الانسحابات تفكك جيش الفتح لصالح الأسد

الأحد 25/أكتوبر/2015 - 03:32 م
طباعة الانسحابات تفكك جيش
 
يعد جيش الفتح من أقوى التجمعات السورية المسلحة المعارضة لبشار الأسد، والتي حققت عدة انتصارات عليه في الآونة الأخيرة السابقة للتدخل الروسي، ولكن الآن وبعد ضربات موسكو ضده بدأت تنتشر موجة من الدعوات منه ترجمها "لواء جند الأقصى" بالانسحاب من جيش الفتح؛ بسبب قيام بعض فصائل "جيش الفتح" بالتوقيع على بيانات تتصادم مع الشريعة الإسلامية، مثل بيان دي ميستورا، بالإضافة إلى ترحيبهم بالتدخل التركي، وخطاباتهم الانهزامية.
الانسحابات تفكك جيش
وأشار إلى أن من أسباب الانسحاب أيضًا، الضغط عليهم من قبل "أحرار الشام" بضرورة قتال تنظيم الدولة، وأنه للمرة الأولى منذ تأسيسه قبل عامين يعلن موقفه الكامل من تنظيم الدولة، بأن خلافته غير منعقدة، ولا تصح وقال: "نبرأ إلى الله مما وقعت فيه جماعة الدولة من تكفير للمسلمين، واستباحة دمائهم بغير حق، وتسفيههم لعلماء الأمة، ونعتبر ما أحدثوه غلوًّا وظلمًا، وعدوانًا وشقًّا للصف".واشترط لعودته إلى "جيش الفتح" أن "يتم إصدار ميثاق شرعي معتمد من قبل العلماء، وملزم لكافة فصائل جيش الفتح وبيان آخر يوجب قتال الأمريكان، والروس، ومن يناصرهم، وأن تصدر جميع فصائل الجيش بيانات توضح فيها مواقفها من المشاريع المضادة لتحكيم الشريعة
الانسحابات تفكك جيش
حركة أحرار الشام الإسلامية أحد أقوى الفصائل المكونة لجيش الفتح انتقد قرار "لواء جند الأقصى" بالانسحاب من جيش الفتح، حيث عبر اثنان من قادة الحركة عن استيائهما من قرار اللواء الذي جاء بعد أيام من إصدار جيش الفتح بيان انطلاق معركة تحرير حماة، وحمل تهديداً لتنظيم الدولة بالمواجهة في حال تعرضه لقوات "الفتح" في ريف حماة.
 واعتبر أبو محمد الصادق الشرعي العام لحركة أحرار الشام أن قرار قيادة لواء جند الأقصى الانسحاب من جيش الفتح يعد "تخاذلاً عن نصرة المسلمين"، وأن بيانها جاء "مليئاً بالتناقضات والمغالطات"، وأن زعم جند الأقصى أن فصائل من جيش الفتح وقعت على بيان ديمستورا، "كذب صريح" لم يحدث، بل على العكس، فإن كل الفصائل وقَّعت على رفض المبادرة، وأن أحرار الشام لم تضغط عليهم لمقاتلة الخوارج، وأنهم طلبوا من الحركة بياناً يوضح موقفهم من التنظيم، على اعتبار أنه من حق الجميع أن يسأل عن موقفهم ممن يكفر المسلمين ويستبيح دماء المجاهدين كما قال.
الانسحابات تفكك جيش
وتساءل: "أين جنود لواء جند الأقصى من دفع صيال الخوارج في ريف حلب الشمالي، وكم معركة خاضوا ضد صيالهم على المسلمين؟"، كما انتقد بعض النقاط التي جاءت في بيان اللواء، وخاصة فيما يتعلق بالموقف من الدعم التركي، وكذلك ما أسماها اللواء "القبول بالمشاريع المصادمة للشريعة والتصريحات الانهزامية"؛ حيث رفض الصادق هذه الاتهامات ووصفها بالافتراءات التي تهدف لتبرير شق الصف والخروج من جيش الفتح.
وشدد أبو عزام الأنصاري عضو مجلس شورى حركة أحرار الشام، على أن جميع الفصائل رفضت خطة المبعوث الدولي ديمستورا؛ بسبب تضمنها بنوداً فوق دستورية لا تنص على حق الأغلبية، وأن الشريعة الإسلامية هي مصدر التشريع، وأن ما جاء في بيان جند الأقصى مغالطات ومزاودات وما سبب طرح هذه القضية من قبل قيادة اللواء في هذا التوقيت، وأنها بمثابة ذريعة جاءت في الوقت الذي تمت فيه مطالبة اللواء بتوضيح موقفها من "جماعة البغدادي". وتساءل: هل تريدون القتال حقيقة بحيث نحقق النصر، أم تريدون استعراض البطولة ثم نختبئ بين الأهالي فيتلقون المزيد من المعاناة والقهر؟ ولماذا لا تذهبون إلى عفرين لمقاتلة أنصار أمريكا هناك كما تزعمون؟ ولماذا لا تذهبون إلى حلب لقتال من سلم المنطقة الحرة وسجن الأحداث لجيش النظام؟ 
الانسحابات تفكك جيش
 هذه المراشقات الكلامية والانسحابات الواقعية  تعد امتدادًا لانسحابات أوسع بعد الاتهامات المتبادلة بين جبهة النصرة وتنظيم «أحرار الشام»، وهما إحدى فصائله المهمة؛ حيث أكد مصدر معارض مقرب من «أحرار الشام» أن تراجع «الفتح» في سهل الغاب أجج الخلافات الموجودة أصلاً بين الحركة و«النصرة»، وألقت كل منهما باللائمة على الأخرى في تحمل مسئولية خسارة المعركة التي عولوا عليها؛ كي تمتد لعمق السهل ولصلنفة في جبال اللاذقية، وأن أصل الخلاف بين الطرفين عقائدي. 
بالإضافة لورود تسريبات عن خلاف بين تشكيلات جيش الفتح في إدلب؛ بسبب مشاركة جبهة النصرة في معارك تحرير ريف حماه؛ حيث تميل معظم الكتائب المكونة لجيش الفتح إلى استبعاد جبهة النصرة، ومن غير الواضح الحد الذي يمكن أن يصله الخلاف، أما في الجنوب، فقد أعلنت الكتائب الإسلامية تشكيل جيش الفتح في درعا، فصدر بيان رسمي من الجبهة الجنوبية، المكونة من كتائب تنتمي إلى الجيش الحر، مشككاً في نوايا «جيش فتح الجنوب» واتهمهم بمحاولة عرقلة الجهود الرامية لتحرير درعا، وازدادت الخلافات بين التشكيلات وصولاً إلى إيقاف معركة «عاصفة الجنوب»، والتي كان يعول عليها لتحرير مدينة درعا.
الانسحابات تفكك جيش
مما سبق نستطيع أن نؤكد أن الخلافات الفكرية بين فصائل جيش الفتح قد تكون سببَا في موجة من الانسحابات التي ستؤدي بلا شك لتقدم واضح لقوات الرئيس السوري بشار الأسد وبداية النهاية لذلك التحالف الأقوى داخل الأراضي السورية . 

شارك