تلويح روسي بالتدخل العسكري في ليبيا.. يؤشر بزيادة الصراع في البلاد

السبت 07/نوفمبر/2015 - 12:11 م
طباعة تلويح روسي بالتدخل
 
مع مواصلة المساعي للوصول إلى حل نهائي لتشكيل حكومة وفاق وطني في ليبيا، وفي ظل تعنت الأطراف المتنازعة بالموافقة على الأطراف الذي طرحت من قبل بعثة الأمم المتحدة، بقيادة برناردينو ليون، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن حماية مواطنيه بالخارج- في أي مكان كانوا- هي الأهم على قائمة أولوياته، ويشمل ذلك حماية الروس الذين يقيمون بليبيا، في تلويح منه للتدخل العسكري في ليبيا على غرار ما فعل في سوريا.
تلويح روسي بالتدخل
جاء ذلك خلال كلمة له أمام المؤتمر العالمي الخامس للمواطنين الروس المقيمين في الخارج، المنعقد في موسكو.
ونقلت صحيفة "إكسبرس البريطانية"، أمس الجمعة، عنه قوله إنه "بلا شك، سنحمي مصالح المواطنين الذين دفعتهم الظروف لعدم التواجد بروسيا، خاصة هؤلاء الذين يواجهون أزمات وظروف صعبة بدول مثل ليبيا وسوريا واليمن"، لافتة إلى أن "بوتين" يلمح بتدخل عسكري لحماية مصالحه.
وألمحت الصحيفة إلى أن تصريحات "بوتين"، هي التحذير الأقوى حتى الآن، منذ بداية تدخله في شئون الشرق الأوسط، والتي تأتي في أعقاب الإعلان عن قصف 263 هدفا لتنظيم "داعش" في سوريا خلال اليومين الماضيين.
ووفق محللين فإن الوجود الروسي في الدول العربية أصبح واقعاً، ويتخذ أشكالاً مختلفة ستنتهي جميعها إلى مزيد من التدخل العسكري، فروسيا اليوم تشترك مع بغداد وطهران ودمشق في مركز استخباري ومعلوماتي لمحاربة الجماعات الإرهابية، وهي في سوريا منذ فترة من خلال قاعدتها العسكرية في طرطوس، وحالياً من خلال وجودها العسكري المكثف، ومستقبلاً عبر إقامتها قواعد عسكرية جديدة في حال انتصار نظام بشار الأسد على المعارضة، وهي موجودة من خلال مراقبتها عبر الحدود المصرية الليبية، وهي أيضاً في ليبيا حتى قبل تدخلها عسكرياً في سوريا من خلال مراقبتها مواقع خاضعة لسيطرة داعش هناك.
كانت روسيا أبلغت الجزائر ومصر وتونس قلقها من زيادة نفوذ تنظيم داعش في ليبيا، وأبدت مخاوفها من تحول ليبيا إلى منطقة تدريب للجماعات السلفية الجهادية بدل العراق وسوريا، وهو ما يفتح الباب أمام احتمال توجيه ضربات جوية أو صاروخية بصواريخ جوالة روسية، وهو ما سيوسع من جغرافية الحرب، وسيطيل من عمر الصراع، وفق محللين.
في سياق مواز، صرح سفير ليبيا لدى الأمم المتحدة إبراهيم الدباشي أمام مجلس الأمن أول أمس الخميس 5 نوفمبر 2015 أن التوصل إلى اتفاق على تشكيل حكومة وحدة في ليبيا وشيك، ويمكن أن يتم خلال هذا الشهر.
وقال الدباشي أمام أعضاء المجلس الـ15 أن تشكيل حكومة وحدة بليبيا وشيكُ، وقد يتم قبل نهاية الشهر الحالي، مؤكدًا أن تشكيل حكومة الوفاق الوطني بات وشيكا، وشدد في هذا السياق أن مجلس الأمن لم يتخذ خطوات جدية لتوفير البيئة الآمنة، لتنطلق أعمال الحكومة من مؤسساتها في العاصمة طرابلس.
كما طالب الدباشي بتشكيل قوة خاصة محايدة من ضباط وأفراد الجيش والشرطة.
وجاء هذا التصريح غداة إعلان الأمم المتحدة تعيين الدبلوماسي الألماني مارتن كوبلر ممثلًا خاصًّا للأمين العام للأمم المتحدة ورئيسًا لبعثتها في ليبيا، خلفًا للإسباني برناردينو ليون.
تلويح روسي بالتدخل
