بين رفض البرلمان وتعنت الإخوان.. الجماعات الإرهابية تتنامى في ليبيا

الخميس 22/أكتوبر/2015 - 05:00 م
طباعة بين رفض البرلمان
 
بعدما قرر مجلس النواب الليبي المعترف به دوليًّا حل لجنة الحوار الخاصة به، أكدت مصادر أن أطراف الحوار الليبي ستصل إلى مدينة الصخيرات المغربية الرباط الثلاثاء المقبل، وستجتمع الأربعاء، وأن مجلس النواب سيختار فريق الحوار الذي سيمثله في جلسة الاثنين المقبل، بعد أن قرر تغيير فريق الحوار السابق.
بين رفض البرلمان
وكان المبعوث الأممي برناردينو ليون أكد، أمس الأربعاء 21 أكتوبر 2015، أنه سيعقد اجتماعًا خلال الأيام المقبلة للاستماع إلى مقترحات وأفكار الليبيين، مشيرًا إلى أن هناك دعمًا غير مسبوق من المجتمع الدولي لعملية السلام في ليبيا، كما لفت إلى أنه لا بديل عن مواصلة المفاوضات بين الأطراف المختلفة في ليبيا.
ورفض مجلس النواب المعترف به دوليًّا، تشكيلة مجلس رئاسة حكومة الوفاق كما طرحها المبعوث الأممي برناردينو ليون قبل أسبوعين في مدينة الصخيرات المغربية.
وقال النائب عيسى العريبي: إن المجلس رفض المقترح، مشيرًا إلى أن النواب طالبوا بالعودة إلى المسودة الرابعة من الاتفاق، التي وقعت عليها أطراف الحوار بالأحرف الأولى.
بدوره، أكد عضو البرلمان، طارق الجروشي، أن البرلمان "رفض مقترحات ليون حول تولي بعض الشخصيات مناصب في الحكومة"، وشدد على "أن اختيار الوزراء من صلاحية رئيس الحكومة فقط.
وكشف أن المجلس أقر حل لجنة الحوار التي كانت تشارك في جلسات الحوار بمدينة الصخيرات المغربية، مضيفًا أن البرلمان سيواصل المشاركة في المشاورات المقبلة بعد تشكيل وفد جديد. 
وكان رئيس المؤتمر الوطني المنتهية ولايته، نوري بوسهمين، أبلغ المبعوث الأممي برناردينو ليون أن المؤتمر اعترض على تسمية المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق بما فيهم المرشح من قبل 25 عضوًا من المؤتمر، في إشارة إلى أحمد معيتيق الذي سمي نائبًا أولاً لرئيس حكومة الوفاق.
وطالب بوسهمين المبعوث الأممي، في رسالة له، أن تكون الترتيبات الأمنية مع اللواء عبدالسلام جاد الله العبيدي رئيس الأركان التابع للمؤتمر الوطني، مطالبًا بضمان «حماية الثوار المنضوين تحت الشرعية.
وأكد بوسهمين في رسالته أن أعضاء المؤتمر غير متمسكين بالبقاء في الحوار إذا استمر دعم بعثة الأمم المتحدة لمجلس النواب، على حد قوله.
ويتهم البرلمان الليبي، البعثة الأممية، بالانحياز للمؤتمر الوطني المنتهية ولايته والمحسوب على جماعة الإخوان المسلمين، معتبرين أن ليون ينفذ أجندة خارجية.
في سياق مواز، يتحرك الدبلوماسيون الأوروبيون حاليًا لتجاوز الأزمة التي تواجه المؤسسات الاتحادية بعد إخفاق ليون في تمرير خطته لاحتواء الأزمة في ليبيا.
ويرى دبلوماسيون أن المأزق الأوروبي يعود لكون الاتحاد لم يقم بإعداد أية خطة في حال فشل ليون وهو ما يحتاجه الجميع حاليًّا، وأن ليون يعمل في الأيام الأخيرة من مهمته على السعي مجددًا لجر طرفي الأزمة للتوقيع على الاتفاق الذي صاغه، ولكن الأمر يعتبر أكثر من مستبعَد بعد توجه البرلمان في طبرق بتغيير فريقه في الحوار نفسه.
بين رفض البرلمان
وتدفع بعض الأطراف الأوروبية إلى الإسراع في تكليف الألماني مارتين كوبلر خلافة ليون، وترى أنه يتمتع بقدرات أفضل ويتحدث اللغة العربية بطلاقة وعلى دراية بشئون النزاعات المحلية التي أدارها في إفريقيا عدة سنوات، كما أن انتماءه إلى دولة من دول الشمال الأوروبي لا علاقة لها بشئون المتوسط يسمح له بهامش تحرك أفضل.
