سكين "داعش" تضرب تركيا في عقر دارها

الإثنين 02/نوفمبر/2015 - 01:23 م
طباعة سكين داعش تضرب تركيا
 
لا تتوقف "داعش" عن اختراق الدولة التركية وتوجيه رسالة إلى الأمن الداخلي التركي تكشف فيها عجزه عن حماية مواطنيه واللاجئين السوريين الذين طلبوا حمايته.
سكين داعش تضرب تركيا
التنظيم الدموي وجه ضربة موجعة للدولة التركية عنوانها "ذبيحتين" سوريتين؛ حيث تبنى في شريط فيديو بث يوم الاثنين 2-11-2015م على شبكة الإنترنت، عملية قتل ناشط سوري وصديق له عثر عليهما مقطوعي الرأس، يوم الجمعة 30-10-2015م، في جنوب تركيا.
وجاء في شريط الفيديو أن تنظيم داعش "قتل" الناشط السوري إبراهيم عبدالقادر (20 عاماً) وصديقه فارس حمادي في مدينة أورفا التركية "بعد أن تآمرا مع الصليبيين ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وكان أبو محمد، وهو أحد مؤسسي حملة "الرقة تذبح بصمت" التي توثق ارتكابات داعش في شمال سوريا، قال إنه "تم العثور على إبراهيم عبدالقادر، وهو أحد أعضاء فريقنا وصديقه فارس حمادي مقطوعي الرأس في منزل الأخير في مدينة "أورفا" التركية.
وأوضح أبو محمد أن صديقاً آخر للرجلين قصد منزل حمادي وطرق الباب مرات عدة قبل أن يدخل إلى المنزل ويجدهما مضرجين بدمائهما، مشيراً إلى أن عبدالقادر يقيم في تركيا منذ أكثر من عام، ويتحدر وصديقه وهو في العشرينات من عمره، من مدينة الرقة، أبرز معاقل تنظيم داعش في شمال سوريا.
وأضاف شريط الفيديو: "فليفهم كل مرتد أنه سوف يقتل بهدوء"، في إشارة على ما يبدو إلى حملة "الرقة تذبح بصمت".
وانتهى شريط الفيديو بعرض شرائط فيديو لرجل يبدو أنه فارس حمادي وقد قطع رأسه مع رسالة جاء فيها: "يدنا ستطالكم أينما كنتم"، في حين لم تظهر جثة عبدالقادر في الشريط. 
سكين داعش تضرب تركيا
 الواقعة تؤكد على أن النظام التركي والأمن التابع له عاجز عن حماية اللاجئين السوريين من سكين داعش التي تذبحهم في صمت، على الرغم من معرفته المسبقة بإمكانية حدوث ذلك؛ حيث تتعرض حملة "الرقة تذبح بصمت". وهي حملة إعلامية تنشط سراً منذ أبريل عام 2014 م في الرقة، وتوثق انتهاكات التنظيم الدموية لتهديدات متكررة منه بعد أن أصبحت محافظة الرقة محظورة على الصحفيين، بعد تعرض العديد منهم إلى عمليات خطف وذبح، وهذا ما دفعهم إلى اللجوء إلى تركيا ولكنها خذلتهم وأصبحوا أيضًا عُرْضة للذبح في عقر دار أردوغان .
 وتتمثل خطورة الأمر في أنه قابل للزيادة والانتشار بعد الاختراق الداعشي الواضح للأمن التركي؛ حيث كشفت مجلة أكسيون التركية عن أن تنظيم داعش الذي نفذ 3 عمليات انتحارية كبرى في تركيا وأسفرت عن استشهاد أكثر من 150 من الأشخاص في ديار بكر وسروج وأخيرًا في أنقرة- أسس خلايا نائمة لتدريب انتحاريين في إسطنبول التي اتخذت منها مقرًّا لها، كما أنه قَسَّم تركيا إلى 20 منطقة لتدريب الجهاديين والجهاديات من خلال تلك الخلايا.
سكين داعش تضرب تركيا
