تقرير بريطاني: العراق بلا مسيحيين خلال خمس سنوات

الأربعاء 21/أكتوبر/2015 - 03:32 م
طباعة تقرير بريطاني: العراق
 
إن هجرة المسيحيين من بلدهم العراق هجرة للثقافة والفن والإبداع والنزاهة والإخلاص والنقاء والاستقامة والصدق؛ كونهم بناة الثقافة والعلم والمدنية في العراق. وعليه يجب تضافر الجهود للحيلولة دون إفراغ العراق من المسيحيين والذي يعود بالضرر إلى العراقيين كافة.. إن لغة الأرقام تقول: إن الأحداث الحالية وتعصب التيارات الإسلامية المتطرفة تجاه المسيحيين تقودان إلى جعل العراق خاليًا من المسيحيين بالمرة، وفي تقرير بريطاني نشر ترجمته موقع أبونا للإعلام الكاثوليكي بالأردن أكد فيه "أن العراق قد يخلو من المسيحيين بعد 5 سنوات". وهو الأمر الذي سبق وأشارت إليه التقارير السابقة الصادرة من المراكز الكنسية، منها تقرير منظمة عون الكنيسة المتألمة وجاء فيه: 
"المتتبع لأوضاع المسيحيين العراقيين كان يتوقع خلو البلد منهم في يوم ما، فالمسيحيون في عد تنازلي منذ فقد العراق المسيحي هويته المسيحية بعد دخول الإسلام إليه، وتحول العراق من مسيحي إلى مسلم، بفعل تسليط السيف على رقاب أهله وقتلهم وصلب تلك الهوية. ومنذ ذلك الزمن والمسيحيون يصلبون. في مذبحة الآشوريين التي نفذها الجيش العراقي عام 1933 بقضاء سميل قرب دهوك قتل ما بين 4000 إلى 8000 مسيحي، فيما توجه الآلاف منهم إلى الغرب، وفي حرب الخليج الأولى قتل أكثر من 6000 مسيحي في محافظة نينوي وحدها، وذلك في حرب طائفية لم يكن لهم فيها ناقة ولا جمل؛ ما دفع بالآلاف من شبابهم للهجرة إلى الخارج، والأنكى من ذلك أنهم تعرضوا إلى التعريب وأرغموا على تصحيح قوميتهم، كما تم منع تسجيل الأراضي والدور بأسمائهم. وفوق هذا كان عدد المسيحيين يقترب من المليونين قبل سقوط النظام السابق.
وبعد عام 2003 راح الإرهاب يحصد أرواحهم ويدمر كنائسهم ويذبح شبابهم ورجال دينهم، إلى درجة أن أعدادهم الآن هي بين 400 ألف و500 ألف نسمة، منهم 130 ألف في العراق والبقية في الأردن ولبنان وتركيا بانتظار الرحيل. ولقد قتل منهم أكثر من 1000 مسيحي قبل احتلال داعش للموصل، وجراء الإرهاب الأسود حصلت موجتا نزوح لمسيحيي الموصل إلى كردستان في العقد الأول من هذا القرن. وبعد يونيو 2014 كانت الموصل والمدن المسيحية الكبيرة في سهل نينوي: بغديدا، تلكيف، برطلة، باطنايا، وكرمليس أخليت بالمرة من المسيحيين الذين كانت كردستان محطتهم الأولى، ومنها بدءوا بالانتقال إلى العالم المسيحي.
الهجرة إلى الخارج تجري بوتائر سريعة بالرغم من استقبال كردستان الحار لهم، وعليه فإن تنبؤ التقرير البريطاني بحلول يوم يكون فيه العراق بلا مسيحيين، صائب. ويتحمل الغرب ظاهرة إفراغ العراق من المسيحيين؛ بسبب معارضته لقيام الدولة الكردستانية؛ ما يجعل وضع المسيحيين في كردستان قلقاً أيضاً. وبدون حصول كردستان على الاستقلال فإن الأقليات الدينية كافة ستكون عرضة للفناء والزوال، بل وحتى الشعب الكردي أيضاً.
إلى متى يبقى الغرب متفرجاً على نزوح المسيحيين من بلدهم؟ كما ويتحمل حكام العراق جزءًا كبيرًا من المسئولية أيضًا لعدم اهتمامهم بالمسيحيين واتخاذهم موقف المتفرج من الهجرة المسيحية.

شارك