هاجس المقاتلين "الروس" بداعش يُقلق "مضاجع" موسكو

الثلاثاء 10/نوفمبر/2015 - 01:28 م
طباعة هاجس المقاتلين الروس
 
 لا تخفي روسيا قلقها من وجود مقاتلين روس في صفوف تنظيم الدولة "داعش"، خاصة وأن نسبتهم تتزايد حتى بعد دخول موسكو بشكل مباشر في الصراع السوري من خلال الضربات الجوية. 
هاجس المقاتلين الروس
المدعي العام الروسي يوري تشايكا أعلن أن نسبة المرتزقة الأجانب من عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي، تتجاوز 40% مضيفًا أن المرتزقة قدموا من أكثر من 100 بلد، وأن روسيا فتحت 650 قضية جنائية بشأن مشاركة مواطنين روس في القتال بصفوف جماعات إرهابية وتجنيدهم وتهريبهم، وأن حوالي 800 موقع نشرت مواد متطرفة أغلقت، وأن نحو 4,5 آلاف موقع أزالت مواد غير قانونية من صفحاتها بعد مطالبة المدعين بذلك.
 وتابع: "النيابة العامة في روسيا فرضت رقابة خاصة على التحويلات المالية إلى الدول، التي تعمل فيها التنظيمات الإرهابية الدولية، وتقوم بمصادرة أصول الإرهابيين وأن تبني اتفاقية موحدة ضد الإرهاب الدولي تحدد تعريف الإرهاب اصبح ضرورة مع توسيع صلاحيات المدعين بالتحقيق في قضايا الإرهاب، وكذلك إقرار مبادرة روسيا الخاصة بتشكيل فرق تحقيق دولية".
من جانبه أعلن يفجيني سيسويف نائب مدير هيئة الأمن الفدرالية الروسية أن قوات الأمن تمكنت العام الجاري في شمال القوقاز من القضاء على 7 مجموعات من المسلحين الذين بايعوا تنظيم "داعش" الإرهابي، وأن حوالي 30 ألف أجنبي يحاربون في صفوف "داعش"، وبينهم 7 آلاف من المنحدرين من دول الاتحاد السوفيتي السابق وحتى منتصف عام 2015، كان "داعش" يضم 80 ألف شخص، بما في ذلك 50 ألفًا في سوريا و30 ألفًا في العراق، بمن فيهم حوالي 30 ألفًا من المسلحين الأجانب
 وتابع: "انضم 7 آلاف شخص تقريبًا من مواطني دول الاتحاد السوفيتي السابق، بما فيها روسيا، إلى صفوف هذا التنظيم، وأن هناك خطورة في صعود "داعش" في شمال أفغانستان؛ لأن رءوس "داعش" يخططون بعد إعلانهم ما يسمى بإمارة خاراسان لتوسيع سيطرة التنظيم على مناطق واسعة في إيران ودول آسيا الوسطى وغرب الصين، وهو ما يشكل خطر على الوضع الأمني على الحدود بين أفغانستان وطاجيكستان وتركمانستان.
هاجس المقاتلين الروس
هذه التحذيرات تأتي في سياق تزايد عدد المنضمين لتنظيم "داعش"، فبجانب الأعداد المتزايدة للأوروبيين الذين يقاتلون في صفوف المتطرفين، أصبحت الدول الواقعة في آسيا الوسطى، ككازاخستان وأوزبكستان وطاجيكستان من أهم المصدرين للمقاتلين، وهو ما يشكل خطرًا داهمًا على موسكو".
صحيفة الجارديان البريطانية أكدت أن ما بين 2000 إلى أربعة آلاف مقاتل من آسيا الوسطى انضموا إلى "داعش"، وتم تجنيد غالبية هؤلاء من قبل عصابات شيشانية في موسكو؛ حيث تستغل عصابات التجنيد ظروف العمال في روسيا، وتحديداً الذين ينحدرون من أصول مسلمة، لغسل أدمغتهم وإغرائهم بالمال ومن المنضمين أقارب عائلة طاجكستانية أكدوا للجارديان أن عائلتهم حصلت على 30 ألف دولار إلى جانب منزل بأربع غرف للانتقال للعيش في سوريا، كما لفتوا إلى أن "داعش" يمنحهم أكثر من 30 دولاراً شهرياً كاستحقاق لكل طفل من أطفالهم.
