نيجيريا تنضم للدول الطاردة للمسيحيين.. وعمليات التطهير الإثني مستمرة

الخميس 12/نوفمبر/2015 - 11:32 ص
طباعة نيجيريا تنضم للدول
 
انضمت نيجيريا بعد توغل تنظيم "بوكو حرام" بها إلى الدول الطاردة للمسيحيين والتي يتوقع اختفاء المسيحيين منها- إلى جانب سوريا والعراق، ففي ظل موجة التشدد الإرهابي التي تجتاح المنطقة والاضطهاد الذي تمارسه "داعش" ومجموعات تكفيرية أخرى في حق المسيحيين وخصوصاً في سوريا والعراق، حَذَّرَتْ جمعية كاثوليكية مقرها بريطانيا من أن المسيحية "قد تختفي تماماً" في أجزاء من الشرق الأوسط في غضون عقد، إذا لم تتوافر لهم مساعدة دولية طارئة.
وسجّلت حملة "مساعدة الكنيسة المتألمة" الكاثوليكية انحساراً كبيراً لعدد المسيحيين في السنتين الأُخْرَيَيْن وخصوصاً بسبب ما سمته "التطهير الإثني الديني" في العراق وسوريا ونيجيريا ودول أخرى تشهد منظمات إرهابية شرسة ضد المسيحيين.
ويقول جون بونتيفكس، محّرر "مضطهدون ومنسيون" تقرير عن مسيحيين مقموعين بسبب دينهم 2013- 2015: إن "إبادة ثقافية للمسيحيين تمحو هذا الدين من مساحات واسعة من الشرق الأوسط، قلب الكنيسة".
ولا يلقي التقرير كل المسئولية عن اضطهاد المسيحيين على الإسلام المتطرف، مبيّناً أن كثيراً من المشاكل ينبع من التطرف غير الإسلامي، بما فيه التعصب القومي والمجموعات الدينية والأنظمة التوتاليتارية الشيوعية.
والعراق هو واحد من الدول العشر التي صنّف فيها الاضطهاد بأنه في "حده الأقصى" مع قول الجمعية الكاثوليكية: إن مستقبل المسيحية في البلاد "في خطر" وسط موجات اللاجئين الذين اضطروا إلى الفرار أمام زحف الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام المعروف بـ"داعش" العام الماضي.
وحذرت الجمعية من أن المسيحيين يمكن أن يختفوا من العراق في غضون خمس سنوات "إذا لم تتوافر مساعدة طارئة على مستوى دولي ونطاق واسع جداً". وقدرت أن عدد المسيحيين في العراق انخفض إلى نحو 275 الفاً، فيما تراجع عددهم في سوريا المجاورة من 1,25 مليون عام 2011، إلى نحو 500 الف حالياً.
وفي مقدمة التقرير، قال المطران جان كليمان جانبار: "إن كاتدرائية الروم الكاثوليك في حلب قصفت ست مرات،" و"إننا نواجه أحد أخطر التحديات في تاريخنا الممتد منذ ألفي سنة".
وعلق البابا فرنسيس على نتائج تقرير الجمعية الكاثوليكية، بقوله: إن على العالم أن يكون على بيّنة من "محنة المسيحيين ومعاناتهم".
وجاء في بيان للفاتيكان أن "البابا فرنسيس يصلي من أجل أن يسعى أولئك الذين في مواقع السلطة لا من أجل استئصال التمييز والاضطهاد الديني فحسب، وإنما أيضاً من أجل البحث عن سبل أكثر فاعلية لتشجيع التعاون الدولي من أجل تجاوز كل الاعتداءات على الكرامة الإنسانية والحرية الدينية".
وفي السياق ذاته دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى بذل الجهود القصوى؛ من أجل منع حدوث انقسام طائفي وحضاري في الشرق الأوسط.
نيجيريا تنضم للدول
وقال لافروف خلال لقائه مع البطريرك إغناطيوس آفرام الثاني، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس: "إننا نولي دائما اهتماماً كبيراً لمواصلة الاتصالات كثيفة بممثلي مختلف الطوائف في الشرق الأوسط، نظراً لضرورة بذل كل ما بوسعنا من أجل عدم حدوث انقسام طائفي وحضاري في هذه المنطقة ذات الأهمية المحورية في العالم".
وذكر أن روسيا ستواصل دفع مبادرتها الرامية إلى لفت الانتباه لقضايا المسيحيين في الشرق الأوسط، إلى الأمام. وأضاف: "الشرق الأوسط هو مهد المسيحية، ويعيش المسيحيون في المنطقة منذ ألفي سنة، وعلينا أن نحول دون خرق النسيج الحضاري في هذه المنطقة".
وفي هذا السياق أكد لافروف أن زيادة فعالية مكافحة الإرهاب بموازاة مضاعفة الجهود لإطلاق التسوية السياسية في الدول المتأزمة في الشرق الأوسط، تعد هدفاً مشتركاً لجميع سكان المنطقة والمجتمع الدولي.
وقال: "يعاني ممثلو جميع الطوائف والمجموعات الأثنية من الوحشية والفظائع التي يرتكبها مسلحو تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة" وجماعات إرهابية أخرى"، مشيراً بصورة خاصة إلى اهتمام موسكو بمصير مسيحيي الشرق الأوسط.
وصرح لافروف قائلا: "تثير الأوضاع في المنطقة قلقنا العميق، ولا سيما بسبب معاناة سوريا العزيزة علينا. لكن قضايا لا تقل تعقيدا، تظهر في ليبيا والعراق واليمن وبعض الدول الأخرى، حيث يوجد خطر أن يعزز الإرهابيون مواقعهم".
بدوره قال البطريرك إغناطيوس: إن "مسيحيي سوريا ومسلميها يشعرون بالامتنان للمساعدة التي قدمها الشعب الروسي في مكافحة الإرهاب من أجل إعادة السلام إلى ديار السوريين"، معرباً عن ثقته في قدرة روسيا على المساهمة في عملية التسوية السياسية للأزمة والتي يجب أن يشارك فيها جميع الأطراف المستعدة للتعاون مع الحكومة الشرعية في إعادة بناء سوريا.

شارك