"مورك" قلب حماه والمدينة التي فقدها الأسد مرتين

الخميس 05/نوفمبر/2015 - 12:57 م
طباعة مورك قلب حماه والمدينة
 
 تعد مدينة مورك من المدن الاستراتيجية المهمة التي تتيح لمن يسيطر عليها التحرك بسهولة في اتجاهات عدة في ريف حماه ومدينته ومطاره العسكري؛ ولذلك حرص النظام على إحكام السيطرة عليها بعد أن حررها من المعارضة السورية في العام الماضي.
مورك قلب حماه والمدينة
النظام السوري يقدر أهمية هذه المدينة بعد أن استولى عليها، بعد أن شن عليها بطائراته ما يقارب الـ20 غارة، وكانت قذائف المدافع والصواريخ تكاد لا تتوقف على المدينة، وذلك للأهمية الكبيرة لها والتي تتمثل فيما يلي:
1- تقع على الأوتوستراد الدولي دمشق– حلب ويمثل الاستيلاء عليها قطعًا للإمداد بين قوات الأسد والعاصمة. 
2- تعتبر منطقة اتصال بين ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي.
3- تعد بوابة للسيطرة على عدة قرى بريف حماة الشمالي وأهمها مدينة صوران وبلدة خطاب.
4- تشكل آخر نقطة في الوسط الغربي للشمال السوري الذي تتمركز فيه وحدات الجيش السوري.
5- تعد نقطة وسيطة متقدمة في مثلث سيطرة الجماعات المسلحة بين أرياف إدلب وحماه وحلب. 
مورك قلب حماه والمدينة
ولذلك فإن استيلاء المعارضة المسلحة على المدينة سيشكل خسارة كبيرة للنظام السوري سوف تتمثل فيما يلي: 
 أولا: من الناحية العسكرية في العمليات الهجومية البرية شمالا: 
1- كان تعد رأس جسر بَرّي وقاعدة انطلاق للجيش السوري في العمليات الهجومية التالية:
أ‌. مهاجمة رئيسية على محور الطريق الدولي حماه – حلب مرورًا بخان شيخون – معرة النعمان – سراقب – مدينة حلب .
ب‌. مهاجمة رئيسية على المحور الشمالي الشرقي: مورك – أبو الضهور.
ت‌. مهاجمة رئيسية على المحور الشمالي الغربي لاستعادة السيطرة على كامل بلدات سهل الغاب مرحلة أولى وامتدادًا باتجاه جسر الشغور مرحلة ثانية .
ث‌. مهاجمة رئيسية على المحور الشمالي لاستعادة السيطرة على مدينة أريحا ومحيطها مرحلة أولى وامتداداً للسيطرة على مدينة إدلب مرحلة ثانية .
مورك قلب حماه والمدينة
: من الناحية الدفاعية فهي تشكل قاعدة متقدمة للمدافعة ضد عمليات المسلحين الهجومية التالية:
1- الوصول إلى مدينة حماه عبر محور سهل الغاب – مورك – حماه .
2- الوصول إلى مدينة حماه عبر مهاجمة واسعة من ريفي إدلب الجنوبي اعتبارًا من معرة النعمان وخان شيخون والتمانعة .
3- وصل وربط أماكن سيطرة وانتشار المسلحين بين بلدات التمانعة وخان شيخون شرقاً وبين بلدات اللطامنة وكفرزيتا وكفرنبودة غرباً.
4- تأمين نقطة مدافعة متماسكة لمنع تنفيذ الالتفاف من الناحية الجنوبية ومهاجمة وحدات الجيش السوري في ريف اللاذقية الجنوبي الشرقي وخاصة في القاعدة الحيوية لهذا الجيش في جورين .
مورك قلب حماه والمدينة
: من الناحية الحيوية تعد من أهم النقاط لاستعادة سيطرة النظام على الشمال السوري وقاعدة انطلاق لأكثر من عملية مهاجمة رئيسية ونقطة إشغال واستقطاب دائم للمسلحين؛ حيث ترهقهم في الحشد والعتاد والأسلحة لتأمين جهوزية دائمة لمواجهة العمليات الهجومية المحتملة والمرتقبة، وهو ما فشل النظام في تحقيقه بعد خسارتها. 
