هل تنجح القوات الكردية في عملية تحرير "سنجار" من قبضة "داعش"؟

الخميس 12/نوفمبر/2015 - 12:39 م
طباعة هل تنجح القوات الكردية
 
ما زال التنظيم الإرهابي "داعش"، متمكن من فرض سيطرته على مناطق بالعراق، ومع مواصلة التحالف الدولي بقيادة أمريكا وكذلك قوات البيشمركة الكردية، لمواجهة التنظيم، بدأت الأخيرة اليوم الخميس 12 نوفمبر 2015، حملة عسكرية ضخمة لاستعادة مدينة سنجار، شمال العراق، من سيطرة تنظيم داعش عليها.
هل تنجح القوات الكردية
وقالت القوات الكردية والجيش الأمريكي: إن عدد مقاتلي التنظيم الإرهابي في البلدة زاد إلى نحو 600 مقاتل، بعد أن وصلت تعزيزات تحسبًا للهجوم المتوقع منذ أسابيع وعطله سوء الأحوال الجوية وخلافات بين القوات الكردية واليزيدية في سنجار.
ويشرف على الهجوم رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني الذي يرأس أيضًا الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي تتهمه جماعات أخرى في المنطقة بالسعي لاحتكار السلطة.
وتهدف عملية تحرير سنجار إلى تطويق البلدة والسيطرة على خطوط الإمداد لتنظيم داعش، وإقامة منطقة عازلة لحماية البلدة من نيران المدفعية.
وكان التنظيم الإرهابي "داعش"، قد فرض سيطرته على مدينة سينجار في أغسطس من عام 2014، أي منذ عام، حيث فرض التنظيم سيطرته على قضاء سنجار التابع لمحافظة نينوي قرب الحدود مع سوريا، وذلك بعد معارك مع قوات البيشمركة الكردية التي انسحبت من القضاء.
ورفع التنظيم علمه الأسود فوق مبنى الحكومة المحلية في القضاء، فيما انسحبت القوات الكردية إلى الجبل المطل على المدين بانتظار تعزيزات عسكرية لشن هجوم مضاد في القضاء الذي أصبح في الأيام الأخيرة ملاذًا لآلاف النازحين الذي قدموا من مدينة الموصل هربًا من بطش "داعش".
كان موقع الاتحاد الوطني الكردستاني قد ذكر في وقت سابق بأن قضاء سينجار سقط في أيدي داعش بعد هجوم له من عدة محاور.
وفجر مسلحو التنظيم فور سيطرتهم على المدينة مقام السيدة زينب والسيدة رقية، والعديد من المعالم الأثرية في سينجار.
ولم تتمكن آنذاك قوات البيشمركة من الانسحاب إلى إقليم كردستان بسبب قطع الطرق بعد سيطرة مسلحي داعش على المنطقة الفاصلة بين كردستان وسنجار.
وكانت أعلنت الأمم المتحدة في بيان لها سيطرة التنظيم الإرهابي على سينجار حيث دفع نحو 200 ألف شخص إلى الفرار، محذرةً من وجود مخاوف كبيرة على سلامتهم.
وقال المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف في البيان: إن "مأساة إنسانية تحدث في سنجار".
وجاءت سيطرة مسلحي داعش بعد اشتباكات متقطعة في بعض المجمعات السكنية بالقرب من سينجار، إذ لم تتمكن قوات البيشمركة من صد هجمات المسلحين بسبب قلة المعدات.
وقال غياس سوجي مسئول تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في الموصل، آنذاك: إن قوات البيشمركة انسحبت بالكامل من ناحيتي كرتازرك وملا خضر جنوب سنجار بعد أن هاجم مسلحو داعش مواقعهم.
وتعد هذه ثاني حادثة انسحاب لقوات البيشمركة من المدن التي فرضت سيطرتها عليها، بعد انسحابها من منطقة زمار الغنية بالنفط.