ويخلف الدبلوماسي الألماني كوبلر نظيره الإسباني برناردينو ليون الذي عمل منذ تسلم مهامه في أغسطس 2014 على إعادة توحيد السلطة السياسية في ليبيا التي انقسمت بين طرفين في إطار صراع مسلح على الحكم مستمر منذ أكثر من عام، مشددًا على أن الاستقرار الحقيقي لليبيا لا يمكن أن يتم بأي شكل من أشكال التدخل الأجنبي، مبرزًا أن ذلك يتم من خلال تقديم المساعدة في إعادة تأهيل ونشر قوات الشرطة، وتجميع الجيش الليبي وإعادة هيكلته وتأهيله وتسليحه ليتولى حسم المعركة مع الإرهاب.
وقدمت الأمم المتحدة من مبعوثها إلى طرفي النزاع مسودة اتفاق سياسي شامل يهدف إلى إدخال البلاد في مرحلة انتقالية لعامين تبدأ بتشكيل حكومة وفاق وطني.
وقال ليون: إن السلام القابل للاستمرار لا يمكن أن يكون في ليبيا من دون تأييد جميع الأطراف ومشاركتها البناءة، مضيفًا أنه من المحتمل أن يكون التوصل إلى اتفاق سياسي متوازن عملية صعبة وطويلة الأمد، قائلا: إن النجاح يتوقف دائمًا على التأييد الجماعي من قبل الأطراف المختلفة لأي اتفاق.
وأكد ليون أن إمساك الليبيين بزمام عملية الحوار وملكيتهم لنتائجها يظلان في صميم جهود الوساطة التي تبذلها الأمم المتحدة وهذا ببساطة مبدأ غير قابل للتفاوض.
وأردف قائلا: "وبينما قوبل الاقتراح بالثناء بوصفه إنجازًا كبيرًا في عملية الحوار، كانت هناك اعتراضات قوية في بعض الأوساط، ولا سيما داخل مجلس النواب، احتجاجًا على ما اعتُبر تمثيل غير كاف للمنطقة الشرقية، ولا سيما بنغازي".
وأوضح ليون أنه خلال فترة الأسابيع الثلاثة التي أعقبت إعلان التشكيل المقترح لمجلس الرئاسة، أجرت الأمم المتحدة مشاورات وثيقة مع الأطراف من مختلف الانتماءات السياسية في محاولة لحل الشواغل المتبقية في ما يتعلق بالتمثيل.
كان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد أعلن أول أمس تعيين الألماني مارتن كوبلر ممثلً خاصً له ورئيسً لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا خلفًا للإسباني برناردينو ليون.
تلويح روسي بالتدخل
من جانب آخر، يتهم ليون، بأنه ينفذ أجندة خارجية لصالح بعض الدول، وعلى رأسهم تركيا وقطر، حيث قال السياسي الليبي العقيد عادل عبد الكافي: إن التسريبات التي نشرتها جريدة الجارديان البريطانية، عن تورط ليون، في تهم تلقي أموال من الخارج، ما هي إلا تأكيد علي التآمر والانحياز ضد ليبيا، معبرًا عن حزنه جراء ما وصفه بتنفيذ ليون لأجندات الدول التي حشرت أنفها، في شئون الليبية، حسب تعبيره.
تصريحات عبد الكافي جاءت على خلفية خبر نشرته الجارديان مؤخرًا اتهمت خلاله ليون، بتلقيه خلال فترة الصيف الماضي مفاوضة حول قبول وظيفة براتب 35 ألف جنيه استرليني شهريا مع دولة الإمارات.
وكان الوسيط الأممي ليون- وهو وزير خارجية إسباني سابق- قد تلقى عرضًا للعمل في شهر يونيو الماضي من قبل أبوظبي، كمدير عام لأكاديمية سياسية، وأعلنت الإمارات، الأربعاء، أن ليون قبل العمل كرئيس لهذه الأكاديمية، وهي مؤسسة بحثية مدعومة من الحكومة تأسست السنة الماضية لتسويق السياسة الخارجية الإماراتية وعلاقاتها الاستراتيجية ولتدريب دبلوماسييها.
وتشهد ليبيا فوضى عارمة، عقب الإطاحة بمعمر القذافي، وانتشار العناصر الإرهابية، مستغلين الفوضى التي تشهدها ليبيا، كما أن هناك احتمالية بتحول الصراع في الدول العربية المعنية إلى ساحات للصدام وصراع المصالح بين القوى الدولية، وستكون مواجهة داعش، سُلمًا لحضور دولي روسي في ليبيا قد يمتد طويلًا.

شارك