وقالت المصادر التركية: إن أحد المتسللين أجنبي الجنسية ودخل البلاد في الآونة الأخيرة، أما الثلاثة الباقون فأعضاء في مجموعة Dokumacılar الإرهابية التي شكلها مصطفى دوقوماجي، الذي نشط عبرها في تجنيد عناصر للتنظيم المتطرف بمحافظة "أديامان" في الجنوب الشرقي التركي بشكل خاص والمنظمة، موالية للتنظيم "الداعشي" ومتهمة بتفجير وقتل 4 أشخاص بمحافظة ديار بكر في أوائل يونيو 2015م، وبهجوم انتحاري آخر قتل في 20 يوليو 2015م 32 شخصاً في مدينة "سوروج" بمحافظة "أورفة" التركية.

كما في المعلومات الأولية عن الأربعة، أنهم "يخططون لخطف طائرة أو سفينة، وربما القيام بهجوم يستهدف حشداً من الناس في مناسبة ما، وأن أحد الأربعة هو يونس عمر ألاجوز المعروف كواحد ممن نفذوا هجوم 10 أكتوبر الدموي الأخير في أنقرة، إضافة إلى أخيه الشيخ عبدالرحمن، المعد لهجوم مدينة "سوروج" والاثنان هما أيضاً من مجموعة "دوقوماجيلر" الإرهابية، وأن الوثائق الشخصية التي استخدمها الأربعة للتسلل مزورة.. 

وبأن أحدهم، هو Ömer Deniz D مولود في 1993 بمحافظة "أديامان" دخل باسم Emre Kaya المزور، بينما انتحل زميله Savaş Y المولود في 1983 بمدينة "أضنة" في جنوب الأناضول، اسم Hamza Tonbak للتسلل إلى داخل تركيا. أما الثالث Muhammet Zana A فولد قبل 20 سنة في "أديامان" وتسلل باسم Murat Özalp المزور أيضاً، فيما دخلت Walentina S وهي العنصر الأجنبي الوحيد، والتي ولدت في 1995 بكازاخستان، باسم Yıldız Bozkurt .

تواجد خلايا داعش وانتشارها في تركيا كشفت عنه مجلة (آكسيون) التركية، قائلة: "إن تنظيم داعش الإرهابي الذي أهملت حكومة العدالة والتنمية ملاحقته أسس خلايا نائمة في كثير من مدن تركيا، وأن التنظيم يدرب حاليًا مجموعة من الانتحاريين الجدد من الخلايا النائمة التي أسسها هناك، إضافة إلى قيامه بتقسيم تركيا إلى 20 منطقة لتدريب الجهاديين والجهاديات من خلال تلك الخلايا، وأنه بذلك يبدو أن داعش، الذي بدأ يشعر بالضيق في كل من سوريا والعراق، أصبح يعمل على نشر خلاياه النائمة في دول أخرى، وقد تكون تركيا على رأس هذه الدول؛ حيث إنها لم تعد مجرد طريق العبور لعناصر داعش إلى سوريا والعراق، فكثير منهم أصبح يقيم في تركيا ليخضع للتدريبات". 

 فيما حذّرت رئاسة شعبة المخابرات التابعة لمديرية الأمن العامة التركية في تقرير أرسلته لجميع المديريات التابعة لها في المدن المختلفة من وجود 4 آلاف و300 إرهابي تابعين لتنظيم داعش في تركيا وصفتهم بالخلايا النائمة، لافتة إلى أن 200 منهم بدءوا في الاستعداد لتنفيذ عمليات إرهابية، أما الآخرون فأدرجهم التقرير في إطار خلايا داعش النائمة، وأن التنظيم يمنح الخلايا النائمة رواتب، وأنهم يتلقون تدريبات قتالية وتنظيمية في تركيا.

ومما يؤكد على أن تركيا تحتضن داعش، وأن اكتشاف هذه الخلايا ما هو إلا حصاد ما تفعله من دعمها للإرهاب ما كشفت عنه النائبة العراقية عالية نصيف، الخميس، بوجود أدلة تثبت دعم تركيا لتنظيم "داعش" بشكل سري وعلني، وأن هذه الحقائق يجب ألا نقف أمامها موقف المتفرج دون اتخاذ إجراءات عقابية على الصعد الحكومية والدبلوماسية والتجارية، وأن حجم الاستثمارات التركية في العراق يتجاوز ١٧ مليار دولار، أي أنها تأكل من خيراتنا وتطعننا في ظهرنا من خلال دعمها للإرهاب الذي يسفك دماء أبنائنا، وأنه لو حصل مثل هذا الأمر مع أية دولة أخرى لقطعت علاقاتها مع مثل هكذا جارة فوراً دون تردد، وأن الحرب التي نخوضها ضد قوى الشر والإرهاب، والتضحيات التي نقدمها يومياً ثمنها باهظ جدًّا.. إننا لن نجامل تركيا ولا أية دولة على حساب أمننا واستقرارنا، ويجب عدم التعامل مع أية شركة تركية ومحاسبة ومعاقبة أي وزير يتعاقد مع شركة تركية.

واعتبر نبيل زكي، القيادي بحزب التجمع تركيا داعمًا لتنظيم داعش، وأنها تمول التنظيم بالأسلحة والأموال ومعالجة جرحاهم في مستشفياتها، وأن مشاركتها في كل العمليات الإرهابية في العالم العربي بشكل غير مباشر خصوصاً العمليات الإرهابية التي تحدث في مصر، وأن تركيا لا تستطيع خداع العالم بكلامها المعسول ومشاركتها غير الحقيقية في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي فكل هذا الكلام أكاذيب".

 مما سبق نستطيع أن نؤكد على أن تركيا تذوق من نفس الكأس الذي سبق وتجرعه الآخريين من إرهاب وقتل بسبب سياساتها الداعمة للإرهاب وداعش، وعلى الرغم من ذلك لا زالت تدعم وجود هذه الخلايا حتى أصبحت معمل التفريخ الذي لا ينضب من الإرهاب.