أكتوبر الشهر "الأسود" والأكثر دموية على الإيرانيين في سوريا

الخميس 29/أكتوبر/2015 - 10:55 ص
طباعة أكتوبر الشهر الأسود
 
 لن ينسى الإيرانيون شهر أكتوبر 2015م الذي سيعد من الشهور السوداء في تاريخ الجمهورية الإسلامية عمومًا والحرس الثوري خصوصًا، وذلك بعد أن سقط فيه من قادة الحرس الثوري ورجالها 23 شخصًا وهو ما يمثل ما يقارب 10 % من عدد القتلى الإيرانيين منذ تدخلها في الصراع السوري لصالح النظام في عام 2011م.
أكتوبر الشهر الأسود
هذا العدد كشفت عنه وكالة "مشرق"، التابعة للحرس الثوري التي صمتت "بوستر" بأسماء وصور 20 ضابطًا من الحرس الثوري قتلوا في سوريا خلال معارك شهر أكتوبر الجاري وجاءت أسماؤهم كالتالي: 
 فرشاد حسوني زاده وحميد مختاربند ونادر حميد ديلمي ومسلم خيزاب وهادي شجاع ومهدي علي دوست ومحمد استحكامي جهرمي ومجيد صانعي وكميل قرباني وحسن احمدي ومجتبی کرمي ورسول بورمراد وأمين کريمي ورضا دامرودي وعبدالله باقري وميلاد مصطفوي ومصطفی صدرزاده وسجاد طاهرنيا ومحمد ظهيري وروح الله عمادي بالإضافة إلى عددٍ آخر من القتلى في صفوف الحرس الإيراني ولم ترد أسماؤهم في القائمة المذكورة من أمثال رضا خاوري وبويا ايزدي ووحيد نومي وأغلب الأسماء من المسئولين والقادة لقوات الحرس للنظام الإيراني، ويعد هؤلاء القتلى مجرد نسبة من أكثر من 400 عنصر إيراني قتلوا منذ بداية الصراع في سوريا في 2011م كان من بينهم 8 جنرالات، أبرزهم اللواء حسين همداني مساعد قائد فيلق القدس قاسم سليماني، الذي قتل في محافظة حلب السورية في 9 أكتوبر 2015م وعدد من أصحاب الرتب الرفيعة مثل إسماعيل حيدري، وحسن شاطري وعبدالله إسكندري وجبار دريساوي ومحمد جمالي وحميد طبطبائي مهر.
أكتوبر الشهر الأسود
ويمكن إرجاع تزايد عدد قتلى الحرس الثوري في سوريا هذا الشهر لما يلي:
1- تواجد العسكريين الإيرانيين في الخطوط الأمامية وإصرار القادة على التواجد في ساحات القتال للتعرف على الميدان وهو ما يجعلهم فريسة سهلة للفصائل المسلحة المعارضة بسوريا. 
2- بدء عملية برية كبيرة للجيش السوري بدعم جوي من الجيش الروسي وهو ما أحدث مستجدات تكتيكية دفعت الإيرانيين للتواجد بشكل أكبر في المعارك وهو ما يجعلهم عرضة للقتل بشكل مستمر. 
3- مضاعفة إيران لعدد مقاتلي الحرس الثوري لدعم الرئيس السوري بشار الأسد ويشاركون فعليًّا قوات نظام بشار الأسد، وميليشيات حزب الله اللبناني في الهجوم البري على مناطق المعارضة في الغرب السوري وهو ما يضاعف من خسائرهم . 
أكتوبر الشهر الأسود
واعترف حسين سلامي نائب القائد العام لقوات حرس الثورة الإسلامية بزيادة عدد القتلى من قوات الحرس الثوري الإيراني في سوريا قائلا: ""يلاحظ بأنه أكثر من قبل" وقبل عدة أشهر عندما بدأ النظام السوري إعادة بناء جيشه طلب منا زيادة الدعم الاستشاري، ولهذا ضاعفنا عدد قواتنا في سوريا، ولكننا ندعم الشعب والحكومة والجيش السوري وننقل لهم خبراتنا ونعمل على إعادة بناء الجيش والقوات المسلحة السورية لأنهم بحاجة إلى مكمل دفاعي ونزود القادة العسكريين السوريين بخبراتنا واستشاراتنا، ونعمل على تدريب القيادة العسكرية السورية على المستويات الوسطى وعلى هذا الأساس يتواجد بعض قادة الحرس الثوري للدعم التخطيطي والعملي للقادة العسكريين السوريين . 
أكتوبر الشهر الأسود
زيادة عدد القتلى من الحرس الثوري أثار لأول مرة جدلاً على المواقع الإلكترونية، وبينها موقعا وكالة فارس للأنباء القريبة من المحافظين والتلفزيون الرسمي؛ حيث كتب أحد رواد الإنترنت: "علينا ألا نخسر قادتنا بهذه السهولة"، ورد عليه آخر "صديقي، ليس للإسلام حدود، علينا أن نساعد المظلوم الذي يحتاج إلى مساعدة أينما كان"، وذكر أحدهم أنه سبق له الذهاب إلى سوريا «لفترة معينة» ولاحظ أن القتال هناك مسألة معقدة تتطلب قدرات محددة وأنه ينبغي معرفة ثقافة البلاد، اللغة العربية مع اللهجة السورية، فضلاً عن معرفة جيدة بالمناطق وأحياء مختلف المدن والمبادئ الأساسية لحرب الشوارع في مدن سوريا الرهيبة. 
أكتوبر الشهر الأسود
مما سبق نستطيع أن نؤكد أن عددًا من العوامل العسكرية والسياسية ستدفع إيران إلى المزيد من التورط في سوريا، وبالتالي سيكون الثمن المزيد من القتلى في صفوف حرسها الثوري ليطرح السؤال نفسه: هل ستصمد أمام تزايد أعداد توابيت قتلاها أم ستقرر شيئًا ما فيما يخص مستقبل سوريا؟ هذا ما ستكشف عنه الأيام المقبلة. 




شارك