بعد سقوط قذيفة هاون عليها.. إقامة الصلاة بكنيسة اللاتين بحلب

الإثنين 26/أكتوبر/2015 - 11:35 ص
طباعة بعد سقوط قذيفة هاون
 
أقيمت اليوم الاثنين 26 أكتوبر 2015 صلوات القداس المعتادة بكنيسة القديس فرنسيس الأسيزي للاتين، في حي العزيزية بعد أن تم تنظيف الكنيسة من أثر قذيفة الهاون التي أصابتها أمس دون تسجيل أي إصابات بشرية، باستثناء جرح طفيف أصاب أحد المصلين، وذلك خلال إقامة قداس مساء أمس الأحد 25 أكتوبر 
حيث قالت الصفحة الرسمية لكنيسة اللاتين في حلب، على موقع الفيسبوك، إنه "خلال القداس الإلهي المسائي، أصابت قذيفة قبة كنيستنا في العزيزية. كان تماماً وقت المناولة. لم تخترق القذيفة القبة المدعمة، ونشكر الله أن الأضرار كانت فقط مادية. هناك حالة جرح طفيف لأحد المصلين".
وأضافت: "نشكر جميع الأبناء الذين اتصلوا أو كانوا يحاولون الاتصال للاطمئنان علينا. نقول: الحمدلله على السلامة لمن كانوا معنا في الكنيسة. ونطلب من جميع الأبناء عدم الإصغاء للإشاعات وعدم تداولها. نحن متأكدون أن ثوب العذراء التي يغطي هذه الكنيسة، ومن يصلي فيها، هو الذي حمانا. نشكر أبناءنا الذين سارعوا إلى الكنيسة لتنظيفها ولإعدادها من جديد لقداس الغد الصباحي".
يذكر أن مسيحيي سوريا يعانون الآن ما بين الهجرة وبين الحياة تحت التهديد للتنظيمات الإرهابية تتراوح نسبة المسيحيين فيها بين 8% إلى 10% باختلاف الإحصاءات، وتشير أغلب الإحصائيات إلى أن حوالي نصفهم من الروم الأرثوذكس، في حين أن سائر الطوائف تشكل النصف الآخر. كانت نسبة المسيحيين في سوريا أواخر الحكم العثماني 25% من مجموع السكان، غير أن انخفاضها يعود بسبب رئيسي إلى الهجرة المسيحية التي تزايدت منذ تلك المرحلة وكانت نسبتها مرتفعة لدى المسيحيين أكثر من سائر الطوائف.
ولسوريا أهمية كبيرة في تاريخ المسيحية، فمدينة دمشق هي مقر عدد من الكنائس والبطريركيات المسيحية أبرزها بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس وبطريركية السريان الأرثوذكس وبطريركية الملكيين الكاثوليك وغيرهم، وقامت بها الكثير من كنائس الشرق من شرقها إلى غربها. تعتبر مدينة حلب ثاني مدينة في الشرق الأوسط بعد بيروت من حيث عدد المسيحيين، إلى جانب انتشار عدد كبير من الأماكن المقدسة المسيحية فيها والمهمة في تاريخ المسيحية. تذكر الأناجيل أن يسوع قد قام بزيارة مناطق في الجنوب السوري، ومن المعلوم أنه في قيصرية فيلبس والتي تدعى اليوم بانياس الشام قد أعلن أن بطرس سيكون رأس الرسل، [متى 1/16] بل إن القديس بطرس نفسه من مواطني بيت صيدا التي تقع شرقي بحيرة طبرية ما يعني أنها في سوريا، وقد انتشرت المسيحية سريعًا في بعض مناطق البلاد، وشهدت استقرار عدد من الرسل السبعين الذين عينهم المسيح شخصيًا كأساقفة لبعض مدنها، وكانت دمشق قاعدة انطلاق القديس بولس في رحلاته التبشيرية، وهو واحد من رسل المسيحية، وكذلك لا تزال آثار كنيسة حنانيا الأقدم ماثلة لحقبة هامة من التاريخ المسيحي، وتعتبر كنيسة أم الزنار في حمص من أقدم كنائس العالم وترقى لفترة مبكرة من القرن الأول، وكنائس وأديرة كثيرة منتشرة على امتداد الأرض السورية، أما أنطاكية فقد لعبت النصيب البارز في حياة المسيحيين الأولى، وقد خرج من سوريا عدد كبير من القديسين، إلى جانب كون عدد كبير من آباء الكنيسة هم من السوريين. كذلك هناك العديد من المقدسات المسيحية المهمة مثل صيدنايا ومعلولا وصدد ودير سمعان وسرجيلا. وعشرات القرى التاريخية المسيحية التي كانت مراكز القديسين في عصر المسيحية الأولى.

شارك