بريطانيا تُدشن مرحلة جديدة من مواجهة "داعش" افتراضياً

الإثنين 19/أكتوبر/2015 - 09:23 م
طباعة بريطانيا تُدشن مرحلة
 
عكست الخطوات التي اتخذتها بريطانيا أخيراً لمواجهة نفوذ تنظيم "داعش" الذي بدأ يستقطب العديد من الشباب البريطاني بحسب الحكومة الإنجليزية، رغبة لندن الحقيقية في قطع الطريق على التنظيم الإرهابي للاستحواذ والسيطرة على عقول المزيد من الشباب البريطاني، خاصة أن حالة واسعة من الجدل سادت بريطانيا على خلفية، اعتراف وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، بأن المتشدد الذي ظهر في مقطع فيديو مرعب نشر على الإنترنت في وقت سابق، وهو يقطع رأس الصحفي الأمريكي جيمس فولي، بريطاني الجنسية.
التقارير الإحصائية التي ذكرت نسب البريطانيين المشاركين في صفوف "داعش"، أربكت حكومة رئيس الوزراء دافيد كاميرون، حيث قالت بعض هذه التقارير المنشورة في مجلة “ذا تليغراف” البريطانية، أن نحو ألفي بريطاني يقاتلون جنبا إلى جنب مع "داعش"، وهو الامر الذي اكده العديد من النواب البريطانيين، بينهم خالد محمود، النائب في البرلمان البريطاني. 

بريطانيا تُدشن مرحلة
كما ذكرت عدد من التقارير الإحصائية الأخرى، الصادرة عن وزارة الدفاع البريطانية أن عدد المسلمين البريطانيين المنضمين إلى صفوف تنظيم "داعش "، أكبر من المنضمين منهم للجيش البريطاني، وقالت الوزارة لصحيفة "يو اس أيه توداي" الأمريكية، أن عدد المسلمين البريطانيين في الجيش البريطاني يبلغ نحو 600 شخص من بين 200 ألف جندي، في حين أظهرت إحصاءات حكومية رسمية أن عدد المسلمين البريطانيين المنضمين إلى صفوف "داعش" في العراق وسوريا يزيد على 800 شخص، بينما قالت الخارجية البريطانية إنه من الصعب تقدير أعدادهم بدقة.
وقد تمثلت الإجراءات التي اتخذتها الحكومة البريطانية، للحد من انضمام الشباب البريطاني لصفوف "داعش"، في قرار رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون، عن خطة بقيمة خمسة ملايين جنيه استرليني، لاستئصال ما أسماه "سم" المتطرفين، كتنظيم "داعش"، الذين يستهدفون المجموعات البريطانية المهمشة والهشة.
كاميرون الذي بدا متحمساً للإجراء الجديد، قال إنه يجب أن نمنع بذرة الحقد من أن تنمو في عقول الناس ونحرمها من الأوكسجين الذي تحتاج إليه لتنمو"، موضحا أن "حجم المهمة هائل، لذلك نحتاج الى أن يلعب كل فرد دوره"، بينما تشمل خطة كاميرون إنشاء مجموعة مشتركة من قطاع الصناعة والحكومة، للحد من انتشار المحتوى المتطرف على الإنترنت.

بريطانيا تُدشن مرحلة
كانت وحدة مكافحة الإرهاب، التابعة للشرطة البريطانية، أوقفت قناة تمويل كبيرة، قالت إنها تساعد على دعم المتطرفين المتوجهين من بريطانيا إلى سوريا للمشاركة في العمليات القتالية إلى جانب تنظيم "داعش"، وأكد جهاز الشرطة البريطانية "سكوتلاند يارد" في بيان نشره مايو الماضي إنه اعتقل 6 رجال وامرأة في العاصمة لندن وفي بلدة لوتن على مقربة من العاصمة، حيث تم تفتيش منازل المعتقلين.
ووجه جهاز "سكوتلاند يارد" للمعتقلين تهم إعداد مخطط إجرامي للاحتيال على عملاء بنوك محلية من خلال تحويلات إلى حسابات تابعة لـ"داعش" في سوريا، دون أن يعلم العملاء بذلك، مبينا أن المتهمين وعلى مدى شهور طويلة قاموا بالاتصال هاتفيا مع مواطنين بريطانيين معرفين أنفسهم على أنهم من عناصر شرطة، لإبلاغهم أن حساباتهم البنكية تمت قرصنتها، وأنه للحفاظ على أموالهم يتوجب عليهم تحويلها إلى حسابات بنكية أخرى، وهكذا استولى المتهمون على هذه الأموال.
في السياق، كشف كاميرون، أن مقاتلات بريطانية قصفت خلال الفترة الماضية، بؤر تابعة لتنظيم "داعش" أسفرت عن مقتل مسلحين بريطانيين من "داعش"، وقال أمام مجلس العموم البريطاني، إنه في تحرك للدفاع عن النفس قتل بريطاني في ضربة جوية دقيقة نفذتها طائرة للقوات الجوية الملكية، وقتل أيضا اثنان آخران كانا مسافرين مع الرجل أحدهما بريطاني.
وتشارك بريطانيا في التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد داعش لكنها لم تساهم في الضربات الجوية ضد التنظيم في سوريا من قبل بعد فشل كاميرون في الحصول على تفويض البرلمان في 2013.

بريطانيا تُدشن مرحلة
وتعهد كاميرون في خطابات سابقة، بتعزيز القدرات العسكرية البريطانية لمحاربة (داعش) في العراق وسوريا، بما في ذلك مضاعفة عدد الطائرات بلا طيار المستخدمة في سلاح الجو، وقال إنه يعتزم أن يجعل من الأمن والشؤون الدفاعية البريطانية، القضية الرئيسة في المملكة المتحدة التي تواجه تهديدات حقيقية من جانب متشددين ينتمون لتنظيم (داعش)، وأشار إلى أن حكومته بصدد شراء عشرين طائرة بلا طيار لتعزيز قدرة الطائرات البريطانية التي تستهدف من الجو مسلحي تنظيم "داعش" في العراق وسوريا. 

شارك