زيارة الأسد لموسكو.. هل تُسفر عن مزيد من الدعم الروسي في مواجهة "داعش" والمعارضة المسلحة؟

الأربعاء 21/أكتوبر/2015 - 01:08 م
طباعة زيارة الأسد لموسكو..
 
 في زيارة تعد الأولى له بعد قيام الثورة السورية وعقب أيام من قيام موسكو بشن غارات جوية ضد المعارضين له والجماعات الإرهابية المسلحة، وعلى رأسها تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام" المعروف بـ "داعش" و"جبهة النصرة" كشف ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين أن رئيس النظام السوري بشار الأسد زار موسكو أمس الثلاثاء 20-10-2015م في زيارة عمل والتقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث ناقشا الحملة العسكرية المشتركة في سوريا، وأعرب بوتين، خلال اللقاء عن استعداده للمساعدة في العمليتين العسكرية والسياسية في سوريا، وأنه سيتواصل عن كثب مع قوى عالمية بشأن حل سلمي في سوريا.
زيارة الأسد لموسكو..
الرئيس السوري بشار الأسد أكد على موقع الرئاسة السورية على "تويتر" أن "أي عمل عسكري يفترض أن تليه خطوات سياسية أن التدخل العسكري الروسي في بلاده حال دون استمرار توسع نطاق "الإرهاب". وأن الشعب السوري بأكمله يريد المشاركة في تقرير مستقبل البلاد"، حديث الأسد بعد أول زيارة له إلى الخارج منذ بدء النزاع في سوريا في 2011م وعدم توضيح الروس ما إذا كان لا يزال في موسكو، أم أنه عاد إلى دمشق يُكسب الزيارة مزيدًا من الغموض حول أهدافها والتي قد تزيد الدعم الروسي حال دون حدوث سيناريو مأساوي في سوريا. 
 ووصف محمد النعيمي مدير الرابطة السورية لحقوق اللاجئين الزيارة بأنها صورة الرمق الأخير، وتندرج ضمن إطار تحرك السياسة الروسية في العديد من العواصم للبحث عن الخلاص الروسي من واقعة التدخل في سوريا والذي دخل أسبوعه الرابع، وقد رأينا دينمو السياسة الخارجية الروسية بوغدانوف يتنقل في عواصم الشرق، باحثًا عن نفس الغرض حيث التقى العديد من رجالات المعارضة السورية التي طلبت عدم إعلان لقاءاتها مع بوغدانوف خوفًا من الغضب الشعبي الموالي للثورة، ولم يسمح بإعلان اللقاء إلا الشيخ أحمد الجربا رئيس الائتلاف السابق والمقرب من القصر الملكي السعودي؛ حيث التقى الجربا بوغدانوف في القاهرة بعد رفضه دعوة إلى موسكو. 
زيارة الأسد لموسكو..
 وتابع أن زيارة الأسد إلى موسكو هي استدعاء والي أو محافظ أكثر منها دعوة لرئيس دولة؛ خاصة وإن علمنا أنها الزيارة الأولى للأسد خارج سوريا منذ اندلاع الثورة في مارس 2011 ولا شك أن الأسد طوال السنوات الماضية يسعى لأن يظهر على أنه مسيطر وناجح من خلال القتل الممنهج، وأنه تلميذ نجيب في التدمير والتشريد وتخريب البلد، ويعمل في هذا السياق على ظهور إعلامي هنا أو هناك، مع بعض الزيارات الخاطفة لبعض المواقع كان معظمها ضمن دائرة العاصمة دمشق لتأكيد أنه موجود ولم "أمُت"، ولكن في كل محاولة تكون النتائج كارثية عليه وعلى أنصاره، وتسهم أكثر في زعزعة الاستقرار المتهاوي داخل أركان نظامه وبقايا حاضنته المنخورة. 
