تساقط جنرالات خامنئي في سوريا.. هل يضع حدًّا للتدخل الإيراني؟

الإثنين 19/أكتوبر/2015 - 12:35 م
طباعة تساقط جنرالات خامنئي
 
أصبحت الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدفع بشكل شبه يومي ثمن تدخلها في سوريا ودعمها للنظام السوري ضد خصومه من المعارضة المسلحة، فبجانب الخسائر المادية والعسكرية الكبيرة للدولة الإيرانية تبقى الخسارة الأكبر والمتمثلة في مقتل العديد من كوادرها العسكرية المدربة والتي كان منها- وليس آخرها- مقتل العقيد مسلم خيزاب، قائد كتيبة "يا زهراء" التابعة لفيلق الامام الحسين، في الحرس الثوري الإيراني، في شمال غربي سوريا، إثر اشتباكات مع عناصر مسلحة أثناء تنفيذه مهمة استشارية"، حيث كان أحد المستشارين العسكريين التابعين للحرس الثوري الإيراني، وكان يقدم الاستشارات للجيش السوري.
تساقط جنرالات خامنئي
القائد الإيراني ليس الأول كما أنه ليس الأخير فمنذ بداية الثورة السورية في مارس 2011 م وإيران وجنودها متواجدة في سوريا؛ حيث اعترف القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني علي جعفري في 19 سبتمبر 2012 م بأن لبلاده مستشارين عسكريين رفيعي المستوى في سوريا لدعم نظام بشار الأسد، وأن هذه العناصر تنتمي إلى "فيلق القدس" الذين تحولوا بعد ذلك إلى فيالق وكتائب تتألف من آلاف المقاتلين الإيرانيين، والذين قتل العديد منهم وعلى رأسهم: 
1- الجنرال حسن شاطري المعروف باسم حسام خوش نويس قتل في 16 فبراير 2013 م على أيدي مسلحين هاجموا سيارته على الطريق السريع الرابط بين دمشق وبيروت خلال عودته من "مهمة" في سوريا، وهو من قدامى المحاربين في إيران الثورة؛ حيث شارك في الحرب الإيرانية العراقية 1980-1988 وعمل في أفغانستان، ثم تولى رئاسة الهيئة الإيرانية للمساهمة في إعادة إعمار لبنان بعد العدوان الإسرائيلي عليه سنة 2006، ويوصف أحيانًا بأنه قائد الحرس الثوري في لبنان.
تساقط جنرالات خامنئي
6- الجنرال حسين همداني القيادي بالحرس الثوري الإيراني في  8 أكتوبر 2015 م "خلال تأديته مهامه الاستشارية" على أيدي عناصر تابعة لتنظيم داعش في معارك بريف حلب؛ حيث شارك في ثمانين عملية عسكرية هناك وكان قد خاض الحرب العراقية الإيرانية وتولى منصب نائب قائد الحرس الثوري في 2005م، وكان أحد كبار مستشاري الحرس الثوري الذين يقدمون المشورة العسكرية لنظام بشار الأسد منذ عام 2011، و"اضطلع بدور مصيري في الدفاع عن ضريح السيدة زينب وتعزير جبهة المقاومة الإسلامية" في سوريا وكان نائب الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، وكان مسئولًا عن العمليات التي ينفذها اللواءان "الفاطميون" والزينبيون" اللذان أرسلتهما إيران لمساندة نظام الرئيس السوري بشار الأسد، فضلًا عن عمليات حزب الله اللبناني في سوريا.
تساقط جنرالات خامنئي
7- الجنرال فرشاد حسوني زاده القائد السابق للواء "الصابرون" التابع للحرس الثوري الإيراني قتل في 13 أكتوبر 2015م. 
8- حميد مختار بند القيادي بالحرس الثوري الإيراني ويعتبر لواء "الصابرون" الذي يقوده زاده من ألوية قوات النخبة في القوات البرية التابعة للحرس الثوري، وهو متخصص في العلميات العسكرية التي تجري في المناطق الوعرة.
 وبالإضافة لهذه القيادات قتل العديد من العناصر الأقل وهم كما يلي:
1- 21 عنصرا من الحرس الثوري خلال الأسبوعين الماضيين، في ريفي اللاذقية وحماة وضواحي مدينة حلب.
2- 7 جنود من الحرس الثوري الإيراني قتلوا في معارك جرت على الجهة الشرقية لقمة النبي يونس بجبل الأكراد في ريف اللاذقية غربي سوريا، في يونيو 2015 م .
تساقط جنرالات خامنئي
3 ضباط إيرانيين قتلوا جراء انفجار لغم في سيارتهم بمنطقة تقع بين دمشق ومحافظة درعا جنوبي البلاد في 25 يونيو 2015م. 
4- 5 جنود في الحرس الثوري قتلوا في أكتوبر 2014 بالقرب من ضريحي السيدة زينب ورقية".
النظام الإيراني نفسه أعترف بعدد قتلاه حيث كشفت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية "إرنا"، عن عدد قتلى الحرس الثوري الإيراني، بمن فيهم المنتسبون له من الميليشيات الأفغانية والباكستانية، وحددتهم بـ400 عنصرًا منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011.
تساقط جنرالات خامنئي
وبحسب وكالة "إرنا"، فإن "حوالي 79 عنصرًا من هؤلاء القتلى هم من لواء "فاطميون" الأفغاني الذي أعلن الحرس الثوري الإيراني أنه أصبح فيلقًا، بعد تجنيد المزيد منهم من صفوف اللاجئين الأفغان في إيران وتم تشييع أكثر من 10 عناصر من قتلى الحرس الثوري والميليشيات الأفغانية والباكستانية في سوريا، خلال الأيام القلية الماضية، بمناطق مختلفة من إيران.
وكان الحرس الثوري الإيراني أقام مراسم جنازة عسكرية لأحد ضباطه برتبة ملازم أول، يدعى حامد جواني، والذي أصيب أثناء معارك اللاذقية في 13 مايو الماضي، وتوفي متأثرا بجروحه البليغة، وذلك بعدما كان في غيبوبة لمدة 40 يومًا بمستشفى في طهران.
وشيعت إيران أيضًا، قبلها 3 عناصر من الحرس الثوري، بينهم ضابط رفيع يدعى محمد حميدي، الملقب "أبوزينب"، برفقة حسن غفاري، وعلي أمرائي واسمه الحركي "حسين ذاكري"، لقوا مصرعهم بانفجار في طريق دمشق- درعا، إضافة إلى 5 مقاتلين أفغان من ميليشيات فيلق "فاطميون" دفنوا في مدينة مشهد- شمال شرق إيران- بحضور مسئولين حكوميين وعسكريين.
وهؤلاء قد ينتمون إلى قوات إيرانية مثل الحرس الثوري الإيراني ومجموعات عراقية وحزب الله اللبناني.
تساقط جنرالات خامنئي
مما سبق نستطيع أن نؤكد أن عدد قتلى إيران في سوريا في تزايد مستمر سواء من قوات الحرس الثوري أو الميليشيات المقاتلة تحت إمرته وهو الأمر الذي سيزيد من تكلفة الحرب على إيران ويدفعها في النهاية إلى مراجعة مواقفها على الأرض.

شارك