الحرب الإلكترونية.. غزوات "داعش" التي لا تنتهي

الإثنين 09/نوفمبر/2015 - 12:30 م
طباعة الحرب الإلكترونية..
 
 لا يكف تنظيم الدولة داعش عن استخدام كافة الأساليب الواقعية أو الإلكترونية لإرهاب البشرية وبث الرعب في نفوس خصومه ولعل قيامه بسرقة بيانات آلاف من السعوديين من "تويتر" ونشرها مجرد بداية لهذه الحرب.
الحرب الإلكترونية..
وكشف موقع "تويتر " عن اختراق أكثر من 54 ألف حساب "تويتري" معظمها لسعوديين، ويقوم التنظيم الإرهابي بنشر بياناتهم على الإنترنت، بما فيها أرقام هواتفهم الجوالة، وأيضاً كلمات السر التي يدخلون بها للتغريد بالإضافة إلى بيانات مديرين ومسئولين فيCIA  وأيضاً في  FBI ومدير وكالة الأمن القومي الأمريكية، وهو ما يمكن اعتباره انتقامًا جماعيًّا لمقتل حسين جنيد، الملقب بأبو حسين البريطاني والمعروف بعقل "داعش" الإلكتروني الأبرز والذي سبق واخترق موقع البنتاغون الرسمي في يناير 2015م .
جنيد الذي قتل في 25 أغسطس 2015م بضربة نفذتها طائرة أمريكية من دون طيار بمدينة الرقة في الشمال السوري، كان ناشطًا بإعداد "الجيش الإلكتروني" لداعش، وكان متزوجاً من مغنية "الراب" البريطانية سالي جونز التي كانت تكبره بأكثر من 23 سنة، والتي أعلنت "تويترياً" في سبتمبر 2014 أنها "تدعوشت" ولحقت به في الرقة مصطحبة معها ولدها الصغير، أطلقت تغريدة ثانية سمت نفسها فيها "أم حسين" وقالت بثالثة: "سأقطع رقاب الكفار بيديّ وأعلق رءوسهم على أسوار الرقة"، وكانت "أم حسين" تعرفت إلى جنيد عبر دردشات الإنترنت، فاعتنقت الإسلام وسافرت بعده إلى المحافظة السورية لتنضم إلى "داعش" حاملة معها "غرائب طبيعتها وتصرفاتها" التي ذكر بعضها جيران لها في بلدة "تشاتم" بمقاطعة Kent البريطانية، وأنها "مجنونة التصرفات وممارسة شهيرة للسحر الأسود". 
الحرب الإلكترونية..
 حرب داعش وعمليات الاختراق التي تقوم بها، كشفت عن قدرات "داعش " في الحصول على معلومات سرية، حيث سبق لها نشر ما قال إنه أسماء وصور 100 جندي أمريكي وعناوينهم في الولايات المتحدة ودعا أنصاره المقيمين في أمريكا إلى قتلهم وقالت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" بعد نشر المعلومات على الإنترنت إنها تحقق في الأمر، ولا يمكننا تأكيد صحة المعلومات لكننا نفحصها ونشجع أفرادنا دوماً على ممارسة أمن العمليات الملائم وتنفيذ إجراءات الحماية".
وكتب قسم التسلل الإلكتروني بالدولة الإسلامية" باللغة الإنجليزية أنها تسللت إلى عدد من الخوادم العسكرية وقواعد البيانات ورسائل البريد الإلكتروني، ونشرت معلومات عن 100 عضو بالجيش الأمريكي حتى يتمكن منفذو "هجمات فردية" من قتلهم.
الحرب الإلكترونية..
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أنه لا يبدو أن المعلومات تم الحصول عليها من خلال التسلل إلى خوادم الحكومة الأمريكية، ونقلت عن مسئول بوزارة الدفاع لم تذكر اسمه قوله: إن معظم المعلومات يمكن العثور عليها في السجلات العامة ومواقع البحث عن العناوين السكنية ووسائل التواصل الاجتماعي، وإن القائمة تم استخلاصها فيما يبدو من أفراد جرى ذكرهم في مقالات إخبارية عن الضربات الجوية على "داعش".
