رغم التوقعات بحدوث حرب أهلية.. الاتحاد الأوروبي "يغازل" الأطراف الليبية بـ100 مليون يورو حال توافقها

الأربعاء 04/نوفمبر/2015 - 12:02 م
طباعة رغم التوقعات بحدوث
 
باتت الأوضاع في ليبيا لا تؤشر بأي احتمالات للاستقرار، في ظل التوتر الذي يشهده الحوار الليبي ورفض الأطراف للوصول إلى حل يدفع بليبيا إلى الاستقرار؛ حيث أظهر تقرير أممي صورة قاتمة لعالم اليوم، إذ يتنبأ بكوارث أكثر سوءًا ستقع في مناطق النزاعات المختلفة، على رأسها ليبيا.
رغم التوقعات بحدوث
وحذر فريق من خبراء الأمم المتحدة مكلف بإعداد تقرير عن الكوارث المتوقع حدوثها قريبًا، من أزمات عميقة في نقاط ساخنة حول العالم من ليبيا وحتى أفغانستان خلال الأشهر الستة المقبلة.
وفي تقييم صريح ذكر تقرير التنبيه والتحذير المبكر في دورية نصف سنوية للمنظمة الدولية أن ليبيا قد تتفكك، وأن بوروندي قد تشهد انقلابًا آخر، وأن المتشددين الإسلاميين سيكسبون مساحات من الأراضي في أفغانستان ومالي، وأن إثيوبيا لن يكون لديها الغذاء الكافي لمواجهة الجفاف.
وشهدت ليبيا على مدار عام، مساعيَ حثيثة من جانب الأمم المتحدة، لجمع الأطراف المتنازعة على طاولة واحدة، لكن المبعوث الأممي برناردينو ليون فشل في ذلك، والمساعي ما زالت قائمة في ظل رفض مجلس النواب الليبي التشكيلة التي طرحها ليون، بينما موقف المؤتمر الوطني المنتهية ولايته المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين ما زال غامضًا.
 وقال التقرير: إن الفشل في تحقيق هذا الهدف سيسبب على الأرجح شقاقًا بين الحكومة المعترف بها والجيش؛ مما يمهد الطريق لسيطرة العسكريين على الأمور، على حد وصف التقرير.
 وذكر التقرير أن هناك احتمالًا أن تواجه ليبيا حربًا أهلية سريعة التدهور، وتفقد أي فرصة لتحقيق الاستقرار أو التوصل لحل سياسي في المستقبل.
ووفق التقرير أنه من المرجح أن تزيد المخاطر السياسية من عدد المحتاجين لمساعدات إنسانية على مستوى العالم بما يصل إلى 1.9 ملايين شخص، لكن لا يزال العدد صغيرًا بالمقارنة بالمتضررين من الكوارث الطبيعية كظاهرة النينيو المناخية، فيما يتوقع أن تدفع ظاهرة النينيو نحو 500 ألف شخص في منطقة القرن الإفريقي لطلب مساعدات إنسانية وأن يبقى 4.1 مليون آخرين عرضة للخطر في جزر بجنوب المحيط الهادي وجنوب القارة الإفريقية.
رغم التوقعات بحدوث
كانت اجتمعت فريدريكا موجيريني، الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، أمس الثلاثاء 3 نوفمبر 2015، مع رئيس الوزراء الليبي المعين للحكومة الانتقالية فايز السراج اليوم في القاهرة، وناقشا كيفية الخروج من الأزمة الحالية، كذلك استعرضا الوضع في ليبيا خلال هذا الوقت الحرج والجهود المبذولة للاتفاق على حكومة الوفاق الوطني وفق ما توصل إليه الممثل الخاص للأمم المتحدة برناردينو ليون، وجهود الاتفاق على حكومة وفاق وطني حسب الخطوط المسهلة من قبل المبعوث الخاص للأمم المتحدة برناردينو ليون.
وتبادل الطرفان وجهات النظر حول الدعم الممكن للاتحاد الأوروبي تفعيله لتمكين الحكومة الجديدة من أداء مهامها في أقرب وقت ممكن، بعد وصول الأطراف الليبية إلى اتفاق.
