لا تزال الروايات الغربية مستمرة بشأن تورط تنظيم داعش الارهابي بإسقاط الطائرة الروسية في سيناء، وبالرغم من عدم توفر الأدلة التي تؤكد ذلك، إلا أن كل التقارير التي يتم نشرها حول هذه الطائرة تؤدى إلى هذه النتيجة، وهو ما يلحظ من خلال اهتمام وكالات الأنباء بما قاله المحققين بأنهم متأكدون بنسبة 90% بأن سبب سقوط الطائرة هو انفجار قنبلة، في الوقت الذي كشفت فيه صحيفة "صنداى تليجراف" البريطانية بأن الاستخبارات البريطانية لديها معلومات تشير إلى أن  أبو أسامة المصري زعيم تنظيم داعش سيناء هو العقل المدبر لهذه العملية.

وأكدت الصحيفة أنه تم الكشف عن المتهم بأنه العقل المدبر وراء إسقاط طائرة ركاب روسية بالقرب من شرم الشيخ، من خلال قيام التنظيم الإرهابي بزرع قنبلة في الطائرة، لم يتم الكشف عن مكان وطريقة زرعها.

وتم نشر تقارير تفيد أن  لندن أبدت  استعدادها لإنزال قوات في سيناء للقبض عليه، كما كشفت مصادر أمنية مصرية هوية هذا الرجل، رغم استبعاد السلطات المصرية فرضية إسقاط الطائرة بواسطة داعش حتى الآن.

وقالت المصادر إن أبو أسامة الأزهري هو زعيم تنظيم بيت المقدس، الذي أصبح فيما بعد داعش سيناء، ويدعى محمد أحمد علي، من أبناء محافظة شمال سيناء، عمره 37 عاما، وينتمي إلى عائلة كبيرة في مدينة العريش، كما أنه اعتنق الفكر المتطرف منذ عدة سنوات، وتلقى تدريبات عالية بقطاع غزة وسوريا، وأنه كان يتردد بين مصر وقطاع غزة عبر الأنفاق الحدودية، ويتنقل بالمناطق الصحراوية بين مدينتي رفح والشيخ زويد وسط حراسة أمنية من عناصر التنظيم والذين يحملون الجنسية المصرية.

وظهر في العديد من مقاطع الفيديو، متحدثا عن تنظيم داعش وشرعية ما يقوم به من عمليات إرهابية، وبدت على يديه في تلك المقاطع علامات "مرض البهاق"، كما أنه كان حاضرا في الفيديوهات الخاصة بتفجير كمين كرم القواديس، وذلك في فيديو آخر عندما كان يؤم أعضاء التنظيم في صلاة العيد.

يأتي ذلك في الوقت الذى كشفت فيه وكالات الأنباء عن تصريحات لأعضاء من لجنة التحقيق دون تحديد هويتهم، بأن لديهم شكوكًا قوية في أن سبب سقوط الطائرة وسماع الانفجار بوضوح في هذا الأمر، ونقلت وكالة رويترز عن احدهم قوله "متأكدون بنسبة 90 في المئة أن الصوت الذي يسمع في الثانية الأخيرة من تسجيل قمرة قيادة الطائرة هو دوي انفجار قنبلة، والمؤشرات وتحليل الصوت في الصندوق الأسود تثبت كلها أنها قنبلة"، وعن نسبة 10 في المئة الباقية قال المحقق "لا يمكن أن أتحدث في ذلك الآن".

وفى الوقت ذاته نقلت الوكالة عن رئيس اللجنة المشكلة للتحقيق في حادث الطائرة، أيمن المقدم، أن ما ينشر من أخبار ومعلومات في بعض وسائل الإعلام منسوبة إلى أحد أعضاء اللجنة هي أخبار "غير صحيحة ولا يعتد بها"، وحث المقدم وسائل الإعلام باعتماد البيانات الرسمية الصادرة عن اللجنة والتي يتم التوقيع عليها من الدول الخمس المشاركة في التحقيقات. 

وعلى صعيد الازدواجية الغربية في التعامل مع تنظيم داعش، انتقد الجنرال سير نيكولاس هوتون رئيس اركان الجيش البريطاني سياسة بلاده في قصر الضربات الجوية ضد تنظيم داعش على العراق دون التوسع فيها لتشمل أهداف التنظيم في سوريا، معتبرا أن هذا القرار لا معنى له لأن القوة الأكبر للتنظيم في سوريا.

قال هوتون "إننا بهذا السلوك نخذل، إلى حد ما، حلفاءنا عندما نرفض أن نكون شريكا كاملا، كما شبه هوتون حالة قصف التنظيم في العراق فقط دون عبور الحدود السورية بمن يُطلب اليه الفوز بمباراة كرة قدم دون أن يصل إلى نصف الملعب الذي يخص خصمه.

وقال إن التنظيم "يقيم دولة خلافة عبر تلك الحدود. إن مصدر قوتهم، ومراكز القيادة والسيطرة، ومواقع التموين، والتنظيم التي يصدرون منها الأوامر للإرهابيين في العالم هي في سوريا."

وتحدث هورتون عن مواجهة تنظيم الدولة قائلا إن "الأمر يتعلق بطريق أيديولوجي وطريق عسكري، وأعتقد جازما أنه من المهم أن يكون الدور العسكري في النهاية هو مسئولية دول المنطقة وقواتها المسلحة."

وتعليقا على احتمال أن تكون قنبلة هي سبب تحطم الطائرة الروسية في سيناء المصرية، قال هورتون إنه في حال تأكد ذلك فستكون هذه نقطة تحول في علاقة الغرب بروسيا فيما يتعلق بمستقبل الرئيس السوري بشار الأسد، مضيفا "هناك فرصة للتقارب السياسي بيننا والولايات المتحدة والغرب مع بوتين".

أما وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند فقال إن هناك اتفاقا مع روسيا حول الكثير من المسائل مثل الحاجة إلى تدمير تنظيم الدولة، لكن نقطة الخلاف الرئيسية هي مستقبل الرئيس بشار الأسد، وأضاف "نرى ومعظم حلفائنا أنه لابد أن يرحل في وقت ما خلال المرحلة الانتقالية".