بعد تعيين "كوبلر" خلفًا لـ "ليون".. هل تُحَلُّ الأزمة الليبية

الخميس 29/أكتوبر/2015 - 02:53 م
طباعة بعد تعيين كوبلر خلفًا
 
بعد محاولات دامت لمدة عام وباءت جميعها بالفشل، كلف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الدبلوماسي الألماني مارتن كوبلر مبعوثًا أمميًّا جديدًا إلى ليبيا خلفًا لبرناردينو ليون، الذي فشل في إقناع أطراف النزاع في ليبيا بالتوصل إلى اتفاق سلام.
بعد تعيين كوبلر خلفًا
يرى محللون أن الفترة الحالية التي تشهدها ليبيا، تحتاج إلى فكر جديد لحل الأزمة، والخروج بحلول فعالة مرضية لجميع الأطراف، وقد يكون كوبلر إضافة ناجحة للحوار الليبي وتوقد ليبيا إلى الاستقرار.
جاء ذلك في رسالة بعث بها بانكي مون أمس الأربعاء 28 أكتوبر 2015، إلى مجلس الأمن الذي يملك حتى الجمعة الحق في الاعتراض على هذا التعيين الذي سيتم إعلانه رسميًّا بعد ذلك.
وكان وكوبلر البالغ من العمر 62 عامًا سفيرًا لألمانيا في كل من العراق ومصر، وهو يرأس منذ عامين بعثة الأمم المتحدة في الكونغو.
كوبلر عمل لدى وزير الخارجية الألماني الأسبق يوشكا فيشر، وانضم إلى الأمم المتحدة في 2010، بصفة مساعد المبعوث الأممي إلى أفغانستان، قبل أن يعين مبعوثا خاصًّا إلى العراق بين العامين 2011 و2013.
وجاء كوبلر ليخلف المبعوث الأممي الحالي إلى ليبيا برناردينو ليون، الذي كان أعلن في مطلع الأول من أكتوبر الجاري أنه تمكن من انتزاع اتفاق بين أطراف النزاع الليبي على مقترح لتشكيل حكومة وفاق وطني تقود مرحلة انتقالية لمدة عامين.
لكن هذا المقترح رفضه برلمان طرابلس، وكذلك أيضا برلمان طبرق المعترف به دوليا.
وتأمل الأمم المتحدة في تشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا، ترسخ لقيام دولة مؤسسات قادرة على إرساء الاستقرار، ومكافحة الهجرة غير الشرعية، ومحاربة الجماعات المتطرفة.
والجدير بالذكر أن مساعي ليون لجمع الاطراف المتناحرة في ليبيا جميعها فشلت، وكان آخرها طرح الأسماء لحكومة الوفاق الوطني، والتي جاءت على غير رضا البرلمان الليبي المعترف به دوليًا.
واتُّهم ليون، بأنه ينفذ أجندة خارجية لصالح بعض الدول الموالية للإخوان المسلمين المتمثلين في المؤتمر الوطني المنتهية ولايته؛ حيث إن الشعب الليبي رفض التشكيلة المطروحة من جانب البعثة الأممية، معتبرًا أن معظمها تخدم مصالح الإخوان فقط دون الطرف الأخر، وأنها جاءت بناءً على توجيهات من تركيا وقطر الموالين للإخوان.
بعد تعيين كوبلر خلفًا
وشهدت فترة تولي ليون، للمباحثات الليبية، على مدار المرحلة الماضية، ما بين هنا وهناك، انتهت مدة انتدابه، حيث خاض خلالها مرحلة صعبة في ظل ما تشهده ليبيا من فوضى.
كان ليون وفق ما أكد متابعون، عنصرًا مهمًّا حاول حل الأزمة الليبية عن طريق سعيه لتقارب وجهات نظر الأطراف المتنازعة وجمعهم على طاولة واحدة.
تولى ليون في 18 يوليو 2011 منصب الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لشئون جنوب البحر الأبيض المتوسط، وفي أغسطس 2014 عُين ممثلًا للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثتها إلى ليبيا خلفًا للبناني طارق متري- لدعم الحل السياسي.
وفي عمله الدبلوماسي بوزارة الخارجية الإسبانية، كممثل خاص للاتحاد الأوروبي، واكب ليون المفاوضات التي أفرزت اتفاقية واي ريفر في أكتوبر 1998، وأعمال اللجنة الرباعية.
سعى لترجمة أهداف الاتحاد الأوربي المعلنة فيما يعرف بملف السلام، كتعزيز الحوار السياسي للاتحاد مع جنوب البحر الأبيض المتوسط، وتعزيز الديمقراطية في هذه المنطقة.
بالموازاة مع عمله في وزارة الشئون الخارجية الإسبانية خلال الفترة 2004- 2008، لعب ليون دورًا مهما في تفعيل مبادرة تحالف الحضارات التي طرحها رئيس وزراء إسبانيا- يومها- خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو على الجمعية العامة الـ59 للأمم المتحدة في عام 2005 لتفادي التوتر بين العالمين الغربي والإسلامي.
في أغسطس 2014 عين الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون برناردينو ليون ممثله الخاص ورئيس البعثة الأممية في ليبيا خلفًا للبناني طارق متري، للعمل على جمع الأطراف الليبية على مائدة الحوار ومعالجة أزمة البلاد بحل سياسي بعيدًا عن لغة السلاح والقوة.
 تمكن ليون من إقناع برلمانيين من المؤتمر الوطني المنتهية ولايته والمحسوب على جماعة الإخوان المسلمين، وبرلمان طبرق بالاجتماع في غدامس في أقصى الغرب الليبي، وكانت أولى جلسات الأطراف المتناحرة.
بعد تعيين كوبلر خلفًا
أعلن ليون أنه لا يمكن لليبيا أن تتجاوز مشاكلها إلا عبر الحوار، وأن مهمة الأمم المتحدة هي العمل على توفير الظروف الملائمة له، وحاول جمع الأطراف في أكثر من مكان وعلى أكثر من مسار.
 بدأت المفاوضات في جنيف السويسرية، حيث عقد المتحاورون جلستين في يناير 2015، ثم انتقل برلمانيون وممثلون من المجتمع المدني إلى مدينة الصخيرات بالمغرب أول مارس الماضي؛ حيث أجرى ممثلو الأطراف الليبية المتصارعة جولات حوار غير مباشر برعاية ليون، بالموازاة مع حوار آخر بالجزائر في سبيل إخراج ليبيا من أزمتها.
وقاد ليون جهوداً للحوار بين نواب البرلمان الليبي المجتمعين بمدينة طبرق، ونواب آخرين مقاطعين لتلك الجلسات، في محاولة لحل الأزمة السياسية والأمنية في البلاد.
وأعرب ليون عن استياء البعثة من عدم الاستجابة لنداءاتها المتكررة لوقف إطلاق النار، وأن ليبيا قريبة من نقطة اللا عودة، ولكنه أكد أنه عازم على السعي لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء لعقد جلسة حوارية ثانية.
ووفق محللين إن ليون فشل في مهمته لعدة أسباب؛ أولها تلاعب المؤتمر الوطني به، وثانيها أنه وعد أطراف الحوار الليبي على اختلاف انتماءاتها بمناصب في الحكومة المستقبلية، ولكن لم يفِ بوعوده حتى الآن.
للمزيد عن مساع ليون لحل الأزمة الليبية اضغط هنا

شارك