واشنطن وموسكو وجولة أكثر "حِدَّةً" من الصراع في سوريا

الأحد 08/نوفمبر/2015 - 04:19 م
طباعة واشنطن وموسكو وجولة
 
فيما يبدو أنه بداية تصعيد من جانب الولايات المتحدة الأمريكية ضد روسيا بعد تعارض مصالحهم بشكل مباشر في سوريا عقب الضربات الروسية لمواقع المعارضة المسلحة وتنظيم "داعش" قال أشتون كارتر وزير الدفاع الأمريكي: "" إن روسيا تصب البنزين على النار في سوريا". وإنها دولة «مفسدة» لترتيب النظام العالمي.
واشنطن وموسكو وجولة
وأضاف أنه على الرغم من أن تنظيم داعش يشكل تهديدًا للقيم الأمريكية، وتشكل ضررًا أكبر على الولايات المتحدة ونلائم تموقعنا العملياتي وخططنا للطوارئ في العمل الذي نقوم به بأنفسنا ومع حلفائنا، لردع روسيا من ارتكاب عدوان، وللمساهمة في تقليص هشاشة حلفائنا وشركائنا، وأن واشنطن تحدّث ترسانتها النووية وتستثمر في وسائل فائقة التطور مثل الطائرات بلا طيار والقاذفات البعيدة المدى والليزر والحرب الإلكترونية والمدافع الكهرومغناطيسية، ونحدث ونطور خططنا للردع والدفاع بالنظر إلى تغير سلوك روسيا وتعهد بردع ما سماه العدوان الروسي في العالم بكل أشكاله، سواء أكان عبر البحر أو الجو أو في الفضاء الإلكتروني، وأن الولايات المتحدة تعيد دراسة خططها العسكرية للتصدي لأي عدوان روسي، وتُسهم في تقليص الفجوة بينها وبين حلفائها وشركائها.
واشنطن وموسكو وجولة
هذه اللهجة الحادة من واشنطن تعد تطورًا يمثل تغيراً استراتيجياً في السياسات الأمريكية لمواجهة الدور العسكري الروسي، الذي بات يزاحم واشنطن سياسياً وعسكرياً، ويؤثر سلباً على نفوذها في المنطقة، وتحديدًا في سوريا بدأته الولايات المتحدة بنقد الضربات العسكرية التي تنفذها روسيا باعتبارها تساهم في تعزيز قوة تنظيم "داعش" وتقتل عشرات المدنيين وتجبر عشرات الآلاف على النزوح من منازلهم وتدمر المنازل والأسواق.
واشنطن وموسكو وجولة
وخلال اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن الشرق الأوسط استشهدت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سامانثا باور بتحليل أجرته رويترز لبيانات وزارة الدفاع الروسية، خلص إلى أن "80% من الأهداف المعلنة للغارات الروسية في سوريا نفذت على مناطق لا تسيطر عليها "داعش"، وقالت: "بالهجوم على الجماعات غير المتطرفة فإن روسيا تعزز بخلاف ما هو صواب القوة النسبية لداعش، الذي استغل هذه الحملة للسيطرة على مزيد من الأراضي في ريف حلب ومنذ أن بدأت روسيا ضرباتها تغيرت الخريطة السورية لصالح داعش".
وتابعت: "أطلق الجيش السوري- مدعومًا من مقاتلين من حزب الله اللبناني وإيران- عمليات برية على المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو الجماعات المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد في غرب وشمال غربي البلاد منذ أن بدأت روسيا الغارات في البلاد قبل ثلاثة أسابيع". وإن هذه العمليات وفقًا لرواية الأمم المتحدة أجبرت نحو 85 ألف شخص على النزوح من منازلهم، وإن الضربات الجوية الروسية قتلت على الأقل 100 مدني ودمرت بنى تحتية مدنية بينها أسواق ومدارس، وإن روسيا تستهدف تنظيم داعش إلى جانب جماعات أخرى تعتبرها "إسلامية إرهابية"، وإنها والغرب يقاتلون عدوا مشتركًا.
واشنطن وموسكو وجولة
وقالت في اتهام صريح لموسكو: "إن دعمه في الوقت الحالي لا يضمن إلا أنه في الوقت الذي تبدأ فيه المفاوضات للانتقال السياسي سيكون داعش ازداد قوة وعمليات تجنيده قد نشطت جراء أفعال روسيا وإيران والنظام- وتكون الدولة السورية ازدادت ضعفًا". وإن الصراع المستمر منذ ما يقارب خمس سنوات لن ينتهي إلا برحيل الأسد.
ولم تضيع واشنطن الوقت فبدأت إجراءات عملية للحد من النفوذ الروسي من خلال إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن إرسال عشرات الجنود الأمريكيين إلى سوريا في مهمة مفتوحة؛ بهدف القضاء على خطر داعش الذي يهدد المصالح الأمريكية وحلفاءها في المنطقة، وأشارت تسريبات إلى أن هدف أوباما من ذلك تجفيف مصادر تمويل داعش، ووقف تدفق المقاتلين الأجانب للانضمام إلى صفوفها، وتكثيف التحرك العسكري لتدمير قواعدها وتجمعاتها العسكرية على الأراضي التي تسيطر عليها في العراق وسوريا والحد من النفوذ الروسي. 
واشنطن وموسكو وجولة
مما سبق نستطيع أن نؤكد أن موسكو وواشنطن في طريقهما لصراع طويل تدرك فيه روسيا بأن خسارتها تعني خروجها من البحر المتوسط وبالتالي مغادرة الشرق الأوسط بالكامل، بعد أن خرجت من ليبيا والعراق؛ ولذلك فهي تحاول الاستعراض بالقوة البحرية والجوية أمام الساحل السوري على مقربة الأسطول السادس الأمريكي وبعض سفن الأسطول الفرنسي والبريطاني في عرض المتوسط وأمام السواحل الليبية وعلى الجانب الآخر تعمل الولايات المتحدة الأمريكية على حشد المجتمع الدولي ضدها ليس فقط داخل أروقة الجمعية العامة ومجلس الأمن، ولكن من خلال التلويح بالمواجهة السياسية والعسكرية إذا لزم الأمر في صراع جديد قديم على مناطق النفوذ بينهما الخاسر الوحيد منه هو الشعب السوري.

شارك