خلفية أختر "البراجماتية" تُحفز الأمريكان على دعوته للتفاوض
السبت 24/أكتوبر/2015 - 08:51 م
طباعة
بعد نحو ثلاثة أشهر من إعلان حركة "طالبان" الأفغانية، وفاة زعيمها الملا عمر، وتولي الملا أختر منصور، زعامة الحركة خلفاً له، وتحدث مراقبون عن احتمالية بدء خوض الحركة مرحلة جديدة من التفاوض مع الحكومة الأفغانية المدعومة بقوة من واشنطن، خاصة أن تقارير قالت إن سياسة أختر داعمة للتفاوض وراغبة في إنهاء حالة الصراع في البلاد، كون أختر "براجماتي" يسعى للوصول إلى اتفاق مع الحكومة الأفغانية يضمن له وللحركة الاستمرار في المشهد وحكم البلاد.
وشن "أختر" سلسلة هجمات دموية منذ توليه الحركة، وكانت تستهدف تلك التحركات تحقيق عدة مكاسب، بينها التأكيد على زعامته للحركة وقدرته على شن هجمات قوية، وهو الأمر الذي يعزز فرصه في التفاوض مع الحكومة من جهة، وإثبات لخصومه بها أنه قادر على القيادة جهة أخرى.
كانت الحركة تعرضت إلى أعنف هزة داخلية في أعقاب تنصيب "أختر"، بعدما اعتبر خصومه توليه بهذه الطريقة غير شرعي، ولم يتم أخذ رأي أهل الحل والعقد في تنصيبه، إلى جانب تصاعد نفوذ "داعش أفغانستان"، وهو الأمر الذي رجح فيه خبراء أن يعقبه تفكك داخلي للحركة.
الرئيس الأمريكي، باراك أوباما ورئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف، حاولا استغلال القيادة الجديدة للحركة، والتي يعلم الكثير كما أوضحنا أنها تؤيد عمليات التفاوض، حيث دعوا حركة "طالبان الأفغانية" إلى استئناف مفاوضات السلام مع كابول، والتوصل إلى تسوية سلمية دائمة.
رئيس الوزراء الباكستاني محمد نواز شريف، أعرب استعداد بلاده للمساعدة في إحياء محادثات السلام المتوقفة بين الحكومة الأفغانية وحركة "طالبان"، قائلا إنه تحدث مع الرئيس الأفغاني محمد أشرف عبد الغني بهذا الشأن، وقد نقلت وكالة أنباء "كاما" الأفغانية عن نواز قوله: " لكنني لا أستطيع جلب طالبان إلى محادثات سلام، ويطلب منى في نفس الوقت قتلهم".
وأحجم نواز شريف عن الخوض في أي تفاصيل، غير أن تصريحاته جاءت بعد أن طلبت كابول من إسلام آباد بدء حملة قمعية ضد حركة طالبان الأفغانية والجماعات الإرهابية الأخرى التي تشن هجمات في أفغانستان انطلاقا من مراكزها داخل باكستان.
ميدانياً، استهدف انفجار موكب للشيعة في بلدة يعقوب آباد في إقليم السند، ما أسفر عن سقوط 16 قتيلاً على الأقل وعشرات الجرحى، وأكد بيان للبيت الأبيض أن أوباما وشريف جددا تأكيد تصميهما على نشر السلام والاستقرار في المنطقة، والتصدي لكل أشكال التطرف والإرهاب.
وتعتبر واشنطن أن باكستان إحدى القوى القليلة المؤثرة على الحركة المتطرفة، وتعتقد بأن الزعيم الجديد لـ"طالبان" اختر منصور يرتبط بعلاقات وثيقة مع إسلام آباد، لكن مسؤولين في واشنطن يعتقدون بأن باكستان لم تبذل جهداً كافياً لإقناع الحركة بنبذ العنف.
ويرغب البيت الأبيض في إعادة "طالبان" إلى طاولة المفاوضات التي جمّدت بعد جولة تمهيدية إثر إعلان الاستخبارات الأفغانية مقتل زعيم الحركة الملا محمد عمر قبل عامين، فيما تصاعدت هجمات الحركة التي سيطرت لفترة وجيزة هذا الشهر على مدينة قندوز شمال أفغانستان، ما دفع كابول إلى اتهام إسلام آباد بإيواء مسلحي الحركة والسماح لهم بشنهم هجمات في أفغانستان والعودة إلى أراضيها، ووصف شريف تجمّد المفاوضات بين كابول و"طالبان" بأنها انتكاسة سيستغرق التغلب عليها وقتاً، لكننا سنحاول مجدداً.
في السياق، استعادت قوات الأمن الأفغانية السيطرة على منطقة "غورماج" في ولاية فارياب، بعد سيطرة حركة "طالبان" عليها لعدة أيام، وقال بارياليا باشاريار، نائب قائد شرطة ولاية فارياب، اليوم السبت، إن القوات الحكومية رفعت العلم الأفغاني على مقر قيادة المنطقة بعد هجوم جوي وبري منذ ثلاثة أيام.
وأكد باشاريار أيضا مقتل قائد شرطة منطقة غورماتش عبد المجيد ومعه 12 جنديا من قوات الشرطة، على يد حركة طالبان، بعد أن تم القبض عليهم الأسبوع الماضي، بعدما شن مقاتلو الحركة هجوما مباغتا على المنطقة وتمكنوا من السيطرة عليها في 18 أكتوبر الجاري.