شرعية الجيش السوري "الحر" بين الدعم التركي وفقدان الثقة الأمريكية

الأربعاء 28/أكتوبر/2015 - 03:09 م
طباعة شرعية الجيش السوري
 
لا تكف الحكومة التركية عن الحديث عن الجيش السوري الحر وشرعيته، متناسية أن الكيان الذي تتحدث عنه غير متماسك وأنه مجرد كيانات متعددة، على غرار الائتلاف الوطني السوري الذي تحتضنه تركيا أيضًا في أراضيها ولا يتمتع بالشرعية الكافية كبديل للنظام السوري حال سقوطه، في الوقت الذي بدأت فيه الولايات المتحدة الأمريكية في فقدان الثقة فيه بعد فشل برنامج تدريب مقاتليه. 
شرعية الجيش السوري
 وعلى الرغم من ذلك أكد رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، دعم بلاده للجيش السوري الحر، قائلا: "نحن نرى أن الجيش السوري الحر هو الكيان الممثل الوحيد للشعب السوري، وإن تواجده في منطقة ما يعطي ثقةً لسكان في تلك المنطقة، ومهما سيطروا على أراضٍ داخل سوريا لا نرى أحدًا يضطر للفرار منهم، على عكس النظام السوري الذي حينما يسيطر على منطقة ما يضطر العرب الذين يشكلون الأغلبية السنية إلى النزوح هربًا منه، وعلى عكس تنظيم داعش أيضًا الذي يضطر التركمان والأكراد إلى الفرار من مناطقهم عند وقوعها تحت سيطرته، وهم حينما يتجهون لإضعافه تبدأ موجات اللجوء إلى تركيا؛ لذلك فإن بلاده لن تسمح بوجود كيانات معادية لها على حدودها من الجانب السوري.
حديث الأتراك يقابله فقدان للثقة في هذا الجيش من قبل الولايات المتحدة الأمريكية التي وضعت خطة في أول عام 2015م لتدريب مقاتليه ستنطلق في مطلع مارس عام 2015م، وإنها وقعت مع تركيا اتفاقًا لتدريب وتجهيز مقاتليه باعتبارهم من المعارضة السورية "المعتدلة". وإنه يخطط لإرسال أكثر من 400 جندي ينتمي بعضهم لقوات العمليات الخاصة لتدريبه في مواقع خارج سوريا في إطار المعركة ضد تنظيم داعش، بل وحددت وزارة الدفاع الأمريكية 1200 مقاتل منه لمشاركة محتملة في برنامج يقوده الجيش الأمريكي للمساعدة في تدريبهم وتسليحهم لقتال "داعش".
شرعية الجيش السوري
تركيا حاولت الاستفادة من الأمر بإعلان وزارة الخارجية التركية عن أن أنقرة وواشنطن على استعداد لتوقيع مذكرة خاصة بخطة تدريب وتجهيز المعارضة السورية، وتخططان لتدريب 2000 مسلح من الجيش الحر وسط تركيا، وسوف تزود الولايات المتحدة عناصر الجيش الحر بالأسلحة، بينما سيتولى عسكريون أتراك تدريب المعارضين السوريين وعرضت تركيا والسعودية وقطر علنًا استضافة التدريب، فيما عرض الأردن ذلك بشكل غير مباشر.
 لكن هذه الثقة من قبل الولايات المتحدة سرعان ما تلاشت بعد فشل برنامج التدريب، وكشف قيادي في الجيش السوري الحر أن بعض الجهات في واشنطن تريد التخلي عن الجيش الحر، ونحاول إيقاف هذا التيار بالتعاون مع الأوروبيين، يكفي سوريا السلاح الموجود حاليًا داخلها ونريد فقط ذخيرة ومصاريفَ وتدريبًا، ولا ينقصنا سلاح جديد أو متدربين جدد لنحتار في المستقبل كيف نجمع هذه الأسلحة من الداخل؟". 
اعتبر العقيد رياض الأسعد مؤسس الجيش الحر أن هذا القرار الأمريكي متوقع، وأنهم سيعتمدون على أشخاص وليس مجموعات؛ لأنهم جربوا المجموعات وفشلت في مهامها.
شرعية الجيش السوري
وقال موقع سترايبس الذي يتابع شئون الدفاع الأمريكية: "إن الولايات المتحدة تخلت عن "الجيش الحر" في سوريا لصالح اختيار عناصر من المعارضة السورية لبرنامج التدريب والتسليح الذي سيقام في السعودية، وتريد الولايات المتحدة من قوى المعارضة المسلحة وتحديدًا الجيش السوري الحر ضمن استراتيجية الإدارة الأمريكية مواجهة داعش، وستبدأ من الصفر في بناء قوة مسلحة لمواجهة داعش، وإن ميليشيات المعارضة السورية التي ترتبط شكليًّا براية الجيش السوري الحر كانت تتخبط بقيادات متنافرة وقدرات قتالية ضعيفة، والأهم أنها كانت تقوم بالتنسيق مع جبهة النصرة المرتبطة بمنظمة القاعدة الإرهابية.
شرعية الجيش السوري
 وقال اللواء البحري جون كربي المتحدث باسم البنتاجون حول بداية عمليتي التجنيد والتدقيق: "لقد كنا صادقين منذ البداية حول حقيقة أن العملية قد تتطلب أشهرًا، ولدينا فريق يعمل مع السعوديين في محاولة إعداد المنشآت المخصصة لبرنامج التدريب والتسليح وتحديد ما هي الموارد التي نحتاج إلى إضافتها، والمتعلقة بإعداد المدربين وما شابه".
لتكشف صحيفة "نيويورك تايمز" عن تقارير للاستخبارات الأمريكية أمر بإنجازها الرئيس باراك أوباما بين 2012 و2013 م أفادت أن الدعم العسكري الأمريكي لحركات التمرد في العالم منذ أكثر من نصف قرن، بما فيه الذي خصص للمعارضة السورية المعتدلة، كان دون أي فعالية وكان له تأثير محدود على حل النزاعات وهذا الدعم العسكري يكون أقل جدوى عندما لا يكون المتمردون مسنودين على الأرض من قبل قوات أمريكية.
شرعية الجيش السوري
مما سبق نستطيع أن نؤكد على أنه حتى وإن بقي الدعم التركي للجيش السوري الحر فإن الولايات المتحدة الأمريكية فقدت الثقة فيه بعد فشل برنامج تدريب مقاتليه، وأصبحت في "حل" من دعمه والبحث عن بديل جديد قد يكون أحد فصائله أو جماعات معتدلة قد تستطيع إعادة ثقة الولايات المتحدة في مدى قدرة المعارضة المسلحة على أن تكون "بديلًا" لقيادة سوريا ما بعد الأسد. 

شارك