 وأوردت شبكة التلفزة الأمريكية "أن بي سي نيوز" أن مكتب التحقيقات الفيدرالي "أف بي آي" يحقق في سلسلة عمليات قرصنة لمواقع إلكترونية أدت إلى نشر راية تنظيم داعش عليها، وأن من بين هذه المواقع موقع لسباق السيارات في ولاية أوهايو ومركز غودويل في ميزوري وكنيسة في كندا.
الحرب الإلكترونية..
كما سُجلت هجمات مماثلة على مواقع أخرى غير معروفة في ولايات مونتانا ونيويورك وماساتشوستس ومينيسوتا ووقال "إف بي آي" إنه على علم بالحوادث، وإنه "على اتصال مع الأطراف المتضررة وأنه من غير المحتمل أن يكون لعمليات القرصنة "أي علاقة حقيقية" بالتنظيم المسلح.
ووقعت عمليات قرصنة مشابهة أمس الأحد في أيرلندا حيث تعرض موقع مركز دبلن لحوادث الاغتصاب للقرصنة وكُتب على الموقع "قرصنة من قبل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). نحن في كل مكان"، بينما سُمعت موسيقى مرتبطة بالتنظيم.
ويعتمد التنظيم على حملة دعاية مكثفة على الإنترنت من أجل تجنيد مقاتلين أو مؤيدين له في كل مكان من العالم فشلت الإدارة الأمريكية في محاربتها إلكترونياً؛ حيث أكدت وثيقة داخلية في وزارة الخارجية الأمريكية أنّ تنظيم "داعش" يكسب الحرب الإعلامية، مقابل ضعف إعلامي أمريكي واضح، وأنّ آلاف الرسائل والتغريدات التي يغرق فيها "داعش" مواقع التواصل، تمكن من "خداع" وتضليل الجهود التي تقوم بها "دول تعتبر من الأغنى والأكثر تطوراً حول العالم".
الحرب الإلكترونية..
وكشفت الوثيقة عن "اجتماعات العمل المكثفة" التي عقدت بين الولايات المتحدة وحلفائها العسكريين، الذين يشاركون معها في الضربات الجوية على التنظيم، لمحاولة مواجهة "داعش" إعلامياً، وتحديداً على مواقع التواصل لكن هذه الاجتماعات لم تؤدِّ إلى أي نتيجة، تحديداً بعد مشاورات مع بريطانيا والإمارات بشكل رئيسي، "الإمارات حافظت على موقف صامت، والبريطانيون كانوا متحمسين جداً، وطريقة العمل كانت غير واضحة"، تقول الوثيقة.
وتكشف الوثيقة عن أن الولايات المتحدة الأمريكية راهنت منذ البداية على الحرب المضادة في الإعلام، تماماً كما حصل عند مواجهة تنظيم "القاعدة"، لكن يبدو أن إدارة الرئيس باراك أوباما اكتشفت الفرق الهائل بين محاربة "القاعدة" ومحاربة "داعش" فقبل أكثر من عشر سنوات، لم تكن مواقع التواصل بهذا الزخم وهذا التأثير، "كما أنّ "داعش" لديه قدرة فائقة على نشر الرسائل، قدرة أكبر بكثير من قدرة أمريكا على إخفاء وتكذيب هذه الرسائل"، كما جاء في صحيفة "نيويورك تايمز".
الحرب الإلكترونية..
مما سبق نستطيع أن نؤكد أن الحرب الإلكترونية التي تشنها داعش وتعتبرها غزوات لا تقل عن معاركها العسكرية لن تنتهي لأنها تعتبرها جزءًا من أساليبها الإلكترونية لإرهاب البشرية، وبث الرعب في نفوس البشر، وأن التنظيم على ما يبدو أنه أتقن لعبة الإعلام في مواجهة العجز  الدولي . 

شارك