مع تقدم الأسد في "حلب".. "الأطلسي" يطلق أكبر مناوراته في المتوسط

الإثنين 19/أكتوبر/2015 - 11:12 م
طباعة مع تقدم الأسد في
 
في تطور جديد يعكس حجم النزاع الدولي على الكعكة السورية، بعد دخول الجانب الروسي في المعادلة بشكل أساسي، بتكثيف ضربته الجوية على بؤر تجمع العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم "داعش"، حيث بدأ حلف شمال الأطلسي (الناتو) وحلفاؤه اليوم أضخم مناورات عسكرية منذ أكثر من عقد، وهو ما اعتبره مراقبون استعراضًا للقوة في البحر المتوسط قبالة الساحل السوري.
واعتبر مراقبون مناورة حلف "الأطلسي" جاءت بعد تصاعد الحديث عن نية الجانب الروسي إقامة قاعدة عسكرية في اللاذقية، على السواحل السورية المطلة على البحر المتوسط، وتقود الولايات المتحدة وتركيا تلك التحركات، حيث يعتبر البلدين هما الأكثر تضرراً من التدخل الروسي في سورية.   
وعكست تصريحات رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، التي أطلقها أمس عشية المناورات "الأطلسي" التي انطلقت اليوم، مدى القلق الغربي من تلك التحركات الروسية، وقال إن بلاده تخشي من موجة جديدة من اللاجئين، بسبب معارك حلب بين قوات النظام السوري المدعومة بغطاء جوي روسي من جهة ومقاتلي المعارضة من جهة أخرى، فيما أكدت واشنطن أن التحالف الدولي هو الذي قتل 3 قياديين في جماعة "خراسان" بغارة ضربت ريف حلب الخميس.
مع تقدم الأسد في
الحلف الأطلسي بدا وكانه يحاول استعراض قوته، حيث يشارك في مناورات الحلف 36 ألف جندي و230 وحدة عسكرية و140 طائرة وأكثر من 60 سفينة على مدى خمسة أسابيع، ويريد الحلف وشركاؤه أن يُظهروا قدرتهم على التحرك في عالم أكثر قتامة وخطورة، كما قال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون.
كما أظهرت العديد من التقارير أنه من المقرر أن يصل بعض كبار المسئولين في التحالف إلى قاعدة جوية في جنوب إيطاليا لحضور استعراض بالطائرات وطائرات مروحية، في ظل تساؤلات عن كيفية التعامل مع خطر روسي لم يعد يقتصر على الجناح الشرقي للحلف، في إشارة أوكرانيا.
ولتخفيف حدة الخطوة من قبل الحلف الأطلسي، وحتى لا تبدو المسألة أنها تستهدف الروس بتلك المناورات، وجه الحلف الدعوة إلى روسيا للمشاركة في التدريبات كمراقب، علماً أنها أجرت تدريبات شارك فيها أكثر من 45 ألف جندي هذه السنة، كما نفّذت مناورات في البحر المتوسط قبل بدء ضرباتها الجوية في سورية.
مع تقدم الأسد في
ويتركّز جزء كبير من جهود الحلف الأطلسي على تأكيد قدرته على ردع روسيا، في وقت يشكّل انهيار ليبيا وصعود "داعش" والحرب الأهلية في سورية وفشل الاتحاد الأوروبي في تحقيق الاستقرار في جنوبه، مشكلات للحلف ولتركيا وهي أحد أعضائه ولها حدود مشتركة مع سورية والعراق. ويختبر التدخُّل الروسي في سورية قدرة "الناتو" على ردع موسكو من دون السعي إلى مواجهة مباشرة.
من جانبه، قال الجنرال فيليب بريدلاف، أكبر قائد في حلف شمال الأطلسي عن المناورات واختبار قوة انتشار سريع جديدة "يبعث هذا برسالة واضحة للغاية لأي معتد محتمل"، وفي إشارة إلى أن المناورات تستهدف روسيا وحمايتها من الروس، قال قبل أن يرتدي ملابس الطيران للإشراف على انطلاق عشرات الطائرات المقاتلة وطائرات الهليكوبتر المموهة "أي محاولة لانتهاك سيادة واحدة من الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي ستؤدي إلى اشتباك عسكري حاسم من جانب كل دول الحلف."
ومن منطقة البلطيق يوجد لروسيا قاعدة بحرية في "كالينينغراد" من خلال البحر الأسود ومنطقة القرم التي ضمتها وحتى تدخل موسكو في سوريا نشرت روسيا صواريخ مضادة للطائرات ومضادة للسفن قادرة على تغطية مناطق كبيرة، فيما قال ألسكندر فيرشبو نائب الأمين العام لحلف الأطلسي للصحفيين نشعر بقلق بالغ بشأن الحشد العسكري الروسي، وقال "التركيز المتزايد للقوات في كالينينغراد والبحر الأسود والآن في شرق البحر المتوسط يمثل بالفعل بعض التحديات الإضافية."
مع تقدم الأسد في
كان الطيران الروسي ركّز غاراته في الأيام الأخيرة على جنوب حلب لدعم قوات النظام السوري و "حزب الله" وعناصر إيرانية للتقدُّم في شمال سورية قرب تركيا، وأعلن "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أمس أن "المعارك مستمرة في ريف حلب الجنوبي وسط تقدُّم لقوات النظام في المنطقة، وأنباء عن سيطرته على مناطق جديدة في الريف ذاته". ودعت "غرفة عمليات فتح حلب" التي تضم كبرى فصائل المعارضة الى النفير العام للدفاع عن حلب، وكان عدد من فصائل المعارضة بينها "السلطان مراد" بث صوراً لتدمير دبابات وآليات لقوات النظام في ريفها.

شارك