كشفت موجيريني، أن هناك ١٠٠ مليون يورو، جاهزة لدعم ليبيا، في أعقاب تشكيل حكومة التوافق الوطني الليبية، وإجماع الليبيين على رؤية واحدة.
وقالت موجريني، في مؤتمر صحفي لها مع الأمين العام للجامعة العربية، الدكتور نبيل العربي، أمس الثلاثاء 3 نوفمبر في القاهرة: إن المجتمع الدولي بشكل عام، والاتحاد الأوروبي بشكل خاص، على استعداد لدعم إعادة إعمار وهيكلة الخدمات، التي تُقدم إلى ليبيا؛ من أجل إعادتها لمسار الدولة.
وأوضحت أن الاتحاد الأوروبي على اتصال دائم ومستمر، مع المبعوث الأممي إلى ليبيا، برناردينو ليون، وكذلك كافة الأطراف الليبية، والأطراف الدولية التي تعمل على إعادة الوحدة إلى ليبيا.
وقالت: إن المجتمع الدولي والأطراف الدولية المختلفة، متفقون على دعم الاتفاق الأممي، الذي قدمه المبعوث الأممي، والخاص بتشكيل حكومة الوفاق الوطني، ودعت الأطراف الليبية إلى التوافق من أجل مصلحة الدولة الليبية، مشددة على ضرورة أن يتخذ الليبيون زمام المبادرة، قبل سيطرة تنظيم داعش الإرهابي، على ليبيا، ودخول بلادهم في أزمة جديدة لا تُحمد عقباها.
رغم التوقعات بحدوث
وأعرب الطرفان عن قلقهما بشأن المخاطر الجسيمة المحدقة بالشعب الليبي والمنطقة بأكملها، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن الحكومة الجديدة في الأيام المقبلة، والعواقب الوخيمة المحتملة لمثل هذا السيناريو؛ حيث اتفقا على تواصلهما المستمر في الأيام المقبلة.
وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري، التقت موجيرينى أول أمس في القاهرة؛ حيث تناولا مجمل الملفات ومنها أزمة ليبيا ودعم الاتفاق بين الليبيين الذي تم الاتفاق عليه في مدينة الصخيرات المغربية، مؤكدين حرصهما على أن يكون الخروج من الأزمة الليبية من خلال عملية ليبية تؤدي إلى استقرار ليبيا ووحدة أراضيها. 
كما نقل شكري لموجيريني حرصه على أهمية العمل على دعم ما يتفق عليه الليبيون حال تشكيل حكومة الوحدة الوطنية في الفترة المقبلة، موضحًا أنه تحرك هام لمحاربة التنظيمات الإرهابية وحل الأزمة بين الفرقاء الليبيين.
ومن جانب آخر عبرت لجنة الشئون السياسية بالمؤتمر الوطني المنتهية ولايته المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين، عن اندهاشها من استمرار المبعوث الأممي إلى ليبيا "برناردينو ليون" في بقائه بمنصبه، رغم الإجراءات الرسمية التي اتخذت بتعيين مبعوث جديد للأمين العام بالأمم المتحدة.
وقالت الجنة في بيان لها الثلاثاء: إن مواصلة "ليون" عمله رغم قرار تكليف كوبلر هو أمر محبط للحوار وسيؤدي إلى الانهيار الكامل للحوار السياسي.
وحملت اللجنة المسئولية الكاملة للأمين العام "بان كي مون"، في دعم ليون لمواصلة عمله للتوقيع على المسودة وحكومة الوفاق المرفوضتين من الجميع حسب وصف البيان.
وتواجه ليبيا والمنطقة بأكملها، مخاطر جسيمة، حال لم يتم التوصل لاتفاق بشأن الحكومة الجديدة خلال الأيام المقبلة، ما يدفع العناصر الإرهابية إلى التمدد والتوغل في البلاد.

شارك