كنائس الشرق الأوسط: "الحوار المسيحي الإسلامي ركيزة أساسية في علاقتنا مع شركائنا في الأوطان والمصير"

الخميس 05/نوفمبر/2015 - 01:01 م
طباعة كنائس الشرق الأوسط:
 
اختتمت اللجنة التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الأوسط أعمالها في القاهرة، وكانت اللجنة بدأت أعمالها الاثنين الماضي لمناقشة بعض قضايا مسيحيي الشرق الأوسط، وأصدر المجلس في ختام أعماله بيانه التالي: 
"عقدت اللجنة التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الأوسط اجتماعها، بدعوة من الأمانة العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط بحسب الدستور والنظام الداخلي، في حضور رؤساء المجلس: كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس في لبنان آرام الأول، بطريرك القدس للروم الأرثوذكس ثيوفيلس الثالث، بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي إغناطيوس يوسف الثالث يونان، رئيس الكنيسة اللوثرية في الأراضي المقدسة المطران منيب يونان، أعضاء اللجنة التنفيذية والعاملين في الدوائر واللجان والأقسام والبرامج في المجلس بضيافة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة البابا تواضروس الثاني، وذلك في مركز مار مرقس في مدينة نصر- القاهرة.
بعد الصلاة والتأملات الروحية، درس المجتمعون جدول الأعمال المتضمن: تقرير الأمين العام، تقارير الدوائر واللجان والبرامج وأعمال ونشاطات المجلس وأوضاع اللاجئين والمهجرين؛ بسبب الظروف الصعبة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى واقع الكنائس والأبرشيات في سوريا والعراق؛ خصوصًا حيثما فرغت بعض المدن والبلدات والقرى من المسيحيين بسبب ما يعاني منه المسيحيون في هذه الأيام الصعبة".
وأوضح البيان الختامي أن "المجتمعين ركزوا على أهمية الوحدة المسيحية بالدعوة إلى توحيد تاريخ الاحتفال بعيد القيامة، وكذلك العمل على تعزيز دوائر المجلس وبرامجه وتسهيل وصولها إلى العالم، ولا سيما إلى المسيحيين في الشرق الأوسط. وتطرق المجتمعون إلى علاقة كنائس الشرق الأوسط بالكنائس المسيحية في الغرب لا سيما منها المنظمات المسيحية التي تشاركنا الهواجس والشعور والمحبة المسيحية. كذلك تمت دراسة موضوع الحوار المسيحي الإسلامي الذي هو ركيزة أساسية في علاقتنا مع شركائنا في الأوطان والمصير".
وناقشت اللجنة التنفيذية للمجلس "الحضور المسيحي في الشرق وما يتعرض له المسيحيون في بعض البلدان من أعمال تهجير وخطف واضطهاد". وطالب المجتمعون "رؤساء الدول وصانعي القرار من سياسيين وروحيين، عرباً ومسلمين، إلى العمل للحفاظ على التعددية الدينية؛ لأنها أثمن كنز في الشرق والتي ميزت الحضارة المسيحية والإسلامية"، داعين إلى "مواجهة قوى الظلام والهدم والتطرف".
ولفت البيان إلى أن "رؤساء المجلس وأعضاء اللجنة التنفيذية وجهوا شكرهم وتقديرهم إلى الدول الشرق أوسطية التي أخذت على عاتقها استقبال العائلات المهجرة قسراً، وتأمين الحاجات الضرورية لهم، ومن أهمها تأمين ذهاب الطلاب إلى مدارسهم".
ودعا المجتمعون إلى "ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية لأهمية هذا الموقع في حياة لبنان، خاصة وأنه المركز الوحيد في البر الآسيوي للمسيحيين"، شاكرين "قداسة البابا فرنسيس لاهتمامه بالشأن المسيحي في المنطقة، وقداسة البابا تواضروس الثاني لاستضافته هذا الاجتماع، داعين "لقداسته وللكنيسة القبطية الأرثوذكسية الشقيقة، ويصلون من أجل أمن وسلام جمهورية مصر العربية رئيساً وحكومةً وجيشاً وشعباً".
وأشار البيان إلى أن "أصحاب القداسة والغبطة والسيادة رؤساء المجلس مع أعضاء اللجنة التنفيذية رفعوا الصلاة إلى السيد المسيح لتقف الحرب في سوريا والعراق. وصلوا من أجل أن يعم السلام في الأراضي المقدسة ولا سيما القدس وأن تحل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً، كما صلوا من أجل شهداء الأرمن خلال الإبادة العثمانية في الذكرى المئوية للمذابح، وصلوا من أجل إنهاء الاحتلال التركي لجزيرة قبرص. وسألوا الله أن يجمع خرافه في ظل بركة الرب يسوع، وأن يحفظ البلاد التي يعيشون فيها ويحفظ سلام العالم كله".
المجلس
مجلس كنائس الشرق الأوسط، مقره في بيروت، العاصمة اللبنانية، وهو هيئة دينية تضم العائلات الكنسية الأربع في الشرق الأوسط أي الأرثوذكسية والأرثوذكسية المشرقية والإنجيلية والكاثوليكية. للمجلس مكاتب أخرى في القاهرة وليماسول وعمان والقدس وطهران.
غاية المجلس هو العمل على تعزيز روح الوحدة المسيحية بين الكنائس المختلفة في المنطقة، وذلك من خلال توفير سبل الحوار فيما بينها، ومن خلال إقامة الدراسات والأبحاث المشتركة التي تشرح تقاليد الكنائس الأعضاء، وإقامة الصلوات المشتركة لا سيما أسبوع الصلاة من أجل وحدة الكنائس المسيحية.
كما تعتبر المدافعة عن حقوق الإنسان والدعوة لتحقيق العدالة والمساواة في المواطنة في دول الشرق الأوسط من أولويات المجلس.
عند تأسيس المجلس في عام 1974 م كان يضم كنائس العائلة الأرثوذكسية والعائلة الأرثوذكسية المشرقية والعائلة الإنجيلية، ولاحقًا عام 1990م انضمت العائلة الكاثوليكية للمجلس بكنائسها السبع الموجودة في المنطقة.
كان الأمين العام الأول للمجلس هو القسيس ألبيرت لستيرو والذي استمر في هذا المنصب من عام 1974 إلى 1977، وخلفه كبرائيل حبيب من عام 1977 إلى 1994، وبعده تولى المنصب القسيس رياض جرجور من عام 1994 إلى 2003، خلفه الأستاذ جرجس صالح من عام 2003 إلى 2011؛ حيث عين أمينًا عامًّا فخريًّا وتولى الأمانة العام الأب الدكتور بولس روحانا.

شارك