات في معسكرات داعش في سورية"، وان عمليات استجواب اثنين من المعتقلين أظهرت أنهم كانوا يخططون لتنفيذ هجوم إرهابي على النقل العام في موسكو.

مخاوف روسية من تسلل
كان الرئيس الروسي قال أمس خلال اجتماعه مع قادة جمهوريات سوفيتية سابقة إن موسكو حققت بعض التقدم في المعركة ضد تنظيم (داعش) في سورية، وأن روسيا تواصلت مع السعودية والإمارات ومصر والأردن وإسرائيل لمناقشة التعاون في مجال التصدي للإرهاب. 
وبدا اهتمام قادة تلك الدولة بخطورة تسلل "داعش" إلى أراضيهم عبر أفغانستان، حيث قالت وكالات انباء أن اجتماع بوتين وقادة تلك الدول السوفيتية السابقة، اتفقوا على تشكيل قوة مشتركة للدفاع عن الحدود في أوقات الأزمات في ظل الاضطرابات في أفغانستان.

شارك