عقب الاتهامات التي تلقتها.. روسيا تسعي لضم الدول المؤثرة في المنطقة العربية

الأحد 18/أكتوبر/2015 - 04:19 م
طباعة عقب الاتهامات التي
 

في ظل الاتهامات التي تتلقاها روسيا، عقب تدخلها العسكري في سوريا، واتهام الدول الكبرى لها بمحاولة العودة للحرب البادرة في سوريا، تحاول روسيا أن تبرر تدخلها بدعم سياسي من دول مؤثرة في المنطقة، لمواجهة التحالف الأمريكي التركي الذى يسعى لتورطها في مستنقع جديد شبيه بمستنقع أفغانستان.

عقب الاتهامات التي
بدأت روسيا، مطلع أكتوبر الجاري، في تنفيذ غارات جوية على تنظيم "داعش" بسوريا بهدف مساعدة النظام السوري في القضاء عليه.
وحرص الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تأكيد تواصل الكرملين مع السعودية والإمارات ومصر والأردن لوضعها في صورة ما يجري على الأرض، في محاولة منه لاحاطة تدخله العسكري في سوريا بالدول ذات النفوذ في المنطقة العربية، وتلافي الاتهامات التي وجهت لموسكو.
وسبق أن التقى بوتين مسؤولين من هذه الدول قبل أسابيع من التدخل في سوريا، والتقى مسؤولين بارزين من الإمارات والسعودية بعد بدء العمليات العسكرية، حيث استقبل الأحد كلا من ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز.
وكان التقى وزير الخارجية سامح شكري، أمس السبت، مع ميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية الروسي، ومبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط، واتفقا على ضرورة تفعيل الحل السياسي في سوريا لإنهاء الأزمة التي تمر بها.
وتناولت المحادثات بين شكري وبوجدانوف بشكل مفصل تطورات الأزمة السورية، حيث اتفق الجانبان على أهمية مواجهة التنظيمات الإرهابية باعتبار أن القضاء على الإرهاب في سوريا هو الطريق إلى الحل السياسي.
تطرق اللقاء بينهما إلى جهود المبعوث الأممي ستيفان دمستورا، وأهمية تفعيل مقترحاته المتعلقة بتشكيل مجموعة اتصال دولية تسعى نحو إخراج سوريا من الأزمة الحالية، وذلك في إطار حل يحفظ سيادة سوريا ووحدة أراضيها.
وأكد مبعوث الرئيس الروسي خلال اللقاء، على أن موسكو تستهدف من خلال عملياتها العسكرية في سوريا قصف المجموعات المنتمية للتنظيمات الإرهابية، وليس استهداف المعارضة السورية بمكوناتها المعتدلة البعيدة عن التطرّف.
وتشهد سوريا حربا أهلية منذ عام 2011 بين قوات الرئيس بشار الأسد والمعارضة، كما سيطر تنظيم "داعش" على مناطق بها. 
وأعلنت مصر تأييدها للغارات الجوية التي تشنها روسيا في سوريا، وقالت إنها ستساهم في محاصرة الإرهاب والقضاء عليه.
وتوطدت العلاقات بين القاهرة وموسكو بشكل ملحوظ منذ انتخاب عبد الفتاح السيسي رئيسا لمصر العام الماضي.
عقب الاتهامات التي
وتسعي روسيا إلي الوصول لوسيلة إقناع بأسباب تدخلها في سوريا وحدودها، وأنها تريد التأكيد لدول الخليج على وجه الخصوص أنها لا تحارب بالوكالة عن أي جهة إقليمية أخرى، وخاصة إيران.
وتحاول روسيا تغيير الواقع الميداني بمواجهة التنظيمات المتشددة سواء داعش، أو تلك الممولة من دول مثل تركيا وقطر بغاية فرض حلول سياسية تتناسب مع مصالحها الاستراتيجية في المنطقة وسوريا أكثر مما تبحث عن تغيير شكل الحكم في سوريا.
وبالتعاون الروسي مع السعودية والإمارات ومصر، بضرورة مواجهة داعش والتنظيمات المسلحة الأخرى في سوريا، لكن نقطة الاختلاف تتعلق بعامل التدخل الخارجي.
وفيما تطالب الدول العربية ذات النفوذ الواسع في المنطقة، روسيا بتوضيح موقفها بشفافية تجاه التدخل العسكري لإيران لفرض الأسد بالقوة على شعبه مستعينة بميليشيات حزب الله اللبناني وميليشيات أخرى عراقية وباكستانية وأفغانية. فلا معنى لرفض التدخل التركي أو الأميركي في الملف السوري عبر وكلاء ومرتزقة أجانب والسكوت على دور إيران التي لا تنكر وجودها العسكري على الأرض، وهي تعمل على استثمار الغطاء الجوي الروسي لتدخل علني.
مراقبون يروا أن نجاح روسيا في الحفاظ على نظام بشار الأسد، لا يعني أن روسيا ستسلم سوريا إلى إيران، كما فعلت الولايات المتحدة التي غزت العراق وسلمته للإيرانيين على طبق من فضة، على حد وصف وزير الخارجية السعودي الراحل سعود الفيصل.
عقب الاتهامات التي
وأوضح المراقبون أن النجاح في تحقيق هذه المعادلة الصعبة سيعطي الروس القدرة على التفاوض على مستقبل سوريا بعدة سيناريوهات، وأهمها استثمار غضب الدول العربية على سياسات الرئيس الأميركي باراك أوباما وإقناعها بدخول حلف مع روسيا مقابل التغيير التدريجي في نظام الحكم في سوريا، بشكل يمهد الطريق لخروج الأسد من الحكم وفي نفس الوقت إضعاف الوجود الإيراني في سوريا.
وتتطلع روسيا إلي استقطاب دول المنطقة في الصراع الدائر بينها وبين الأمريكيين، والذي يمكن أن تتسع دائرته الجغرافية لتمتد إلى العراق وأفغانستان.

شارك