هاجس المقاتلين الروس
بينما يحصل أعضاء عصابات التجنيد على مبالغ مالية تتراوح بين الخمسة والـ10 آلاف دولار، ولا تقف الإغراءات التي يتبعها "داعش" عند حدود المال، فالتنظيم يمطر المنضمين الجدد بالوعود الكاذبة التي يفاجئون بزيفها، لكن عند فوات الأوان وكشف رئيس القوات الخاصة بطاجكستان المعروفة باسم أومون عن انضمامه إلى التنظيم، وكان غول موروف خاليموف قد تلقى تدريبات مكثفة لمكافحة الإرهاب في أمريكا، ما زاد من المخاوف العالمية إزاء "داعش".
خطر المقاتلين الروس في داعش يتنامى خاصة إذا وضعنا في الاعتبار فرضية انحسار الأراضي التي يسيطر عليها «داعش» أو عودة المقاتلين إلى البلدان الأم، والتحول إلى ذئاب منفردة، وآسيا الوسطى تعد من المناطق الملائمة لداعش في حال صحة هذه الفرضيات. 
التدخل الروسي في سوريا هو من يخلق هذه الحالة في آسيا الوسطى "أوزبكستان وكيرغيستان وطاجكستان" التي تعد خاصرة روسيا على المستوى الأمني والاقتصادي، وكانت منطقة مزدهرة بالصوفية إبان الاتحاد السوفيتي وعقب انهياره، وفراغ السلطة نتج عنه صعود الجماعات الإسلامية المتطرفة، وقد استفادت هذه الجماعات من الطبيعة الجبلية للمنطقة لتجد حكومات هذه البلدان صعوبات في السيطرة عليها، وبذلك تعتبر ملائمة لتمركز تنظيم «داعش» في هذه المنطقة، خاصة بعد انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان وتراجع نفوذ القاعدة في المنطقة بصفة عامة، كما أن الحضور «الداعشي» فيها بارز بشكل كبير. 
هاجس المقاتلين الروس
المؤشر الأول لهذا الحضور يظهر من خلال حجم المقاتلين في صفوف «داعش» القادمين من آسيا الوسطى. وإن تضاربت الأرقام بخصوص حجمهم الحقيقي فإنه يبقى إلى حد ما مرتفعًا، فخلال أشهر قليلة انضم نحو 1000 مقاتل من هذه المنطقة إلى «داعش»، في حين يشير تقرير لمجموعة الأزمات إلى أن عدد المقاتلين من آسيا الوسطى في داعش يصل إلى 4000 مقاتل، في حين تقول جهات أوزباكستانية إن عددهم يصل إلى 5000 مقاتل من مقاتلي الحركة الإسلامية الأوزبكية.
أما المؤشر الثاني فهو ملاءمة عدد من الظروف لتموقع هذا التنظيم في هذه المنطقة الاستراتيجية والغنية بالنفط، أولًا هي بلدان غالبيتها من المسلمين، كما أنها تعاني الفقر- بوابة عبور هذه التنظيمات- والظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة وغياب الديمقراطية والتعددية، دون أن ننسى أن منطقة آسيا الوسطى تقع ضمن حدود الخريطة التي رسمها «داعش» لخلافته. 
هاجس المقاتلين الروس
 ونشر مقاتلون من «داعش» في طاجكستان فيديو يدعون فيه للجهاد ضد الحكومة في البلاد، كما أنه في أواخر سنة 2014 بايع زعيم الحركة الإسلامية في أوزباكستان عصمان غازي زعيم تنظيم «الدولة الإسلامية» أبو بكر البغدادي. وفي 28 أغسطس 2014 ظهر علم «داعش» في العاصمة الأوزبكية، وقد عين البغدادي خلال نفس الشهر طاجكيا كقيادي في محافظة الرقة.
 مما سبق نستطيع أن نؤكد أن الخطر الداعش وإمكانية التوجه إلى آسيا الوسطى هو أحد الاحتمالات الممكنة، والتي يجب أن تضعها موسكو في الحسبان، خاصة مع تزايد وتنامي الدور الروسي في سوريا.

شارك