والجدير بالذكر أن قوات البيشمركة استطاعت في يولية الماضي، أن تستعيد قرية غرب قضاء سنجار بمحافظة نينوي شمال غربي العراق بعد معركة استغرقت ساعات مع مسلحي تنظيم (داعش) الإرهابي، أسفرت عن قتل أكثر من 30 من داعش. 
هل تنجح القوات الكردية
وقال مصدر عسكري كردي: إن البيشمركة تمكنت من استعادة السيطرة على قرية "كابارا" على سفح جبل سنجار غربي القضاء، وطردت مسلحي داعش وقتلت وجرحت العشرات منهم، مشيرًا إلى أن القوات الكردية دمرت أربع سيارات تابعة لتنظيم داعش، موضحا أن السيارات تضما مركبتان لنقل الأفراد ومركبة من طراز "همر" وسيارة مصفحة.
 وكان مقاتلون من الكرد الأيزيديين أخلوا القرية، فقام تنظيم داعش بالسيطرة عليه قبل أن تتمكن "البيشمركة" من استعادة السيطرة عليها.
 على صعيد آخر، صرح الأمين العام لمنظمة "بدر" الشيعية هادى العامري بأن قوات "الحشد الشعبي" استكملت تطويق مدينة الفلوجة شرق الرمادي بمحافظة الأنبار غربي العراق. 
وكان طيران التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، قد شن غارات على مواقع لداعش في سنجار، استعداداً لهذه الحملة العسكرية.
وقال بيان أصدره المجلس الوطني الكردي: إن عملية "سنجار الحرة"، تهدف إلى تطويق البلدة والسيطرة على خطوط الإمداد لتنظيم الدولة، وإقامة منطقة عازلة لحماية البلدة من نيران المدفعية، وفق ما ذكرت وكالة رويترز.
وفقد كثير من اليزيديين الثقة في الحزب الديمقراطي الكردستاني حين فشلت قواته في حمايتهم من تنظيم "داعش" الإرهابي، الذين يتهمونهم بالكفر حين هاجم مقاتلو التنظيم سنجار في أغسطس عام 2014 وذبحوا واسترقوا واغتصبوا الآلاف منهم.
وهب جناح سوري من حزب العمال الكردستاني إلى نجدتهم وأجلوا آلاف اليزيديين الذين تقطعت بهم السبل في جبال سنجار وأقاموا قاعدة دائمة هناك، حيث نقل غالبية اليزيديين إلى مخيمات في المنطقة الكردية ولا يزال تنظيم الدولة الإسلامية يضع بضعة آلاف منهم في الأسر.
هل تنجح القوات الكردية
ودرب حزب العمال الكردستاني قوات يزيدية في سنجار بينما تعمل الجماعات العشائرية بشكل مستقل، فضلا عن انضمام آلاف من اليزيديين إلى قوات البيشمركة الكردية.
وفي ديسمبر عام 2014 طردت القوات الكردية مقاتلي تنظيم داعش من منطقة إلى الشمال من جبل سنجار لكن المتشددين ما زالوا يسيطرون على الجهة الجنوبية حيث تقع البلدة، وتسيطر قوات البيشمركة حاليًا على 20 في المئة من سنجار.
وبمساندة من الضربات الجوية الأمريكية استعادت قوات البيشمركة أيضًا غالبية الأرض التي يعتبرونها كردية من الناحية التاريخية.
وسنجار هي ضمن الأراضي التي تتنازعها الحكومة العراقية الاتحادية والسلطات الكردية الإقليمية، ولها أهمية رمزية واستراتيجية، إذ تقع على الطريق الرئيسي الذي يربط مدينتي الموصل والرقة، اللتين تعتبران من معاقل داعش في العراق وسوريا.
وتأتي معركة سنجار، بعد أن أعلنت قيادة العمليات المشتركة تحرير منطقة البو حياة في محافظة الأنبار بالكامل، عقب معارك ضد مسلحي التنظيم.
ويرى مراقبون أن عملية تحرير سنجار ستتخذ بعض الوقت، بين النجاح والفشل.

شارك