 وأفادت تقارير صادرة عن شُعبة الاستخبارات بالشرطة التركية وجهاز المخابرات التركية بأن تنظيم داعش أصبح منتشرًا داخل تركيا، وأن النساء يشكلن جانبًا مهمًّا من كيان التنظيم. كما باتت إسطنبول هي المركز الرئيسي لداعش واتخذ من بعض المدن التركية مراكز مهمة بالنسبة له في بينجول وشانلي أورفا وغازي عنتب وبطمان ومالاطيا وأديامان وفان وسيعيرت.
وأكد كمال كلتشدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي أن موقف نظام رجب أردوغان الداعم للتنظيمات الإرهابية شجع إرهابيي تنظيم "داعش" للقيام باعتداءاتهم الانتحارية في سوروج، وأن رجب أردوغان لا يريد أن يستعدي تنظيم داعش الإرهابي لحسابات مستقبلية، وهو ما يفسر تهربه من محاربته داخل تركيا أو في العراق وسورية.
واتهم عاكف حمزة جابي مستشار رئيسي لزعيم حزب الشعب الجمهوري وعضو في البرلمان عن الحزب أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو- بالتحالف غير المباشر مع تنظيم "داعش" الإرهابي، وتقديم كل أنواع الدعم لجميع التنظيمات الإرهابية في سورية، وأن أجهزة الأمن والاستخبارات التي كانت على علم بتحركات الانتحاريين لم تفعل أي شيء لمنعهم من القيام بأعمالهم الإرهابية، وأن أردوغان وداود أوغلو لم يتحدثا أبدًا عن "داعش" كتنظيم إرهابي إلا في سياق حديثهما عن حزب العمال الكردستاني.
سكين داعش تضرب تركيا
وأشار إلى تصريحات داود أوغلو "المعاتبة لتنظيم داعش الإرهابي لعدم الوفاء ونكران الجميل"، مؤكدًا أن ذلك اعتراف واضح من داود أوغلو بالتحالف مع التنظيم الإرهابي، وما قدمته أنقرة له طيلة السنوات الماضية، ولذلك فعلى أردوغان أن يعترف بالخطأ ويعيد النظر في مجمل تفاصيل السياسة الخارجية، خاصة مع سورية ومصر والعراق؛ لأن المنطقة مُقبلة على مرحلة لحل الأزمة في سورية.
وطالب دولت باخشالي رئيس حزب الحركة القومية في تركيا رئيس حكومة العدالة والتنمية أحمد داود أوغلو بالكشف عن كل أسرار العلاقة الخطيرة مع تنظيم داعش الإرهابي منذ بداية الأزمة في سورية، واصفًا إياه بـ "السلفي الداعشي"، وقال: إن "داود أوغلو لن يكشف الأسرار لأنه في نهاية المطاف أصبح جزءا منهم كسلفي"، مذكرًا أن حكومات العدالة والتنمية قدمت كل أنواع الدعم لتنظيم داعش الإرهابي عبر الحدود مع سورية، وتم علاج جرحى داعش في المستشفيات التركية.
سكين داعش تضرب تركيا
واستنكر رئيس حزب الحركة القومية تجول الإرهابيين الانتحاريين في كل أنحاء تركيا بكل حرية متهمًا داود أوغلو الذي صرح في وقت سابق بأن العملية الانتحارية في أنقرة زادت شعبية العدالة والتنمية بـ "قلة الوجدان والضمير والأخلاق وإلا لما تحدث بهذا الأسلوب الحقير".
مما سبق يتضح لنا أن داعش استغلت الدعم التركي لها وهو ما دفعها إلى الرد عليها بقوة من خلال اختراق الدولة التركية، وتوجيه رسالة إلى الأمن الداخلي التركي، تكشف فيها عجزه عن حماية مواطنيه واللاجئين السوريين الذين طلبوا حمايته وكعقاب له على وقوفه إلى جانب التحالف الدولي ضدهم.

شارك