وهناك أهمية خاصة للمدينة على صعيد الجماعة المسلحة وتحديدًا قاعدة الجهاد في بلاد الشام "جبهة النصرة" التي حاولت عبر هجمات متعددة في السابق السيطرة على مدينة مورك لأسباب تتمثل فيما يلي: 
1- أنها تقضي على جهود الجيش السوري في فتح الطريق الدولية، فالمدينة تشكل نقطة رئيسية على الطريق الدولية، ومنها يتحرك الجيش إلى مدينة خان شيخون وكفرزيتا وكفرنبوذة.
مورك قلب حماه والمدينة
تمكن الجيش السوري من التقدم إلى خان شيخون ودخول ريف إدلب الجنوبي، سيكون سهلاً عليه ملاقاة قواته المتقدمة من ريف حلب الجنوبي الغربي، في إحدى مدن ريف ادلب، وربما تشكل مدينة سراقب نقطة التلاقي.
3- سيطرة الجيش السوري عليها سمح له التقدم في قرى وبلدات الريف الجنوبي لحلب وسيطرته على خمسين كيلو متراً مربعاً تشمل خمس قرى هي، "ميريامين، خربة جبرين، حميدية، الحميدي، ومشرفة وصبيحية"، دق ناقوس الخطر عند "جبهة النصرة".
4- يضع هذا التقدم الجيش على بعد كيلو مترات قليلة من مدينة الحاضر الاستراتيجية في الريف الجنوبي، وهو ما بات يشكل تهديداً لـ"جبهة النصرة" في إدلب وريفها، الأمر الذي يبرر ربما إزاحة النصرة "أحرار الشام "من جبهات المواجهة مع الجيش في ريف حلب الجنوبي، واستلامها زمام العمليات الدفاعية.
مورك قلب حماه والمدينة
ولكن تبقى الحقيقة المؤكدة والتي تمثلت في تمكن الكتائب المسلحة في ريف حماة من السيطرة على مدينة مورك بعد معارك عنيفة مع قوات الأسد، بعد أن شنت هجمات متزامنة على مواقع قواته والميليشيات الشيعية بها انتهت بسيطرة الثوار على النقطتين السابعة والثامنة، وانسحاب الجنود والآليات التابعة لقوات الأسد من المدينة، باتجاه مدينة صوران في ريف حماة الشمالي وذلك بعد ساعات من سيطرتهم على حاجز الشنابرة في محيط قلعة المضيق، إلى جانب السيطرة على قاعدة تل عثمان العسكرية شمال غرب حماة المتاخمة لبلدة كفرنبودة.
وأفاد  شهود عيان بمقتل عشرات العناصر من قوات الأسد والميليشيات الشيعية الداعمة لها وعلى رأسهم العميد "إلياس صقر" قائد عمليات قوات الأسد، وأن أكثر من عشرة آلاف مقاتل من فصائل المعارضة تتحضر لاقتحام مدينة صوران، في حين تدور الآن معارك عنيفة على ثلاث محاور هي "المغير وبريديج والبويضية" بهدف السيطرة على مناطق جديدة.
مورك قلب حماه والمدينة
واعتبر أحمد رحال المحلل العسكري السوري أن تحرير مدينة "مورك" يعد صفعة جديدة إلى روسيا، التي شنت عشرات الغارات الجوية بهدف وقف تقدم كتائب الثوار وبتحرير مورك تتيح لكتائب الثوار من التحرك بكافة الاتجاهات ولا سيما إلى مدينة حماة أو المطار العسكري، وأن السيطرة على مدينة مورك أفشلت مخططات الأسد الرامية إلى فتح الطريق الدولية، إلى جانب إحباط هجمات قوات الأسد باتجاه مدينة خان شيخون وكفرزيتا وكفرنبوذة.
من خلال ما سبق نستطيع أن نؤكد أن التحكم في مدينة "مورك" والسيطرة عليها من خلال مناورات مدروسة ومنسّقة من المعارضة المسلحة سوف تكون هي نقطة الفصل في الصراع السوري، ولذلك على النظام السوري تغيير طبيعة تعامله على الأرض ومعرفة نقاط ضعفه وقوته في الميدان التي تعد مفاتيح أساسية على طريق الانتصار في أي معركة. 

شارك