 وأشار إلى أن التقاط صورة للأسد أمس مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وعرضها على الإعلام، ما هو إلا استخدام ورقة جديدة من اللاعب الروسي، ليؤكد أنه يعمل بشكل مدروس ومخطط على الحل. وقد تكون في أفضل الأحوال صورة للرمق الأخير للأسد وللضربات الروسية التي أرادت منها حسماً سريعاً للمعركة في سوريا، إذ بها تطول وتتوسع أكثر، وبات طريق الارتداد عليها قصيراً جداً؛ فموسكو التي راهنت وتراهن دائمًا على حصان أعرج، إن كان في أفغانستان إلى صربيا فأوكرانيا، واليوم الأسد في سوريا، لن تنجح في تحقيق أي نصر أو إنجاز، فهيكل الأسد الذي ظهر بالأمس في موسكو، لن يكون قادرًا على إدارة ملف زيارته حتى التي تمت وانتهت بسرية، ولم نشهد إلا صوراً مبعثرة هنا وهناك، لتكون "زيارة الموت" والصور هي للتذكار أن النهاية الفعلية دنت من وقتها.
زيارة الأسد لموسكو..
رفعت البدوي عضو اللقاء الوطني والباحث في الشئون الإقليمية أكد على أنّ زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى موسكو كانت مقرّرة مسبقاً تلبية لدعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأنّه وبعدما اطمأن الرئيس الأسد إلى الوضع الداخلي وانقلاب الصورة تدريجياً لصالح النظام تمّ التوافق على هذه الزيارة التي جاءت عشية الثلاثاء وانتهت بعد منتصف الليلة، وعاد الرئيس مباشرة بعدها إلى دمشق، وأنّ التباحث تمّ بين الطرفين بالأمور التي تفيد في دعم سوريا جيشاً ومؤسسات ونظاماً في مواجهة هذا الإرهاب الذي يهدّد كلّ العالم أولاً، كما تمّ التأكيد على وجوب المحافظة على سوريا ووحدة أراضيها ومؤسساتها ووحدة الجيش ووحدة القرار فيها.
ورأى أنّ تلبية الأسد لدعوة بوتين لها دلالات كثيرة على المنطقة، أولها أنّ من يراهن على رحيل الرئيس الأسد أو إسقاط منظومته أو إسقاط الدولة السورية بات خائباً، مشيراً إلى أنّ هذه الزيارة إن دلّت على شيء، فعلى أنّ الدعم العسكري الروسي لسوريا مستمرّ وسيزداد في المرحلة المقبلة، وعلى أنّ الرئيس الأسد لا بد أن يكون من خلال الحل السياسي القادم الذي تبحث عنه روسيا مع الدول المؤثرة في العالم، وأن الرئيس بشار الأسد سيكون هو الورقة الرابحة في أيّ حلّ سياسي، وهو ما يشكّل دحضًا لكل أحلام من يقول إن عليه الرحيل ورداً على كل التصريحات التي تكال من هنا أو هناك، سواء من الغرب أو من الدول الخليجية، حول أنّ الأسد لن يكون جزءاً من الحلّ، وهناك اليوم تثبيت لمعادلة أن الأسد سيكون جزءاً رابحاً وجزءاً كبيراً يتكل الحل عليه، كما أنّ تصريح الرئيس الروسي بأن من يقرر هو الشعب السوري له دلالات كبيرة. 
وأشار البدوي إلى أنّ اللقاء بين الأسد وبوتين بحث أيضًا في إنشاء قواعد عسكرية جديدة وقواعد جوية ولوجستية جديدة إضافة إلى قاعدة طرطوس وهذا إن دلّ على شيء فهو أنّ روسيا تولي سوريا اهتماماً بالغ الشدة، وتعتبر أن أمن سوريا من أمن موسكو، كما تم الاتفاق أيضًا على عدة خطوات ستظهر في المستقبل القريب حول مدى التعاون الوثيق بين البلدين إن كان لجهة الدعم العسكري وزيادته، أو كما وعد بوتين بالبحث مع الدول الكبرى عن حل سياسي، وقال: "في نهاية المطاف سيكون الرئيس بشار الأسد هو الكاسب الأكبر وهو المقرر الأكبر وسيكون اللاعب الأبرز بالحلّ".
 مما سبق نستطيع أن نؤكد أن موسكو بدأت بالفعل في تقديم دعم لا محدود للأسد، وأن الزيارة ما هي إلا تجسيد لهذا الدعم الذي قد يُسفر في النهاية عن مزيد من الخسائر في المعارضة السورية المسلحة وتنظيم داعش وقاعدة الجهاد في سوريا. 

شارك