وكشف وزير خارجية إيطاليا باولو جنتليوني، أمام لجنة الدفاع بالبرلمان الإيطالي في روما، أن برناردينو ليون يسعى إلى استكمال مهمته في ليبيا كمسعى أخير لتجاوز الفشل، مضيفًا أن أحد أسباب إخفاق مهمة ليون هو تعرض أعضاء فريق الحوار في ليبيا إلى ضغوط شخصية وتهديدات عسكرية أيضًا لرفض الاتفاق. ولكن جنتيلوني أقرَّ بأن الاتفاق الوحيد الذي يمكنه الصمود لا بد أن يتضمن ضمانات أمنية قابلة للتحقق منها.
ويتجاهل الاتحاد الأوروبي، مطالب البرلمان الليبي، برفض الأسماء المقترحة تمامًا، حيث أجرت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، فيدريكا موجيريني اتصالاً هاتفيًّا، الخميس، بفائز السراج، المرشح من قبل المبعوث الأممي برناردينو ليون لتولي مهام رئيس حكومة الوفاق المقبلة، إذ أبلغته استعداد الاتحاد الأوروبي لتقديم كل الدعم للحكومة الليبية الجديدة فور تشكيلها.
وتأمل موجيريني بهذه الخطوة التأكيد على أن خيار الاتحاد الأوروبي يظل ملتصقًا بخطة ليون رغم تعثرها، وأنه لا بديل عن خطة المبعوث الدولي للخروج من الأزمة الليبية، كما أن اتصالها بالسراج يتزامن مع انتهاء ولاية مجلس النواب، مما يمثل رسالة أوروبية واضحة.
بين رفض البرلمان
من جانبه قال المرشح لرئاسة حكومة الوفاق الوطني فائز السراج، في أول تصريح له، إنه يتطلع لأن تكون حكومة الوفاق حكومة تجسِّد هذا المعنى قولاً وفعلاً.
وأضاف السراج: التحديات كبيرة ولكن ليبيا أكبر ولن ننجح في هذه المهمة إلا بجهود كل الليبيين وإرادتهم الحقيقية في بناء بلد معافى، يسوده الأمان والسلام ينعم مواطنوه بالعيش الكريم.
وأكد السراج أن ليبيا في مفترق طرق ولن ينقذها سوى أبنائها. هذه دعوة لكل ليبي وليبية أن نوجه الجهد نحو ليبيا وليبيا فقط، فقد آن الأوان لنصنع مستقبلنا ونكسر هذه الحلقات الدامية، فما يصعب اليوم قد يصبح غدًا مستحيلاً، ليبيا بكم ولكم.
من جانبه اعتبر المبعوث الأممي إلى ليبيا برناردينو ليون، أن موقف مجلس النواب من الاتفاق السياسي "مرتبك وغير واضح"، مضيفا: "للأسف كافة هذه المجموعات أو الأشخاص الذين يعارضون الحل السياسي لم يتمكنوا من طرح أي بديل، إذاً فهي رسالة سلبية فحسب، مجرد لا، ولكنهم لا يستطيعون إخبار الليبيين بما يمكن فعله لتحسين أوضاعهم".
ورفض ليون اعتبار ما نتج عن الصخيرات املاءات دولية قائلا: "ليس المجتمع الدولي أو الأمم المتحدة هم من يقدمون الحل لليبيين، إذا كانت هذه الحالة حقيقية، إذاً لكان باستطاعة المجتمع الدولي خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع أن يطرح نصاً، مقترحاً يقبله الليبيون، ولكن هذا ليس هو الحال، لقد كانت هذه عملية استغرقت أكثر من عام، لماذا؟ لأنه كما تعرفون جيداً كنا نحاول جاهدين أن نجمع كافة الليبيين الذين يمثلون الأطياف السياسية والأقاليم المختلفة حول الطاولة. ونحن نعتقد أن هذا هو أهم رصيد للحوار".
ويعود الحوار مجددًا إلى مربع مظلم، وقد يعود إلى منطقة الصفر، في ظل تعنت الطرفيين بالموافقة على المسودة، فبين رفض البرلمان الليبي، وكذلك تعنت المؤتمر الوطني "الإخوان"، سيخدم مصالح الجماعات المسلحة ويجعلها تتنامى يومًا عن الآخر في كافة المناطق الليبية.

شارك